[شبهة لبعض المفوضة؟]
ـ[أبو سليمان سيف]ــــــــ[15 - 09 - 06, 09:09 م]ـ
إذا قالوا لي: إن آيات الصفات من المتشابهات التي نفوض معناها لله ونقول: الله أعلم بمعناها ...
أقول لهم - ضمن الحجج - إنكم بهذا نسبتم الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إما للجهل وإما لكتمان العلم ...
فيقولون لي: وما قولك في الحروف المقطعة؟ لم تفوض معناها؟
فبماذا أجيبهم؟
[مع العلم أني لست متصديا للمناظرات مع أهل البدع ولكن يحصل شيء من هذه الجدالات من غير قصد، واعذروا جهلي]
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[16 - 09 - 06, 05:35 ص]ـ
بسم الله (لاتحمل لهم هما اخي ابو سليمان فهم اجهل ما يكون في مسألة التفويض \قل لهم لماذا لم تفوضوا البصر والسمع ان كنتم صادقين مع ان الانسان ذكر في القرأن بهذه الصفه هل يني ان الانسان شبيه بالله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فهم اخي ابو سليمان متناقضين حتى في الدلائل العقليه والمنطقية على سبيل المثال ((هم يقولون ان الله محصور الحجم تقول لهم كيف فيستدلون بالعقل ان العرش محصور وما على العرش محصور فهم ناقضوا انفسهم بمسألة الاستوى لانهم يقولون ان الله استولى على العرش ولم يعلو عليه)) وهذه احدى عقلياتهم ثم اعلم ان من حال بك الى الحروف ((الم)) اراد ان يهرب بطريقة التوهيم على الخصم حتى يبعد يتسنى له الانتقال الى مسأله اخرى فبهذه الطريقة لن تنتهي معه الى حل لاكن تكلم معه في نقطه معينه حتى تنتهي فأن اقر بها فقد سلم بكل شي تقريبا لانك لو اثبت ان لله يد فما يمنع ان يكون له وجها وعينان مع انهما مذكوران في القرأن)) وللمشايخ التعقيب وان اخطات فمني ومن الشيطان
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 07:38 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين في تفسير سورة البقرة:-
(قوله تعالى: {الم} حروف هجائية، ثلاثة أحرف، ألِف، ولام، وميم، تقرأ لا على حسب الكتابة " أَلَمْ "، ولكن على حسب اسم الحرف: " ألِفْ لامْ ميمْ " ..
هذه الحروف الهجائية اختلف العلماء فيها، وفي الحكمة منها على أقوال كثيرة يمكن حصرها في أربعة أقوال:-
القول الأول: أن لها معنًى، واختلف أصحاب هذا القول في تعيينه: هل هو اسم لله عزّ وجلّ؛ أو اسم للسورة، أو أنه إشارة إلى مدة هذه الأمة، أو نحو ذلك؟
القول الثاني: هي حروف هجائية ليس لها معنًى إطلاقاً ..
القول الثالث: لها معنًى الله أعلم به، فنجزم بأن لها معنًى، ولكن الله أعلم به، لأنهم يقولون إن القرآن لا يمكن أن ينزل إلا بمعنى ..
القول الرابع: التوقف، وألا نزيد على تلاوتها، ونقول الله أعلم أَلَها معنًى أم لا، وإذا كان لها معنًى فلا ندري ما هو ..
وأصح الأقوال فيها القول الثاني، وهو أنها حروف هجائية ليس لها معنًى على الإطلاق، وهذا مروي عن مجاهد، وحجة هذا القول أن القرآن نزل بلغة العرب، وهذه الحروف ليس لها معنًى في اللغة العربية، مثل ما تقول ألِف، باء، تاء، ثاء، جيم، حاء ... ، فهي كذلك حروف هجائية ..
أما كونه تعالى اختار هذا الحرف دون غيرها، ورتبها هذا الترتيب فهذا ما لا علم لنا به ..
هذا بالنسبة لذات هذه الحروف،
أما بالنسبة للحكمة منها فعلى قول من يعين لها معنًى فإن الحكمة منها الدلالة على ذلك المعنى، مثل غيرها مما في القرآن ...
وأما على قول من يقول " ليس لها معنًى "، أو " لها معنًى الله أعلم به "، أو " يجب علينا أن نتوقف " فإن الحكمة عند هؤلاء على أرجح الأقوال وهو الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، واختاره تلميذه الحافظ الذهبي، وجمع كثير من أهل العلم، هو الإشارة إلى بيان إعجاز القرآن العظيم، وأن هذا القرآن لم يأتِ بكلمات أو بحروف خارجة عن نطاق البشر، وإنما هو من الحروف التي لا تعدو ما يتكلم به البشر، ومع ذلك فقد أعجزهم ..
فهذا أبين في الإعجاز، لأنه لو كان في القرآن حروف أخرى لا يتكلم الناس بها لم يكن الإعجاز في ذلك واقعاً، لكنه بنفس الحروف التي يتكلم بها الناس، ومع هذا فقد أعجزهم، فالحكمة منها ظهور إعجاز القرآن الكريم في أبلغ ما يكون من العبارة، قالوا ويدل على ذلك أنه ما من سورة افتتحت بهذه الحروف إلا وللقرآن فيها ذكر، إلا بعض السور القليلة لم يذكر فيها القرآن، لكن ذُكر ما كان من خصائص القرآن.
فمثلاً قوله تعالى {كهيعص} [مريم 1] ليس بعدها ذكر للقرآن، ولكن جاء في السورة خاصية من خصائص القرآن. وهي ذِكر قصص من كان قبلنا {ذكر رحمت ربك عبده زكريا ... } [مريم 2]
كذلك في سورة الروم قال تعالى في أولها {الم * غلبت الروم} [الروم 1 - 2]، فهذا الموضع أيضاً ليس فيه ذكر للقرآن، ولكن في السورة ذكر شيء من خصائص القرآن. وهو الإخبار عن المستقبل {غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين} [الروم: 2 – 3 - 4]
وكذلك أيضاً قوله تعالى {الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} [العنكبوت: 1 – 2] ليس فيها ذكر القرآن، ولكن فيها شيء من القصص الذي هو أحد خصائص القرآن {ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمنَّ الله الذين صدقوا ... } [العنكبوت 3]
فهذا القول الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، واختاره جمع من أهل العلم هو الراجح، أن الحكمة من هذا ظهور إعجاز القرآن في أبلغ صوره، حيث إن القرآن لم يأتِ بجديد من الحروف، ومع ذلك فإن أهل اللغة العربية عجزوا عن معارضته وهم البلغاء الفصحاء ...
وقال بعضهم إن الحكمة منها تنشيط السامعين، فإذا تلي القرآن، وقرئ قوله تعالى {الم} كأنه تعالى يقول أنصتوا، وذلك لأجل المشركين حتى ينصتوا له ...
ولكن هذا القول فيه نظر، لأنه لو كان كذلك لكان هذا في كل السور، مع أن أكثر السور غير مبتدئ بمثل هذه الحروف، وأيضاً لو كان كذلك ما صارت في السور المدنية مثل سورة البقرة، لأن السور المدنية ليس فيها أحد يلغو في القرآن، فالصواب أن الحكمة من ذلك هو ظهور إعجاز القرآن ... ) ا. هـ
¥