[سؤال عن علاقة الإثبات بالتفويض]
ـ[أحمد يس]ــــــــ[01 - 10 - 06, 01:31 ص]ـ
السلام عليكم:
سؤالي حول تفويض المعنى في الصفات الخبرية وهو:
معظم من تحدثوا عن التفويض يجعلونه مضاداً للإثبات حتى الدكتور أحمد القاضي في رسالته عن التفويض جعل هذا وكأنه لا شئ ضده!!
هناك كثيرون من أئمة الأشاعرة يذهبون للإثبات وفي نفس الوقت تفويض المعنى وعلى هذا الباقلاني والطيبي والبيهقي والجويني والكمال بن الهمام وغيرهم فهم يثبتون الصفات الخبرية وينصون على هذا ثم هم يفوضون معناها لله تعالى ولو أردتم نصوصهم جلبناها ولم نفعل لأنها مشهورة عنهم.
وحتى الشيخ حسن البنا -رحمه الله- وهو من المتهمين بالتفويض قال باتباعه منهج السلف الذي هو إثبات الصفات ثم تفويض معناها ونص كلامه: ((فهم يثبتون اليد، والعين، والأعين ,والاستواء، والضحك، والتعجب .. إلخ، وكل ذلك بمعان لا ندركها، ونترك لله - تبارك وتعالى - الإحاطة بعلمها.)) فهو يثبت ثم يفوض.
أرجو منكم حل هذه المعضلة بارك الله فيكم ودام فضلكم.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[01 - 10 - 06, 04:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي بارك الله فيك باختصار أوضح لك الإشكال الذي في ذهنك فأقول:
الصفات يتعلق بها أمران:
1 / معنى الصفة في لغة العرب أي ما يؤخذ من اللفظة.
2 / (كيفية الصفة)
فأهل السنة يثبتون الأول ويفوضون الثاني وهو معنى قول مالك رحمه الله (الاستواء معلوم) يعني معلوم في لغة العرب معناه فليست لفظة لها ظاهر وباطن أو تحمل معنى آخر غير معنى العلو والاستقرار المعروف من لغة العرب. (والكيف مجهول) يعني حقيقة وماهية وكيفية الصفة في حق الله تبارك وتعالى فهي مجهولة لا تعلم كيفيتها.
إذا عُلِم هذا فالمفوِّضة يفوِّضون المعنى المراد باللفظة ويفوِّضون الكيفية فلفظة يد وعين وسمع وبصر وكلام لاتعني لهم معانيها في لغة العرب فالسمع هو سماع الأصوات في لغة العرب والكلام هو الكلام بحرف وصوت فأهل السنة يثبتون هذه المعاني ويفوضون كيفيتها في حق الله، أما المفوِّضة فيقولون أصل المعنى غير مراد فالسمع أساسا لايعني سماع الأصوات فربما كلمة سميع تعني معنى آخر غير سماع الصوت، وربما كلمة يتكلم تعني معنى آخر غير الكلام بحرف وصوت.
وفي المثال الذي ذكرت قبل قليل في صفة الاستواء لا يثبت المفوِّضة الاستواء بمعانيه في لغة العرب كالعلو والاستقرار بل يفوِّضون معنى لفظة استواء.
فهذا باختصار الفرق بين تفويض السلف وتفويض المفوِّضة ولا أريد أن أطيل الكلام فيها لأني فهمت من كلامك أنك قرأت عن المفوِّضة كثيراً وهذا هو الإشكال الوارد عندك أخي. فإن لم يتضح المراد فلا مانع من بسط المسألة وشرحها. والله الموفق
ـ[أحمد يس]ــــــــ[01 - 10 - 06, 05:34 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي لكن كلامي عن نقطة ليست في كلامك مع أن كلامك عليه ملاحظات كإثبات معنى "الاستقرار" وكتمثيلك ببعض الصفات غير الخبرية مما لا يلزمهم ولكن هذا ليس موضوعنا.
كلامي عن أن من ذكرنا اسماءهم "يثبتون" الصفات الخبرية لله تعالى ويجعلونها "صفات" وهذا واضح في منهج البيهقي مثلاً في كتابيه "الأسماء والصفات" و "الاعتقاد" وواضح عند غيره ممن ذكرنا بعضهم.
وهم في نفس الوقت لا يشك أحد في تفويضهم معاني الصفات.
ولكن معظم الكاتبين المعاصرين عن التفويض يجعلون الإثبات مناقضاً للتفويض كيف وقد اجتمعا عند جمع من العلماء؟؟ وما توجيه كلامهم؟؟
وعلى الرغم من صريح عبارات البيهقي والباقلاني وغيرهم في الإثبات نجد أن متأخري الأشاعرة يجمعون المذهب في قول بعضهم الشهير: "أوله أو فوض" فكأن الإثبات من التفويض ولذا لم يجعله مذهباً ثالثاً.
نرجو التوضيح وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 10 - 06, 06:19 ص]ـ
هناك كثيرون من أئمة الأشاعرة يذهبون للإثبات وفي نفس الوقت تفويض المعنى وعلى هذا الباقلاني والطيبي والبيهقي والجويني والكمال بن الهمام وغيرهم فهم يثبتون الصفات الخبرية وينصون على هذا ثم هم يفوضون معناها لله تعالى ولو أردتم نصوصهم جلبناها ولم نفعل لأنها مشهورة عنهم.
.
نريد أن تذكر لنا نصوصهم وفقك الله
¥