تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[براءة]

ـ[محمد عبد الغفار صيام]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 12:32 م]ـ

" براءة "

ـــ إنك تستحلب الثور أنى لك بالغضوضة الملتزمة المثقفة فى هذا الزمان؟

*أظننى لا أطلب المستحيل!!

ـــ إنه المستحيل بعينه.

لقد أعيانى البحث عنها جالسا، ذلك لأننى أفتقد فنيات البحث، إذ ليس لى حظ فى عبقرية التنقيب، بل أجزم أن قرون استشعارى أصابها الضمور،لكننى من جانب آخرأجيد وبتفرد فنية وضع المواصفات الدقيقة، ومهارة تنميق الخيال، ونحت الصور الذهنية الرائقة.

ولما يئست وأيأست مستشارى، وجربت صعوبة البحث عن قطرة بعينها فى محيط كبير، سلمت نفسى ــ عن طيب خاطر ــ دمية للأقدار، فلربما قذفتنى إليها إن تعذر إلقاؤها إلى!

تفرغت لمكتبتى، ورحت أبادلها إفراغ الهموم تؤانسنى كتبى، و تسد فراغ حياتى، حتى كان ذلك اليوم حين لمحتها تتجه نحوى، تختال فى استقامة وقورة، فى خمارها الناصع الفضفاض، كحمامة أنيقة، تخمش وجه الأرض بحذائها الرقيق، كأنما تدغدغها دغدغات حانية.

ورغم رهافة هيكلها إلا إنها سيطرت على المكان، وتملكته بطلعتها، وعبقته بأريج سحنتها التى لم أدقق فى تفاصيلها المتناغمة؛ إكبارا لها وربما لخجلى الفطرى، وأشبعت ــ حتى تضلعت ـــ رئتى من شذا براءتها الذىتضوع فى المكان، واغتسلت عيناى بضوء حضورها الطاغى،ورحت أتابعها متابعات متقطعة ــ بطرف خفى ــ لئلا أخدش عفويتها لا سيما وقد تصدرت زاوية أمهات الكتب تتناول منها بيد خبيرة الكتاب تلو الكتاب، بأنامل أجزم بهلاميتها وبلوريتها، رغم استتارها خلف قفازيها، ثم اقتحمت قسم الموسوعات المصورة، بورقها ذلك الفخم الصقيل، والحق إننى أشفقت عليها واستثقلت هذه الكتل العلمية الجافة على هذا الرأس اليمامى الرقيق، وجعلت أصرخ من أعماق أعماقى ــ فى أعماق أعماقى بالطبع ــ: "وجدتها .. إى وربى وجدتها ".

ها هى الأقدار هيأت لى فرصة العمر فلأغتنمها!

بدأت أنسج الكلمات والجمل، واضعا خطة دقيقة لمحادثة محكمة، متأهبا لكل الاحتمالات والردود، فى محاولة مستميتة للظفر بأى معلومة، أو إيحاءة صريحة أو خفية، تضمن لى أن لا يمر هذا الموقف الفريد مرور الكرام، وفى غمرة هذا الانشغال المصيرى، حانت منها التفاتة مفاجئة وباغتتنى بسؤالها: " عندك مجلة ميكى يا (عمو)؟

تسمرت مشدوها لبرهة.ثم ناولتها مطلوبها، فالتقمته وودت لو تطير فرحا!! بينما وقفت أتابع قفزاتها الطفولية الظافرة برأس لا يزال يغص بالدهشة!!!

ـ[علي جابر الفيفي]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 05:14 م]ـ

تحية طيبة , وبعد:

هذه - بلا مجاملة - أجمل قصة قرأتها هنا منذ زمن بعيد.

لغتك فريدة ومتفردة جدا.

أجزم بكونك كاتبا ساخرا من الطراز الرفيع.

ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 05:54 م]ـ

هذا مقلب ههههه:)

ـ[محمد عبد الغفار صيام]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 11:44 م]ـ

تحية طيبة , وبعد:

هذه - بلا مجاملة - أجمل قصة قرأتها هنا منذ زمن بعيد.

لغتك فريدة ومتفردة جدا.

أجزم بكونك كاتبا ساخرا من الطراز الرفيع.

أعزك الله أستاذ / على

أسعدنى تعليقك والله أسأل أن أكون عند حسن ظنك بى.واعدا شخصك الكريم

بأعمال أخرى إن شاء الله.

تقبل خالص شكرى على اهتمامك ومرورك الكريم.

ـ[محمد عبد الغفار صيام]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 09:57 م]ـ

د /أبو دجانة

وددت لو كانت مناظرتك للنص أعمق من ذلك، فلربما داويت علة أو عالجت زلة ...

لك كل الود على مرورك الكريم ..

ـ[جاردينيا]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 08:00 ص]ـ

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

اخي مهند عزام

جعلتني أردد مثلك: وجدتها .... أي و ربي وجدتها.

فلقد أتابع هذا القسم منذ فترة لأجد قصة ,تحمل مقومات القصة القصيرة بحق و قد وجدت.

إن فكرة القصة ظريفة ومفارقتها لطيفة لكن مايميز أسلوبك هو تلك الصور المبتكرة البديعة التي صيغت بأسلوب رائق رصين ينم عن ذاكرة معجمية واسعة ومتنوعة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير