تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما اللغة الفصحى المعيارية التي كانت قد احتفظت بها القبائل العربية في الجزيرة كلغة الأدب والدين وسياقات رسمية، يكتبون بها ويقرءون، ينظمون الشعر بها ويخطبون ... إلخ، فقد استمرت على نفس الحال في البلدان الإسلامية في علاقتها بالعاميات، حيث استخدمت كلغة موحدة رسمية، بينما عبر الناس في البيئات المختلفة عن أغراض حياتهم اليومية بلهجاتهم الخاصة.

تأخذ اللغة العربية الفصحى (الموحدة) أهميتها لعوامل سياسية وثقافية حضارية متعددة، يقف على رأسها العامل الديني، فاختيار هذه اللغة لغة للتنزيل ووسيلة للإبانة ودعاء لحفظ الرسالة، هو بلا شك تشريف لها من بين سائر اللغات، كذلك فإنه يعكس مدى أهمية تلك اللغة في فهم القرآن الكريم. ومن العوامل التي منحت اللغة العربية الأهمية والمكانة الثقافية وعززت من قدرتها في نفوس أبنائها كونها الخزانة الفكرية لثقافة وحضارة هذه الأمة، حيث زخرت هذه الخزانة بنفيس النصوص والمؤلفات التي أبدعتها العقلية العربية الإسلامية أو حتى تلك التي ترجمتها في مختلف فروع العلم والمعرفة.

كذلك فإن ثمة ارتباط وتداخل نتيجة علاقة اللغة بسلوك وثقافة المجتمع قد حدث بين اللغة العربية من جهة والعرب والإسلام من جهة أخرى؛ فاللغة العربية الفصحى هي اللغة الدينية لملايين كثيرة من المسلمين، وللعربية الفصحى (الموحدة) أهمية إستراتيجية على مستوى وطننا العربي، فهي الرباط الثقافي الذي ربط بين الشعب العربي من المحيط إلى الخليج.

الازدواج أمس واليوم

ذكرنا منذ البداية أن العرب لم يستخدموا اللغة الفصحى المعيارية كلغة أم Mother tongue، أي اللغة التي تستعمل بدون تعليم ومعرفة بالقواعد، ولكنها كانت لغة معيارية موحدة Standard لجميع قبائل العرب في السياقات الرسمية وكوسيلة للتفاهم فيما بينهم.

وواقع اللغة الفصحى الآن -في رأيي- لا يختلف كثيرًا عن ماضيها، حيث إنها لا تزال مستعملة في المواقف الرسمية وفي وسائل الإعلام وهي اللغة المكتوبة والمقروءة ... إلخ، بينما تستعمل العاميات كلغة أم في التفاهم اليومي بين مواطني القطر الواحد، وهو ما يعرف في علم اللغة باسم الازدواج اللغوي Diglossia، بمعنى أن المواطن العربي باختلاف موطنه يفكر ويتكلم ويتفاهم بلغة منطوقة بدون تفكير أو جهد يذكر، ولكنه عندما يقف في مواقف رسمية بوصفه معلمًا أو واعظًا أو محاميًا أو محدثًا في الإذاعة أو محاضرًا في قاعة الدرس عليه أن يستخدم مستوى لغويا مختلفا.

طالما أن واقع اللغة العربية الفصحى لم يطرأ عليه تغير كبير، وطالما أنه لا خطر على مستقبلها بسبب وجود مقومات استمرارها، وطالما أنه لا يمكن مقارنة وضعها بوضع اللغة اللاتينية، فإننا نرى أن هذا الجدل مفتعل إلى حد كبير، فإنه يعتبر أساسًا امتدادًا لصراع ثقافي بسبب الازدواجية المشار إليها سالفًا.

ونرى أن كلا الفريقين قد تجاهل وتغاضى عن حقائق واضحة؛ فالمحافظون أنكروا على العاميات اعتبارها لغات بوصفها تفتقر إلى مقومات كثيرة ينبغي أن توجد في اللغة، وأنها لهجات بلا قواعد على الإطلاق بالإضافة إلى نعتها بالركاكة، والفقر في المفردات ... إلخ، كما خلطوا بين اللغة المكتوبة واللغة المنطوقة فيما يخص أنها لا تكتب، وبالطبع فإن كل ذلك لا يعدو إلا أن يكون انطباعات غير علمية.

وعلى الجانب الآخر لا يمكن فهم ما يدعيه الفريق الآخر من أن اللغة العربية الفصحى تؤدي إلى تخريب العقول ولا تساعد على الإبداع؛ حيث إن التاريخ العربي يزخم بالإبداعات التي استخدمت في إنتاجها اللغة العربية الفصحى، كما لا يمكن فهم عدم اكتراث هذا الفريق بأهمية اللغة الفصحى كلغة تواصل ووحدة بين أرجاء الوطن العربي، ناهيك عن أهميتها الحضارية والثقافية.

وأخيرًا نخلص إلى أنه ليس بالضرورة أن نعتبر العاميات أدوات هدم اللغة الفصحى (المعيارية)، فقد تعايشت دائمًا وأبدا جنبًا إلى جنب، ولكن الأزمة يمكن أن تظهر نتيجة تراجع حجم ونوع استعمال المستوى الفصيح في وسائل الإعلام العربية وفي السياقات التي اعتادت أن تستعمل فيها.

[ line]

الموضوع منقول للأهمية وهذه روابط تتعلق بالموضوع الرئيسى:-

غربة اللغة العربية وسط أبنائها ( http://www.islamonline.net/arabic/arts/2000/10/article7.shtml)

اللغة العربية .. مشاكل وحلول ( http://http://www.islamonline.net/arabic/arts/2001/01/article14.shtml)

وهناك الكثير والكثير ولكنى أود حل المشكلة أو القضية الملموسة.

وأنتظر مشاركتكم وردوكم ....

ورجاء من أبا لين أن يثبت لنا الموضوع إن وجد ذلك ......

ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[22 - 12 - 2007, 12:51 ص]ـ

أين بقية الأعضاء فى المنتدى هل هجروا المنتدى أم هجروا قسم معلمى اللغة العربية!!

أرجو من أبو لين إن وجد للموضوع أهمية أن يثبت لنا المقال ... وانتظر ردود الأخوة الأعضاء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير