وبعد، فكأني بقائل يقول إن هذه السياسة في انتقاء معلم اللغة العربية وإعداده ومتابعته وتدريبه، سوف تتسبب في عزوف كثيرين عن الخوض في هذا المجال، وبالتالي قد نصبح أمام مشكلة الندرة، بيد أن هذه السياسة إذا استكملت بسياسة خاصة لمعلم اللغة العربية في نظام الحوافز المادية والمعنوية من ترقيات ورتب، ومكافآت، فلن نواجه مشكلة الندرة بحول الله تعالى، وبخاصة إن ابتدأت سياسة الحوافز منذ مرحلة الدراسة الجامعية، كأن يكون التدريس في كلية معلمي اللغة العربية مجاناً، أو تخفض الرسوم فيها مثلاً، أو قد يعطي الطلبة رواتب شهرية وإن كانت رمزية، أو قد تقدم مكافآت مالية أو جوائز معينة، كالإعفاء من الرسوم، للمتفوقين في دراستهم.
وكلمة أخيرة أدعو فيها معلمي اللغة العربية، العاملين منهم والمتقاعدين، إلى تأسيس اتحاد أو جمعية أو نادٍ خاصٍ بمعلمي اللغة العربية، يكون له نشاطه المميز، يتيح للمعلمين تبادل الخبرات فيما بينهم من خلال ما يجرونه من أبحاث ودراسات، ومن خلال ما يواجهونه من تجارب في حياتهم العملية، وما يكتسبونه من خبرات تعليمية، ومن خلال عقد الندوات، وإقامة المحاضرات، ويتيح لهم كذلك إبراز مواهبهم أو إبداعاتهم الأدبية، عن طريق عقد الأمسيات الشعرية، أو الحلقات النقدية، وغير ذلك من النشاطات الأدبية التي ترعي إنتاجهم الأدبي، وترعى كذلك المواهب الأدبية التي يكتشفها هؤلاء المعلمون لدى طلبتهم، وهي كثيرة ومشجعة وتبشر بالخير إن وجدت من يرعاها ويلتفت إليها.
ومثل هذا التجمع سواء أكان جمعية أم اتحاداً أم نادياً، سيعطي الفرصة لمعلمي اللغة العربية لمعالجة بعض قضايا اللغة العربية، منها مثلاً السعي لمنع كتابة الآرمات بلغة غير عربية، أو منع كتابة اللوحات الإعلانية بلهجة عامية، وقد يكون لهم اتصال بالمؤسسات الإعلانية التي تمتلئ إعلاناتها بالأخطاء اللغوية، للعمل على تصويب هذه الأخطاء أينما وجدت، وإلى غير ذلك مما تعاني منه لغتنا العربية كل يوم. فعملية تعليم اللغة العربية وإن كانت مسؤوليتها الأولى تقع على عاتق معلم اللغة العربية، إلا أنها أيضاً (مسؤولية جماعية، لأنها لا تقتصر على مؤسسات التعليم النظامي بل تتعداها إلى مؤسسات التعليم غير النظامي، فلا بد إذن أن تسهم مثلاً وسائل الاتصال المرئية والمسموعة والمقروءة ومؤسسات المجتمع الأخرى جميعها مع معلم اللغة العربية في تأمين أجواء لغوية نقية نضمن من خلالها لناشئتنا العيش في جو لغوي سليم، يكسبهم اللغة الفصيحة ومهاراتها، ليندفعوا من خلالها إلى تلقي العلوم والمعارف والخبرات). (6) التي تخدم مستقبلهم ومجتمعهم.
الهوامش:
سورة الحجر، آية (9).
(اللغة العربية وأثرها في وحدة الأمة) ناصر الدين الأسد، حلقة تلفزيونية من برنامج بلا حدود بثت بتاريخ 28/ 4/2005.
(مقدمة لدراسة اللغة وهوية الأمة) ناصر الدين الأسد، محاضرة في منتدى شومان في عمان بتاريخ 13/ 9/2004، ص 7
الموسم الثقافي الثامن عشر لمجمع اللغة العربية الأردني، ص 217.
هشام عليان «مستوى التحصيل في النحو عند طلبة تخصص اللغة العربية في معاهد المعلمين والمعلمات في الأردن».
محمد إبراهيم الخطيب «مقياس فعالية تعليم المهارات النحوية المقررة للمرحلة الابتدائية في الأردن».
محمد أحمد النجار (كفاية تدريس قواعد اللغة العربية في المرحلة الإعدادية في الأردن».
فوزية إبداح «مستوى الأداء النحوي عند طلبة المرحلة الثانوية في الأردن».
الموسم الثقافي الثامن عشر لمجمع اللغة العربية الأردني، ص 209.
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[18 - 12 - 2007, 02:18 ص]ـ
أنا بالفعل رأيى مع رأى الدكتورة فى واقع مُعلمى اللغة العربية المرير!! وأيضا فى كيفية اختيار معلمى اللغة العربية.
ـ[أبو لين]ــــــــ[18 - 12 - 2007, 03:25 ص]ـ
بارك الله فيك أبا إسكندر .... نعم اللغة العربية أخي الحبيب كل يوم في انحدار ولكن لا تضع الحمل الثقيل والحمل الأكبر على معلم اللغة العربية فكثير من معلمي اللغة العربية يُخلص في عمله ويقدِّم كل مالديه ولكن للأسف تجد أصحاب التخصصات العلمية يهدمون ذلك عند الطلاب إما بتحدثهم بالعامية أو أنّه يوصل إلى عقولهم أنّ اللغة العربية ليس لها أهمية بقدر أهمية المواد العلمية حيث أنّ اللغة العربية (ليس لها مستقبل) - كما يزعم - والذي يساعده المنزل والإعلام (الأفلام - المسلسلات - الرسوم المتحركة -) وغيرها فهل لمعلم اللغة العربية وحده القوة الكافية والعدُة اللازمة للتصدي لكل هذا ... في زمننا الحاظر والله إنه صعب إن لم تقف الوزارة بنفسها مع اللغة العربية وتعيد النظر فيها وتكثف مناهجها وتُلزم جميع المعلمين بالتحدث بالفصحى ..... والكلام يطول والجرح مازال ينزف.
متى يبلغ البنيان يوما تمامه .......... إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم.
¥