صرح المؤلف بإثبات العينين لله تعالى واستدل له كما بوب في كتابه الإبانة (الكلام في الوجه والعينين والبصر واليدين) ثم استدل لكل صفة بالأدلة من كتاب الله، ثم قال بعد ذكره لأدلة صفة الوجه والعين: (فأخبر أن له وجها وعينا ولا تُكيف ولا تحد)، [الإبانة (120 - 121)].
وهذا ما قرره الصابوني [في كتابه عقيدة السلف أصحاب الحديث ص (5)] حيث قال: (وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع والبصر والعين).
هذا وقد جاء ذكر العين وصفا لله تعالى في القرآن مفردة مضافة إلى الضمير المفرد كما في قوله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [سورة طه، الآية: 39]، كما جاءت مجموعة كما في الآية التي ذكرها المؤلف.
قال ابن القيم: (ذكر العين مفردة لا يدل على أنها عين واحدة ليس إلا، كقولك: افعل هذا على عيني، لا يريد أن له عينا واحدة، وإنما إذا أضيفت العين إلى اسم الجمع ظاهرا أو مضمرا فالأحسن جمعها مشاكلة للفظ كقوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [سورة القمر، الآية: 14]، وقوله: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} [سورة هود، الآية: 37]. وهذا نظير المشاكلة في لفظ اليد المضافة إلى المفرد كقوله: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [سورة تبارك، الآية: 1] و {بِيَدِكَ الْخَيْرُ} [سورة آل عمران، الآية: 26]، وإن أضيفت إلى ضمير الجمع جمعت كقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا} [سورة يس، الآية: 71]، وكذلك إضافة اليد والعين إلى اسم الجمع الظاهر كقوله: {بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [سورة الروم، الآية: 41]، وقوله: {فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ} [سورة الأنبياء: 61]، وقد نطق الكتاب والسنة بذكر اليد مضافة إليه مفردة ومجموعة ومثناة، وبلفظ العين مضافة إليه مفردة ومجموعة، ونطقت السنة بإضافتها إليه مثناة
كما قال عطاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن العبد إذا قام في الصلاة قام بين عيني الرحمن». . . ") [مختصر الصواعق، 1/ 34 - 35]، والحديث عند العقيلي في الضعفاء [(1/ 70)]، وفي سنده إبراهيم بن يزيد الخوزي متروك.
وقد عقد الإمام البخاري في كتاب التوحيد في صحيحه باب قول الله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}، وقوله جل ذكره: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}، ثم روى بإسناده إلى نافع عن عبد الله قال: ذُكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الله لا يخفى عليكم، إن الله ليس بأعور - وأشار بيده إلى عينه - وإن المسيح أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية» (1).
وكذا أسند إلى قتادة قال: سمعت أنسا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب، إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر» (2).
قال العلامة عبد الحق الهاشمي [في شرحه لكتاب التوحيد للبخاري ص (77)] رحمه الله: (عرض الإمام البخاري في هذا الباب صحة إسناد العين إلى الله تعالى من غير تأويل مع اعتقاد التنزيه).
وقال فضيلة الشيخ عبد الله الغنيمان [في شرحه لكتاب التوحيد للبخاري (1/ 281)]: (قد دل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم صراحة، وإجماع أهل العلم بالله والإيمان به، على أن الله تعالى موصوف بأن له عينين حقيقة على ما يليق بجلاله وعظمته)، وقد ذكر الإجماع الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر.
اهـ اعتقاد أهل السنة شرح أصحاب الحديث لمحمد بن عبد الرحمن الخميس
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 09:37 م]ـ
ما أجمل أن تُخطّ حروفاً قد أيقظت الأحاسيس الفطرية .. داخل النفس البشرية ..
ما أجمل أن تتغلب على كل الوقائع البلهاء .. وتنتهج النهج اليقيني في الله عز وجل .. رائعة كلماتك .. كلوحة السماء تأملتها كثيراً .. وفي كل مرة أعود لها من جديد .. بورك في قلمك وفكرك أبا سُهيل.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 12:26 ص]ـ
رغم إيحائها بعمق تجربة الشاعر إلا أنا لم نجد بصمة أبا سهيل هنا
حياك الله يا أبا خالد
صدقا أنا نفسي أقر بذلك
وربما كان السبب أنني حاولت الابتعاد عن الذات بعد البيتين الأولين
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 12:34 ص]ـ
دفقة شعرية مكللة بالشعور أبا سهيل، ماتع أنت في كل مزاج
بارك الله فيك يا أبا أنمار
لا تحرمنا من إطلالتك البهية
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 12:35 ص]ـ
جميل جدا
بارك الله فيك اخي
وبارك الله فيك
سرني مرورك الندي
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 12:42 ص]ـ
ما أجمل أن تُخطّ حروفاً قد أيقظت الأحاسيس الفطرية .. داخل النفس البشرية ..
ما أجمل أن تتغلب على كل الوقائع البلهاء .. وتنتهج النهج اليقيني في الله عز وجل .. رائعة كلماتك .. كلوحة السماء تأملتها كثيراً .. وفي كل مرة أعود لها من جديد .. بورك في قلمك وفكرك أبا سُهيل.
مرحبا بك أخي الكريم نور الدين
الرضا بقضاء الله يهون على المرء الكثير من مصائب الدنيا وعَنْ صُهَيْبٍ: r قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ.
دمت موفقا للخير
¥