[هل الآية:" فإذا سويته ونفخت فيه من روحي" تدل على أن لله روح؟]
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[05 - 09 - 06, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل الآية الكريمة:" فإذا سويته ونفخت فيه من روحي"
تدل على أن لله جل وعلا روح؟
حيث أضاف الروح لنفسه وهي لا تقوم بذاتها -فلا تدل بذلك على التشريف-؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[المقدادي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 12:49 ص]ـ
قال الشيخ علوي السقاف في كتابه: صفات الله:
(
الرُّوُحُ
الرُّوح؛ بالضم: خلقٌ من مخلوقات الله عَزَّ وجَلَّ، أضيفت إلى الله إضافة ملكٍ وتشريفٍ لا إضافة وصف؛ فهو خالقها ومالكها، يقبضها متى شاء ويرسلها متى شاء سبحانه، وقد وردت في الكتاب والسنة مضافة إلى الله عَزَّ وجَلَّ في عدة مواضع.
• ذكرها في الكتاب:
1 - قوله تعالى: ?وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ? [النساء: 171].
2 - وقوله: ?فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي? [الحجر: 29،ص: 72]
3 - وقوله: ?فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيَّاً? [مريم: 17].
4 - وقوله: ?ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ? [السجدة: 9].
• ذكرها في السنة:
1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه في استفتاح الجنة، وفيه: ((000 فيأتون آدم 000 ثم موسى عليهما السلام، فيقول: اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه000)). رواه مسلم (195).
2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الشفاعة، وفيه: ((000يا آدم! أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه 000 فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى! أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه000)). رواه: البخاري (3340، 4712)، ومسلم (194).
أقوال العلماء في (الرُّوح) المضافة إلى الله تعالى:
1 - قال ابن تيمية في ((الجواب الصحيح)) (3/ 145): ((فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أن يكون المضاف إلى الله صفة له، بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها ما ليس بصفة له باتفاق الخلق؛ كقوله تعالى: ? بيت الله?، و ?ناقة الله?، و?عباد الله?، بل وكذلك ?روح الله? عند سلف المسلمين وأئمتهم وجمهورهم، ولكن؛ إذا أضيف إليه ما هو صفة له وليس بصفة لغيره؛ مثل كلام الله، وعلم الله، ويد الله … ونحو ذلك؛ كان صفة له)).
وقال في ((مجموع الفتاوى)) (9/ 290): ((وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الريح من روح الله))؛ أي: من الروح التي خلقها الله، فإضافة الروح إلى الله إضافة ملك، لا إضافة وصف؛ إذ كل ما يضاف إلى الله إن كان عيناً قائمة بنفسها فهو ملك له، وإن كان صفة قائمة بغيرها ليس لها محل تقوم به؛ فهو صفة لله؛ فالأول كقوله ?نَاقَةَ اللهِ وَسُقْيَاهَا?، وقوله:?فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا?، وهو جبريل، ?فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيَّاً ? قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تقِيَّاً? قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيَّاً ?، وقال: ? وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا?، وقال عن آدم: ?فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ?.
2 - وقال ابن القيم في ((كتاب الروح)) (ص 501): ((فصل: وأما المسألة السابعة عشرة، وهي: هل الروح قديمة أم محدثة مخلوقة؟ وإذا كانت محدثة مخلوقة، وهي من أمر الله؛ فكيف يكون أمر الله محدثاً مخلوقاً؟ وقد أخبر سبحانه أنه نفخ في آدم من روحه؛ فهذه الإضافة إليه هل تدل على أنها قديمة أم لا؟ وما حقيقة هذه الإضافة؛ فقد أخبر عن آدم أنه خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، فأضاف اليد والروح إليه إضافة واحدة؟.
¥