يتفق علماء النفس أن كل الأفراد الأسوياء لديهم قدرات إبداعية، لكنهم يختلفون في مستويات امتلاكهم لها. وإذا ما أريد تنمية التفكير الإبداعي فيجب أولا تهيئة بيئة فصلية محفزة للإبداع يشعر الطالب فيها بأمان سيكولوجي، أي أن أفكاره وحلوله غير مهددة بالنقد والتهكم. كما يجب تقبل أسئلة الطلاب وتعزيزها، وعلى المعلم اتباع الإجراءات التالية:
- العمل على إثارة الخيال الخصب عند الطلاب، وذلك بإبراز ظواهر وأحداث يمكن لدارس المرحلة الثانوية إثارة خيال خصب حولها، وهذا الخيال يجعل عقل الطالب يعمل بحرية لإيجاد تفاعلات جديدة، ورؤية وتصور أمور وعلاقات غير واضحة قبل ذلك، لأن الخيال هو الشريك القوي لعملية الإبداع.
- إرجاء الحكم، فلا يقوم المعلم بالحكم على المخرجات (استجابات الطلاب) مباشرة بل يرجئ ذلك لفترة أخرى، كما يجب ممارسة نقد واقعي وبناء للأفكار المعروضة.
- يساعد المعلم الطلاب على أن يكونوا حساسية للمشكلات (المعرفية – الاجتماعية – الشخصية). فأول مرتكز لعملية التفكير الإبداعي هو الحساسية للمشكلات.
- على المعلم أن ينمي الفضول عند الطلاب، والفضول هنا ييعني الميل لمعرفة الأشياء كل أنواع الأشياء فقط لمعرفتها، فالمعرفة لديه ممتعة وغالبا ما تكون مفيدة.
- التحدي: ينبغي على المعلم أن يبني جانب التحدي عند الطلاب في مواجهة المشكلة.
- الشكوكية: على المعلم أن يعرف أن الإبداع يسير في خط لا منته فعلى الطالب أن يكون شكاكا في الحلول والمعالجات التي طرحت للمشكلة حتى ينتج أشياء أخرى.
- يجب عرض مشكلات واقعية من داخل المجتمع وتمس حياة الفرد على أن تكون المشكلة محددة وليست عامة.
مراحل العملية الإبداعية:
ما زال فهم عملية الإبداع من أكثر القضايا الخلافية بين التربويين وعلماء النفس وطرائق التدريس، ويذكر العلماء أن عملية الإبداع عبارة عن مراحل متباينة تتولد أثنائها الفكرة الجديدة المبدعة، وكونها عملية نفسية فلا بد من أن تمر بسلسلة مستمرة من التغيرات والوقائع المتتابعة والمعتمد بعضها على بعض، وبما أن عملية الابتكار في أساسها عملية نفسية فلا بد وأن تمر بمراحل وخطوات. وجاءت فكرة المراحل من خلال أساليب الاستبطان التي تعتمد على التأمل الذاتي والتي كانت الأساس الأول الذي اعتمد عليه كثير من العلماء المهتمين بدراسة الابتكار، وتمر عملية الإبداع بمراحل أربع وهى:
1 - مرحلة الإعداد أو التحضير:
وتعني هذه المرحلة أن الابتكار سواء كان علميا أو فنيا لا يظهر فجأة وبدون مقدمات أو سابق إعداد وانشغال الفرد فترة طويلة بموضوع معين وإنما لا بد وأن يكون هناك مجموعة من المثيرات التي تستثير وتحفز الرغبة في نفس الفرد لأداء عمل ما. ويترتب على تلك الاستثارة وذلك الانشغال ضرورة جمع المعلومات الهامة حول الموضوع، وتحديد المشكلات التي تواجه الفرد، والتعرف على طبيعة المشكلة.
2 - مرحلة الحضانة أو الاختمار:
وتأتي هذه المرحلة بعد التفكير في المشكلة لفترة من الوقت دون الوصول إلى حل مرضي لها. وتتميز هذه المرحلة بالهدوء النسبي الظاهري وإن كانت في حقيقة أمرها من أشد فترات النشاط العقلي اللاشعوري. وفي هذه المرحلة تحدث بعض التغيرات الداخلية في تفكير المبدع، حيث يتم التخلص من بعض العوائق أو الأمور التي كانت تعوق الفرد عن الوصول إلى الحلول المقترحة، كما يحدث نوع من إعادة تنظيم المعلومات بحيث تتضح العلاقات بصورة أكبر.
3 - مرحلة الإشراق:
وكثيرا ما يطلق على هذه المرحلة مرحلة الإلهام حيث يأتي حل المشكلة بصورة فجائية وتظهر الأفكار الجديدة. وتساعد مرحلة الحضانة بما تتميز به من نشاط عقلي يتسم بالهدوء النسبي، وزيادة وضوح العلاقات بين الحقائق المعروفة أصلا، وصفاء الذهن على حدوث ومضة الإبداع أي اللحظة التي تولد فيها الفكرة الجديدة المؤدية لحل المشكلة.
4 - مرحلة التحقيق:
حيث تتضمن هذه المرحلة الاختبار التجريبي للفكرة المبتكرة، والتعرف على مدى إمكانية تحقيقها وتنفيذها عمليا
ملاحظات على مراحل عملية الإبداع:
- لا يوجد اتفاق تام بين الباحثين على خطوات العملية الإبداعية أو مراحلها، وبالتالي فإن مراحل عملية الإبداع ليست خطوات جامدة ينبغي إتباعها بالتسلسل الجامد السابق الذكر.
¥