[الهابي شر من الكابي وهو عبارة عن رد على مقال الشنقيطي في تأييده للترابي]
ـ[عبد الرحمن غياث]ــــــــ[23 - 08 - 06, 08:39 ص]ـ
الهَابِي شَرٌّ مِنَ الكابي
نظرات في النظرات
وهو عبارة عن رد على مقال الشنقيطي في تأييده للترابي
كتبها/ عبد الرحمن غياث
في مجمع الأمثال [جزء 2 - صفحة 386]
4485 - الهَابِي شَرٌّ مِنَ الكابي
يُقَال: هَبَا الجمرُ هُبُواًّ إذا خَمَدَ وصار رَمَادا هابيا أي صار كالهبَاء في الدِّقَّة وكبا الجمر: إذا صار فَحْماً وهو أن تخمد ناره يضرب للفاسِدَين يَزِيدُ فسادُ أحِدهما على الآخر
تمهيد
يحسن البدء بهدا النقل المبارك من الموافقات لشاطبي حول زلة العالم ثم ندخل بعد ذلك في موضوعنا.
يقول الشاطبي - رحمه الله -: (الموافقات [جزء 4 - صفحة 168 وما بعدها]
وحكم هذا القسم معلوم من كلام الأصوليين إن كان في أمر جزئي وأما إن كان في أمر كلي فهو أشد وفى هذا الموطن حذر من زلة العالم فإنه جاء في بعض الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم التحذير منها فروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال "إني لأخاف على أمتي من بعدي من أعمال ثلاثة قالوا وما هي يا رسول الله قال: أخاف عليهم من زلة العالم ومن حكم جائر ومن هوى متبع)
وعن عمر: "ثلاث يهدمن الدين زلة العالم وجدال منافق بالقرآن وأئمة مضلون"
وعن أبي الدرداء: "إن مما أخشى عليكم زلة العالم أو جدال المنافق بالقرآن والقرآن حق وعلى القرآن منار كمنار الطريق"
وكان معاذ بن جبل يقول: في خطبته كثيرا "وإياكم وزيغة الحكيم فإن الشيطان قد يتكلم على لسان الحكيم بكلمة الضلالة وقد يقول المنافق الحق فتلقوا الحق عمن جاء به فإن على الحق نورا قالوا وكيف زيغة الحكيم قال هي كلمة تروعكم وتنكرونها وتقولون ما هذه فاحذروا زيغته ولا تصدنكم عنه فإنه يوشك أن يفئ وأن يراجع الحق"
وقال سلمان الفارسي:"كيف أنتم عند ثلاث زلة عالم وجدال منافق بالقرآن ودنيا تقطع أعناقكم فأما زلة العالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم تقولون نصنع مثل ما يصنع فلان وننتهي عما ينتهي عنه فلان وإن أخطأ فلا تقطعوا إياسكم منه فتعينوا عليه الشيطان" الحديث
وعن ابن عباس:"ويل للأتباع من عثرات العالم قيل كيف ذلك قال يقول العالم شيئا برأيه ثم يجد من هو أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم منه فيترك قوله ثم يمضى الأتباع"
وعن ابن مبارك:" أخبرني المعتمر بن سليمان قال رآني أبي وأنا أنشد الشعر فقال لي يا بني لا تنشد الشعر فقلت له يا أبت كان الحسن ينشد وكان ابن سيرين ينشد فقال لي أي بني إن أخذت بشر ما في الحسن وبشر ما في ابن سيرين اجتمع فيك الشر كله"
وقال مجاهد والحكم بن عيينة ومالك:" ليس أحد من خلق الله إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم
وقال سليمان التيمي إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله قال ابن عبد البر هذا إجماع لا أعلم فيه خلافا
وهذا كله وما أشبهه دليل على طلب الحذر من زلة العالم وأكثر ما تكون عند الغفلة عن اعتبار مقاصد الشارع في ذلك المعنى الذي اجتهد فيه والوقوف دون أقصى المبالغة في البحث عن النصوص فيها وهو وإن كان على غير قصد ولا تعمد وصاحبه معذور ومأجور لكن مما ينبني عليه في الإتباع لقوله فيه خطر عظيم وقد قال الغزالي "إن زلة العالم بالذنب قد تصير كبيرة وهى في نفسها صغيرة وذكر منها أمثلة ثم قال فهذه ذنوب يتبع العالم عليها فيموت العالم ويبقى شره مستطيرا في العالم أياما متطاولة فطوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه
وهكذا الحكم مستمر في زلته في الفتيا من باب أولى فإنه ربما خفي على العالم بعض السنة أو بعض المقاصد العامة في خصوص مسألته فيفضى ذلك إلى أن يصير قوله شرعا يتقلد وقولا يعتبر في مسائل الخلاف فربما رجع عنه وتبين له الحق فيفوته تدارك ما سار في البلاد عنه ويضل عنه تلافيه فمن هنا قالوا زلة العالم مضروب بها الطبل
فصل
¥