ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 06:49 ص]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وليدة لحظة وأديبة ساعة،
الخاطرة جميلة تخطف الألباب بهمسها، وسر جمالها هو ذاك النور الذي يشع من القمر، وتلك النفس الحالمة والمتكئة على نور القمر. سبحان الله!
بارك الله فيك ..
ومواضع الجمال في الخاطرة كثيرة منها:
- النداء: أيها القمر - أيها الصديق الوفي.
- التساؤل: ألم ينظروا؟ - ألم يروا؟
-التشخيص: حيث جعلت القمر رجلا جميلا يتكلم ويسمع، ثم جعلته مؤدبا مستأذنا، ثم يعود القمر إلى أصله حيث يغيب كأن لم يكن، وتبقين أنت.
بقائي لأني سأغادر الحياة الدنيا في يوما ما لا يعلمه إلا علام الغيوب
لكن القمر سيبقى إلى يوم معلوم- المجاز: كان المجاز رائع في قولك:
حيث جعلت الضوء يعلن كأنه رجل.
ولدي ملحوظات يسيرة أرجو أن أخذتِ بها أن تتطوري، وتساعدي نفسك على الارتقاء،ويهمني أن أكون مخلصا في ذكرها لك، حتى تعرفي مواضع الفراغ لديك لتكمليه في قابل أيامك، وهي:
أولها: انظري الآن إلى الاقتباس، واكتشفي ماذا تغير؟! ودققي النظر.
لدي ضعف في النظر لذلك أرشدني تعبت كثيرا
ثانيا: وصف نور القمر بالخيوط الفضية وصف غيره أحسن منه، وأنت قادرة بعمق تفكيرك أن تدركي سر الجمال وغيره في هذا التعبير.
ثالثا: أشعر أن الفكرة غير واضحة، فمثلا:
في البداية يظهر القمر على أنه ذاك المخلوق الجميل، ثم يتحول القمر إلى شخص تتكلمين معه، وتشتكين له، ويسمعك، ثم يتحول القمر الإنسان إلى القمر الحقيقي ذي النور الجميل، وبعدها يغيب مودعا، وأخشى أن يتطور معك الأمر حتى يصل إلى التناقض في الكتابة، وهذا يقع فيه الكثير، فكوني يقظة.
جزاك الله خيرا لكن التناقض يعبر عن الحالة النفسية فيختار كلمات رنانة تتفتق من خلالها عبقرية كل أديب في وصف تلكم الأحاسيس الجياشة و المشاعر المتداخلة التي تحدو به إلى نفث زفرات أنفاس حناياه "المتأججة"، و التي لا يمكنه تفادي إخراجها و الوقوف ضدها، و ذلك تحت طائلة اختناق إنسانيته و موت حقيقة كيانه حسب تصريحاته و مضمون قوله .... الصورة التي عليها اعتمدت الخاطرة هو ظهور القمر ونوره وجماله وغيابه، ولقد كان بإمكانك أن تدعمي الخاطرة بأكثر من صورة؛ ليكون أكثر إشراقا وجمالا. ألا تتفقين معي أن كثرة الصور في مكانها الصحيح يساعد الخاطرة الحرة على التألق؟! فلو أعدت النظر لما ذكرتُه لك ستجدين ما وجدتُه.
صدقت
قلتِ:
كيف يستأذن القمر، ثم يرحل؟!:).
وتجنبي التكرار كما وقعتِ به في قولك: (ألم يروا ... ألم يروا) فإنه يعد من العيب، وأنت تكادين تتجاوزين مراحلَ كثيرة في الكتابة الحرة (الخاطرة).
وكوني حذرة في قابل أيامك من أشياء كثيرة:
- النداء هو شيء جميل قديم، والإبداع في استخدامه يلزم مهارة في العرض.
- التساؤل هو كذلك من الأساليب الجميلة، الإبداع في عرضه يلزم أسلوبا مغايرا لما عرفه الناس حتى يقع موقعا جذابا.
- ابتعدي عن الأسلوب الإنشائي العادي، وحاولي التفكير بالصور الجميلة تدعمين بها فكرة أيا كانت.
أخيرا، هذه الملحوظات لا تقلل من قيمة النص الأدبي الذي حكته بجمال وروعة، ولكنها مجرد آراء ترجو من الله أن تساهم في إضافات لك، وأرجو ألا أكون قد أسأت لك في شيء، وأنا أعتذر لك مقدما إن شعرتِ أنني أخطأت.
سدد الله خطاك، وأجرى الإبداع على قلمك كما تشائين:).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي عودة وتعليق .. :)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 11:04 م]ـ
شكرا لك أ. عبدالعزيز بن حمد العمار على طيب المرور
وعلى كلماتك الصادقة بإذن الله الملحوظات ستبقى في مدونتي لتفاديها لا حقا وليس هناك مايشين في النقد البناء
أنظر إلى قول الشاعر:
أعالج بالتأسي نزف قلبي كليل الروح ملتاعا نحيلا
أستاذي الفاضل:
الشمس تشحب دائماً عند المغيب لتشرق من جديد أليس كذلك؟؟!!
كنت حين أكتب تلك المناجاة للقمر أردد آخر كلمة قالها سقراط قبيل موته:-
((أنا إلى الموت، وأنتم إلى الحياة))
فالحالة النفسية هي التي دفعت إلى هذا التناقض الذي تراه من خروجي لموضوع إلى آخر كذلك يكثر الحذف لدي أنظلا إلى النقط دلالة على الحذف
لأطلق العنان للقارئ
¥