تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بجوانبها كافة، إلى غير ذلك من المعايير التي يقيّم بها أداء المعلم.

وبالتالي فلا بد إذن أن يخضع المعلم الجديد لمدة التجربة التي قد تكون فصلاً دراسياً أو فصلين مثلاً، وهذا أمر يحدده المختصون، استناداً إلى معرفتهم وخبراتهم في هذا المجال. على أن مرحلة التجربة هذه ليس القصد منها الاستغناء عمن يخفق فيها، أو عمن لا يتجاوز جانباً منها بكفاءة، إذ لا يعقل أن يصل المعلم إلى هذه المرحلة، وقد كان قبل قد تجاوز مراحل عديدة قبلها، وهو ما زال بمستوى يفرض الاستغناء عنه. وإنما الغاية منها أن يوقف على احتياجات بعض الحالات الفردية، من البرامج والتدريب – وهي في الغالب لن تكون حالات كثيرة – لتخضع لدورات تدريبية مكثفة وفق احتياجاتها الأكاديمية والمهنية التي وقف عليها المختصون أو المشرفون في أثناء متابعة المعلم الجديد في مرحلة التجربة.

مرحلة التدريب المهني المستمر

يحتاج المعلمون إلى التدريب والتنمية المهنية المستمرة في أثناء الخدمة، لتحديث مهاراتهم التدريسية وتطويرها، ولتطوير معرفتهم بالمنهاج، وخاصة إذا طرأ عليه أي تغيير، ثم تطوير معرفتهم بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فهم بحاجة دائماً إلى إثارة تفكير جديد، وإلى تقنيات حديثة للتمتع بأسلوب طازج وحيوي، يمارسونه في أثناء تدريسهم دون أن يفلت من أيديهم زمام الحقائق الثابتة والنظريات العلمية للتعليم والتعلم التي ثبت أنها أساسية للخبرات اللغوية الفعالة.

وكي يكون هذا التدريب ناجحاً، يتلمس نقاط الضعف، فيعالجها، ويتبين مواطن الخطأ فيصوبها أو يقومها، فينبغي أن توضع برامجه وفقاً لاحتياجات معلمي كل مرحلة على حدة، إذ إنه سيعنى بالتفصيلات والجزيئات ولن يركز على العموميات، وذلك ابتداء من المعلمين في رياض الأطفال، وهؤلاء لا بد من العناية بهم عناية خاصة، إذ إنهم أول من يتلقى الطفل منهم اللغة الفصيحة مادة تعليمية، وكم هو جميل ومجدٍ أن يسمع الأطفال في رياضهم، اللغة العربية الفصيحة من معلمهم، ثم يحاولون تقليده في لغته هذه وهم – بلا أدنى شك – مقلدون ماهرون، وهذا ما يلمسه كثير منا ونحن نسمع الأطفال يرددون بعض العبارات العربية الفصيحة التي يسمعونها في برامج الرسوم المتحركة.

ونرجع القول، ابتداء من معلمي رياض الأطفال ثم مروراً بمعلمي مرحلة التعليم الأساسي، وهؤلاء يقع على عاتقهم أكبر جزء من المسؤولية، ولذا فهم بحاجة أيضاً إلى أكبر قدر من الرعاية والتدريب المستمر المتخصص باحتياجات مرحلة التعليم الأساسي الدنيا، ومرحلة التعليم الأساسي العليا.

ثم انتهاء بمعلمي المرحلة الثانوية، وهنا نقول إننا إذا استطعنا أن نسير في الخطوات العلمية الصحيحة من حيث بناء المعلم وإعداده منذ مرحلة رياض الأطفال، وحتى نهاية المرحلة الأساسية، فإننا سنجد أن المرحلة الثانوية صارت تنماز بأنها مرحلة تعلم أكثر منها مرحلة تعليم، بمعنى أن الطالب في المرحلة الثانوية يصبح قادراً على التعلم بنفسه تحت إشراف المعلم وقيادته أو إدارته للمواقف التعليمية، وهذا الدور للمعلم يتطلب مهارات وكفايات وخبرات خاصة أيضاً، وعلى برامج التدريب أن تراعي هذا المتطلب الجديد، وتعين المعلم على أن يجدد، ويطور ويبتكر، ويطلع، ويعرف كل جديد وحديث ينفعه، ويخدمه في مهنته. إذ عليه أن يكون متحركاً باستمرار في عالم سريع التغيير في شتى مناحي الحياة.

هذا بعض مما يتعلق بشأن معلم مادة اللغة العربية الآتي في المستقبل، ولكن ماذا عن المعلم الحالي؟ هو أيضاً بحاجة لبرامج تدريبية مستمرة ومكثفة _ إن دعت الضرورة

لاطلاعه على كل جديد يحدث أو يطور كفاياته ومهاراته التعليمية. ثم لا بد من إصدار قرارات حاسمة تمنع معلم مادة اللغة العربية من الحديث باللهجة العامية، ومساءلته عن هذا إن حدث مساءلة جادة، ولتكن هذه مرحلة أولى، ثم يصار إلى تعميم هذا القرار ليشمل المعلمين جميعهم وفي كل المراحل. كما ينبغي عدم السماح للطلبة بالتحدث باللهجة العامية وخاصة في حصة اللغة العربية، وأن يؤخذ هذا الأمر بنظر الاعتبار عند تقدير علامات الطلبة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير