ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا عَلَى الأَرْضِ! ... بل نارًا وسيفًا وانقسامًا ((يسوع))!
ـ[المستشار]ــــــــ[24 - 09 - 06, 04:50 م]ـ
ما جِئْتُ لأُرْسِيَ سلامًا! ... بل نارًا وسيفًا وانقسامًا ((يسوع))!
فهل تُنْكِرُ هذا يا بنديكت؟!
حوار هادئ جدًا مع بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان يكشف عن:
1 - انتشار النصرانية بحدِّ السيف!!
2 - وتاريخ إنجيلهم الذي حَرَّفوه في الوحشية والعنف!!
مقارنة بـ
الإسلام دين السلام الدَّاعِي للسلام!!
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الناسُ في أمثالهم المشهورة: ((كلُّ إناءٍ ينضح بما فيه)).
ويُصَدِّقُ هذا المثل علماء الاجتماع حين يتحدثون عن ارتباط الإنسان من حيثُ النشأة والتكوين بمحيطاته التي ينشأ بينها، ولهذا يقول علماء الاجتماع والسلوك في قواعدهم: ((الإنسانُ صورةٌ مِن بيئته))، فهو يتأثَّرُ بالبيئة التي نشأ فيها، ويحاكيها بحلوها ومرّها، وترتكز صورتها وتنطبع في داخله منذ اليوم الأول الذي يحل بالبيئة المحيطة به عند ولادته.
فالإنسان ليس معزولا عن بيئة محيطة، ولا هو بالكائن المبتوت الصلة بما يحيط به، ولكنه كما يقول علماء الاجتماع: ((مَدَنِيٌّ بطبعه))، يحب معاشرة بني جنسه، بدْأةً، وكلما نضج وتقدّم به العمر فإنه يُخَصّص دائرته أكثر فأكثر فلا يقف عند حدود الميل لجميع أبناء جنسه الإنساني ولكنه يبدأ في الميل والانجذاب إلى المشاركين له في الأفكار والسلوكيات.
وهكذا يظل الإنسان دائمًا منذ بدأ وإلى أن يرحل عن الدنيا في مراحل متتالية ومتوالية لا يترك واحدة حتى يبدأ في أخرى من مراحل تأثُّره في أفكاره وطموحاته وأطروحاته وسلوكياته بالبيئة المحيطة به.
والماء دائمًا ما يأخذ شكل الإناء ولا يخالفه!!
تذكرتُ هذا حين سمعتُ كلام ((بنديكت السادس عشر: بابا الفاتيكان)) عن الإسلام العظيم، ووصم هذا البنديكت للإسلام بوصمة العنف والانتشار بالسيف، ويعني بذلك أن يوصل رسالةً للدنيا يقول لها فيها: لقد انتشر الإسلام بوحشية تقوم على السيف والقوة والبطش لا بسلامٍ ومحبةٍ ووئامٍ ..... إلى آخره.
وعلى الرُّغم من قساوة ((الكذبة البنديكتية)) لمخالفتها للحقيقة مخالفة فجّةً لا حياء فيها ولا مروءة، إلا أنها لم تقع عندي بذلك الوقع الشديد الذي وقعتْ به عندي غيري ممَّن لا يتوقعون ما يمكن أن ينطق به البنديكت قبل أن يقوله أو يُفَكِّر به.
ولستُ ممَّن يرجُم بالغيب أو يدّعيه، ولا أنا مِمَّن يأتي السحرة والكهان أو يعتمد عليهم كما يفعل ذلك بعض ساسة أوروبا وأمريكا حتى ساعتنا.
ومن حقِّ القارئ أن يسألني: كيف توقّعتَ أن يصدر هذا القول من بنديكت أو يعتقده أمثاله؟
نعم من حقِّك أيها القارئ أن تسأل سؤالك هذا.
ومن واجبي أن أجيبك، لكني أستأذنك في اختصار الجواب الآن ولربما نلتقي يومًا ما بجوابٍ أطول وأشمل.
وجواب ذلك باختصار يكمن في دراسة أبعاد البيئة التي يحيا فيها البنديكت، لنصل إلى ما يمكن أن يصدر منه أو يعتقده؛ إِذْ من المستحيل أن ينسلخ البنديكت أو غيره من البشر عن البيئة التي تحيط بهم، فكرًا وسلوكًا، كما أنه من المستحيل لماء البحر أن يتلوَّن بلونِ الإناء، وهو بعدُ لا يزال خارج الإناء!!
وقد سبق وأشرتُ إلى أثر البيئة في الإنسان كيف هو.
ويحدثنا الخبير بالنفس، العليم بأسرارها، خالقها ومالكها رب العزة تبارك وتعالى عن هذه القضية فيقول عز وجل: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً} [الإسراء: 84].
فيلفتُ الله عز وجل في القرآن الكريم أنظارنا إلى أنَّ كل إنسانٍ إنما يعمل على شاكِلَتِه؛ أي يعمل على ما يناسب أخلاقه وفكره وسلوكه، وما هو عليه.
فالمتوقع منه هنا يكون بناء على دراسة هذه الشاكلة التي هو عليها.
فالمؤمن الصادق الأمين لا نتوقع منه سوى الإيمان والصدق والأمانة، كما أنه لا يتوقع مِن الفاجر إلا أفعال الفجور والإسفاف والرذيلة والدناءة.
فكل إنسانٍ يُتوقَّع منه ما يدلّ عليه فكره وسلوكه.
ولهذا كان العرب القدماء أشد الناس فطنةً لهذه القضية العلمية الاجتماعية الأصيلة في علوم الاجتماع، والتي تأخر غيرهم كثيرًا في اكتشافها وشرحها وبيانها، فأشار العرب إلى ذلك في كلامهم وتقريراتهم وأشعارهم فكان من ذلك مثلا قولهم:
¥