مرحلة اختيار المرشحين للالتحاق بسلك التعليم.
مرحلة التجربة.
مرحلة التدريب المهني المستمر في أثناء الخدمة.
أما مرحلة انتقاء المتقدمين للتخصص في مجال تعليم اللغة العربية فينبغي أن تبنى بالدرجة الأولى على مدى رغبة المتقدم في تعليم اللغة العربية، ومدى حبه لها، وولعه بها، وحرصه عليها - وقد تكون المقابلة الشخصية وسيلة من وسائل تبين هذه الرغبة،- وليس على أساس علاماته أو تقديره في الشهادة الثانوية مثلاً، وإن كان هذا أمر يجدر أن يؤخذ بنظر الاعتبار بدرجة ما، ثم لا بد من امتحان قبول أو امتحان مستوى، يخضع له المتقدم، يوضع وفق ضوابط ومعايير علمية دقيقة، تقيس بدقة وموضوعية مستوى المتقدم في الإلمام بعلوم النحو والصرف والبلاغة والأدب والعروض، وذلك في ضوء ما درسه خلال سنواته الدراسية في المدرسة، ليوقف على مدى كفاءته للتخصص في هذا المجال.
وأما مرحلة الإعداد الأكاديمي، فنقول بداية ليس كل من نال شهادة جامعية في اللغة العربية، يصلح أن يكون معلماً لهذه اللغة، وعليه فلا مناص من إنشاء كلية جامعية متخصصة في إعداد معلمي اللغة العربية؛ بحيث لا يقبل أي متقدم لتعليم اللغة العربية من خارج هذه الكلية، وينبغي أن يعهد بالتدريس في هذه الكلية إلى متخصصين أكفياء ممن لهم باع طويل وخبرات ثرية في مجال اللغة العربية وتعليمها على نحوٍ خاص، وفي مجال اللغويات على نحوٍ عام، وفي مجال العلوم التربوية، والإسلامية، كما يجدر أن يُركَّز – إلى جانب مواد اللغة العربية – على تدريس العلوم الإسلامية، والعلوم التربوية. وأن يكون هناك بالإضافة إلى المواد النظرية، تطبيق عملي يتاح فيه للدارس أن يمارس عملية التعليم في الميدان، ويشرف على عملية تدريبه هذه متخصصون مؤهلون تأهيلاً تربوياً إلى جانب تخصصهم في اللغة العربية.
ثم تأتي مرحلة اختيار المرشحين للانخراط في سلك التعليم
وكما ذكر سابقاً ينبغي ألا يوضع في هذا الموقع الحساس إلا من تتوسم فيه القدرة والجدارة للقيام بهذا العبء، ولذا فإن التخرج في كلية إعداد معلمي اللغة العربية لا يعطي صاحبه بالضرورة تأشيرة مرور سريع ليصل إلى موقعه من الغرفة الصفية، وخاصة في ظل ظروف البطالة التي تعاني منها معظم البلدان العربية، إذ قد تمضي سنوات عدة بعد التخرج ولما يتم التعيين بعد، مما قد يدفع ببعضهم للعمل في أي مجال آخر ريثما تتوافر الوظيفة الحكومية، وفي كلا الحالتين فإن المتخرج قد يفقد كثيراً مما تعلمه وأثري به من خبرات في أثناء مرحلة إعداده ودراسته، ولذا فلا بد أن يجتاز المرشحون والمتقدمون للتنافس على وظيفة التعليم امتحاناً بل امتحانات عدّة جادة في فروع اللغة العربية، تحريرية وشفوية، على النحو الآتي:
1) الامتحان التحريري، ويكون في:
النحو العربي الوظيفي التطبيقي.
الإبداع الإنشائي.
1) الامتحان الشفوي ويكون في:
حفظ أجزاء من القرآن الكريم، وعدد من قصائد الشعر العربي القديم وبعض من روائع النثر كالخطب مثلاً.
كفاءة المرشح في التحدث باللغة العربية الفصيحة بطلاقة وسلامة تؤهله أن يكون أنموذجاً أو مثلاً يحتذى من قِبل الطلبة.
تبين بعض جوانب شخصية المرشح وملامحها، من حيث:
حسن مظهره العام، وهو أمر ذو أهمية كبيرة
اتصافه بالقيادة الفاعلة.
اتصافه بالاتزان الانفعالي في المواقف المختلفة.
مدى إلمامه بأخلاقيات المهنة.
تمكنه من الثقافة العامة.
ثم المرحلة قبل الأخير، وهي مرحلة التجربة:
قد يكون معلم اللغة العربية الجديد متمكناً علمياً من تخصصه بدرجة كافية، ولكنه لا يتمتع بالقدرة الكافية على توظيف إمكاناته العلمية في أداء عمله التعليمي في الغرفة الصفية، إذ إن التطبيق العملي يتطلب مهارات وكفايات معينة، قد لا يوقف على مدى كفايتها عند المعلم إلا بعد أن يخوض تجربة التعليم فعلياً على أرض الواقع، وفي الظروف الطبيعية التي قد تختلف عن الظروف أو الواقع الذي كان قد مارس فيه تطبيقه العملي أو تدريبه في أثناء دراسته الجامعية، ومن هذه الكفايات والمهارات مثلاً: تخطيطه العلمي للتدريس الفعال، واستخدامه لاستراتيجيات تدريس متنوعة، تحفز التفكير، وتنمي الإبداع، وتشجع العمل الجماعي، وكذلك اختياره أنشطة تعلم ووسائل تقانة تثير دافعية المتعلمين، ثم تصميمه لبيئات تعلم تنمي شخصية المتعلم
¥