قلت - ليس ابا ناصر من قال -: هذا لا يرد على أهل السنة والجماعة فإنهم لم يقتلوا أحدا من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا عليا ولا الحسن ولا الحسين ولا غيرهم ولم يساعدوا أحدا على قتلهم إنما اللذين قتلوهم هم الروافض أنفسهم الذين حملوهم على الخروج ثم خذلوهم وأعانوا خصومهم على قتلهم. فهذا القول في أنفسهم لا في أهل السنة باي وجه فالآية بحالها مدح لأهل السنة والجماعة اللذين كانوا مع آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كل ما هو خير وطاعة لله سبحانه وتعالى. وقال أيضا: وأما ما هو محرف منه فهو قوله تعالى {ولكن الله يشهد بما أنزل إليك < في علي > أنزله بعلمه والملائكة يشهدون}.
(تفسير القمي 1/ 5 ,9 , 10) وكل ذلك يؤكد كونه من القائلين بتحريف القرآن الكريم , وهو ما أكده غير واحد من علمائهم حيث يقول طيب موسوي الجزائري في معرض ثنائه على تفسير القمي تحت عنوان
(تحريف القرآن) قال (بقي شيئ يهمنا ذكره وهو أن هذا التفسير كغيره من التفاسير القديمة يشتمل على روايات مفادها أن هذا المصحف الذي بين أيدينا لم يسلم من التحريف والتغيير) ,
(مقدمة طيب الموسوي على تفسير القمي 1/ 22).
5 – محمد بن يعقوب الكليني الرازي وهو من أكابر الذين تولوا كبر هذا القول وتزعموه حيث ملأ كتابه (الكافي) الذي هو أصح الكتب عندهم على الإطلاق والمعتمد عندهم في أمور دينهم فمنها:
ما روى بسنده عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله وسلم هكذا {بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله < في علي > بغيا} , فكلمة < في علي > في هذه الرواية ليست من القرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإنما هي من وضع الرافضة من أنفسهم. (أصول الكافي , كتاب الحجة 1/ 228) , وروى أيضا عن عبد الله قال: نزل جبريل بهذه الآية هكذا: {يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلت < في علي > نورا مبينا} , ولا يخفى على عاقل له معرفة بالقرآن الكريم أن هذا الذي ذكره ليس من القرآن البته وإن كان قصده الآية التي في سورة النساء فهي ليست على هذه الصيغة التي ساقها في هذه الرواية وإنما هي {يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها} فالفرق واضح بين الجملتين وهو دليل على جهلهم بالقرآن وعدم تعلمهم له. (أصول الكافي كتاب الحجة 1/ 417).
6 – ابن شهر آشوب وهو ممن يقول بتحريف القرآن فقد أورد في كتابه (مناقب آل بني طالب) روايات تدل حسب زعمهم على حذف بعض الكلمات من القرآن الكريم. فقد روى بسنده عن الباقر في قوله تعالى: {فضلوا فلا يستطيعون سبيلا < إلى ولاية علي وهو علي السبيل > والآية الصحيحة هي {فضلوا فلا يستطيعون
سبيلا} فجملة < إلى ولاية علي وهو علي السبيل > ليست من القرآن الكريم. (منا قب آل أبي طالب 3/ 71 , 72 81).
7 – من الأخبار التي أوردها الرافضي أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي في كتابه ما رواه بسنده عن زر ابن حبيش عن عبد الله قال: (كنا نقرأ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك < أن عليا مولى المؤمنين > وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فجملة < أن عليا مولى المؤمنين > ليست في القرآن وإنما هي مما تختلقها الرافضة من الكلمات في القرآن لخدمة أغراضهم الباطلة. (كشف الغمة في معرفة الأئمة للإربيلي 1/ 319).
8 – ومنهم الفيض الكاشاني فقد صرح بوقوع التحريف في القرآن الكريم ونقل أخبارا كثيرة دالة ذلك من كتب المتقدمين عليه حتى جعله عنوان إحدى مقدمات تفسيره حيث قال (المقدمة السادسة في نبذ مما جاء في القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويل ذلك) ثم أورد روايات كثيرة منها , ما رواه علي بن ابراهيم القمي في تفسيره عن أبي عبد الله قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي:
إن القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير فخذوه وجمعوه ولا تضيعوه ... ) , ثم قال معلقا على هذه الأخبار: (أقول المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت أن القرآن الذي في أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه خلاف ما أنزله الله ومنه ما هو مغير محرف وأنه قد حذف منه أسماء كثيرة منه إسم علي ومنه لفظ آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة ومنه أسماء المنافقين في مواضعها وأنه ليس على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وبه قال علي ابن ابراهيم ... ) هذا ما صرح به الرافضي من القول بتحريف القرآن كما أنه ملأ تفسيره بالروايات المنسوبة إلى أئمتهم وأقوال من تقدمهم من علمائهم. (الصافي في تفسير القرآن للفيض الكاشاني 1/ 24 , 25 – 32 , 33).