لكن لابد من حل يضمن لي مستقبلا جميلا بإذن الله ولا يغضب والدي الذي أحبه ولا يمكن أن أنغص عليه حياته وأجعل الألسن تلوكه وتلوكني ساعدني ياااارب
ولم تنم إلا بعد صلاة الفجر ولم تكن عادتها السهر
وفي اليوم التالي نادها والدها أحلام تعالي يا ابنتي
أحلام صباح الخير يا والدي وقبلت رأسه
الأب: أحلام أرجو ألا يكون كلامي لك البارحة قد قض مضجعك وأنهك تفكيرك
أحلام: لا عليك يا أبي ميادين الحياة فسيحة وبإذن الله سأسجل في قسم الفيزياء وأكون معلمة فيزياء
الأب: هل أنت مقتنعة بذلك أم مجاملة؟
أحلام: نعم مقتنعة ولن أكون سعيدة إلا برضاك عني
الأب: كل الرضا يا ابنتي الغالية البارة دائما تفرحيني وتدهشيني ببرك وإحسانك
أحلام: كلماتك هذه وسام على صدري
سجلت أحلام في كلية التربية / قسم الفيزياء واندمجت مع هذا التخصص وكان والدها يشجعها ويفرح بجدها وحبها للتميز وسارت الحياة عادية
حتى جاء ذلك اليوم
تأخر والد أحلام عن موعد خروج ابنته أحلام وبدأ القلق يتسلل إلى قلب أحلام
ما الذي أخرك اليوم يا والدي؟
أتصل ولا ترد
هل حصل لك مكروه؟
وبعد ساعتين من القلق
اتصل أخوها سالم وقال لها: أحلام اخرجي إني أنتظرك
أحلام: ولماذا لم يحضر والدي؟
سالم: قلت لك اخرجي
فزادت نبضات قلبها المكلوم
عندما ركبت لم يا سالم لم يأت أبي
سالم: اهدئي يا أحلام ودعيني أتحدث
أحلام: قل ما شئت أسمعك أرجوك تكلم
سالم: أحلام والدي اصطدمت سيارته
أحلام: وماذا حدث؟
سالم وهو يصرخ: أحلام اهدئي
والدي في المستشفى ومصاب بنزيف داخلي
أجهشت أحلام بالبكاء يا ااارب أنقذ والدي
أسرعت للغرفة التي وضع فيها وأمسكت بيديه وأخذت تبكي
تهلل وجه الأب فرحا عند رؤية ابنته الحبيبة أحلام
أحلام دائما أغبط نفسي عليك كوني قوية وشجاعة اهتمي بإخوتك كوني كما عهدتك أحلام الخير والعطاء والحب والوفاء
أحلام: أبي لا تقل شيئا ستعيش بإذن الله
الأب: الموت كأس كل الناس تشربه عديني يا أحلام أنك ستعتني بإخوتك ووالدتك أنا أثق بك كثيرا لا خيبي ظني فيك
أحلام: أعدك بذلك ولكن لا تمت لا تمت يا والدي الحبيب
تمتم الوالد بكلمة التوحيد وأسلم الروح لبارئها
مات والد أحلام تاركا أحلام في أول سنة في الكلية
وسالم في الصف الثالث ثانوي
وإلهام في الصف الثاني متوسط
وحسام في الصف السادس
ومعهم الأم المكلومة والمفجوعة بوفاة زوجها
مرت أيام العزاء الثلاثة وأحلام في شبه غيبوبة
لا تكلم أحدا
ولا تأكل ولا تنام
شريط الذكريات يمر عليها كطيف الخيال
ومازالت كلمات والدها ترن في أذنها
والدي أوصاني بأمي وإخوتي
وأنا غارقة في بحر أحزاني ....
قدماي لا تحملاني
وعيناي تقرحتا من الدمع
وكيف سأنفذ وصية والدي؟
لابد أن أستعيد قواي وأفرح أبي في قبره وأعود غدا للكلية
ولكني لا أستطيع
بل سأستطيع
تحركت من فراشها وغسلت وجهها واجتمعت بإخوتها وقالت لهم من الغد سنعود لمقاعد الدراسة
سالم أنت في آخر سنة في الكلية لا تهمل دراستك أرجوك ثابر بكل ما تستطيع وسأساعدك فيما أشكل عليك
إلهام , حسام أنتم اجتهدوا أرجوكم أسعدوا أمي وأبي وانخرطت في البكاء
ـ[معلمة أجيال @]ــــــــ[14 - 08 - 2009, 03:25 ص]ـ
ثمن التضحية (الجزء الثالث والأخير)
غالبت أحلام جراحها وجعلت كلمات أبيها الأخيرة قبس نور تسير عليه وتغالب به المصاعب والأحزان
تدخل على أخيها سالم وتسأله هل تحتاج لمساعدة؟
سالم: جزاك الله خيرا أختي الحبيبة
أحلام: سالم هل مازلت تريد التخصص في مجال الطب
سالم: نعم
أحلام: أتمنى أن تصبح طبيبا يا سالم حتى تحقق رغبة والدي
وتذاكر لإلهام وحسام وتحثهم على المثابرة
تحاول قدر المستطاع شراء مستلزمات الكلية من مكافأتها حتى لا ترهق ميزانية البيت وما يزيد تعطيه لأمها لتصرف به على البيت
تقدم لها شباب كثير وكانت ترفض تريد إكمال دراستها ومساعدة إخوتها
حصل سالم على شهادة الثانوية العامة وحاز تقدير امتياز ودخل كلية الطب وتخصص في مجال (طب الأطفال) المجال الذي داعب حلم الطفولة لدى شقيقته أحلام
تخرجت أحلام من كلية التربية بتقدير مشرف وعينت بعد ثلاثة أشهر من تخرجها
توافد الخطاب عليها أثناء دراستها وبعد الوظيفة ولكنها كانت ترفض من أجل إخوتها
كان راتب والدها المتوفى أربعة آلاف ولم يكن كافيا لجميع مصروفاتهم
¥