تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للحزن موال .. وللبكاء نسك .. وللعويل صومعة .. وللمأساة ملجأ .. وللتيه صحراء .. وللوجع خندق .. وللحرمان مأوى .. وللهموم فراش .. وللصياح صدى .. وللدموع لحاف ..

فما عادت الأوجاع مجرد آهات ترميها أنفاسنا ..

وما بقيت الآلام صورة تذكارية للقهر الوحيد ..

وما ظلت المصائب مجرد أحداث تفرش بساطها المرهق ..

بل أصبحت الأوجاع .. والآلام .. والمصائب .. و .... .. ! حياة أليفة .. وعالماً مأسوراً .. وبلاد كبيرة .. ومدينة فسيحة .. ! يقطنها شعب وفيّ .. اختاره القدر المخلص ..

سكان يعيشون ..

بقلوبهم البيضاء .. وبأرواحهم المحلقة .. وبأجسادهم الطاهرة .. وبألسنتهم الصامتة .. !

أنفاسهم رذاذ من الجنة ..

ونظراتهم هدية من السماء ..

وأحاديثهم رحيقٌ لذيذٌ من عطايا الرب ..

نبضات أفئدتهم لحن لأذان العابرين .. وأنشودة لرضيع صغير بكى مفاجأة العيش .. وأغنية لفتى قيدته هموم زمانه .. وأرجوزة لفتاة في أحضان معشوقها .. وصيحة نذير لرجل كبلته حياته .. وقصيدة لشيخ كبير أعياه دهره .. وتلاوة على قبر قتيل مظلوم طعن في ليل كالح ..

..

حياة أليفة .. وعالم مأسور .. وبلاد كبيرة .. ومدينة فسيحة .. !

تلبس سماؤها موسيقى الشفق ..

وغيوم حمراء يتراقص على حدائها الغروب الأخير .. !

وتجري بداخلها أنهار الموت .. التي تغطس في أحضانها أجساد البؤساء .. وتسبح في جوفها تنهيدات إنسان ضعيف ..

تشرق شمسها على القلوب البريئة .. فتعكس لوعة فؤادٍ جريح .. وتضيء صدر مطعون يتلطخ بدماء الوحشة .. لتسجلها الأيام في مدونة المكلومين ..

فالكآبة نادٍ لتفكيرهم الدائم .. ومسكنٌ لأرواحهم المغتصبة .. ومرتعٌ لأجسادهم المحطمة .. !

والعزلة غريزة طبيعية .. ولذة سرمدية .. وحياة أبدية .. وعادة يومية .. !

والبكاء مجد وحب .. وحديث صافٍ .. وشعار للوحدة ..

..

حياة أليفة .. وعالم مأسور .. وبلاد كبيرة .. ومدينة فسيحة .. !

ذرف الدموع فيها .. لذة تفوق قهقهات الملوك المتقطعة ..

وزفرات المنكوبين فيها .. أنفاس دافئة على صدور أموات ينتظرونها بعطش ..

وأنّات الأحرار فيها .. بردٌ وسلامٌ لكل طوابير الكادحين هنا وهناك .. !

فالسعادة فيها جريمة ..

والضحكة فيها كبيرة ..

والفرح فيها خطيئة ..

والابتسامة فيها فسق ..

..

فالضعفاء دموعهم تسقط على خدودهم لتمسح ..

أما هؤلاء فتذرف دموعهم لتنير لهم دنيا الرضا .. !

عام الفيل .. !

n1n19*************

عمر خلوف

ـ[عام الفيل]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 02:15 ص]ـ

كلام جميل ... و أسلوب ماتع ... يُعكّر صفوه قليلاً الصبغة التشاؤمية المسرفة ...

و هنا نقطة نظام أيضاً:

أنت الرائع أيها الاخ الكريم .. !

ـ[عام الفيل]ــــــــ[08 - 08 - 2009, 09:35 م]ـ

مرحبا بـ عام الفيل

قرأتُ لك هنا قبل فترة من الزمن ثم حرمتنا مشاركاتك، وكنتَ قد لعبت بفكري زمنا بكتاباتك

إلا أنني عرفتك حينما رأيتك تكتب بفكر راق في منتدى ... !!

وحينها عرفت أنك أنت هنا هو أنت هناك

لعلي أعلق مرة ثانية، أما الآن فكنت مرحبا.

لعبت بفكرك .. ؟؟

ما الأمر .. ؟

ـ[عام الفيل]ــــــــ[17 - 08 - 2009, 07:42 م]ـ

د. عمر خلوف ..

أسعدني تصويبك ..

واعذر قلمي الغاطس بالأخطاء .. !

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير