[هل كان موسى عليه السلام يعتقد أن الله في السماء]
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[03 - 11 - 06, 05:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
اثناء قرائتي لتفسير الجلالين - تحقيق وتعليق سيد زكي ابراهيم - مررت بقوله تعالى (فقال أنا ربكم الأعلى) والتفسير: أي قال فرعون: لا رب فوقي. و سؤالي لماذا قال فرعون انه هو الأعلى , الم يرد بذلك مخالفة قول موسي عليه السلام فيما أتى به و أوليس ذلك دليل على أن موسى عليه السلام يعتقد أن الله سبحانه وتعالى في الأعلى - في السماء - على خلاف ما يقوله بعض المبتدعة - أن الله في كل مكان.
وشكرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - 11 - 06, 07:19 م]ـ
من نفى علو الله على خلقه فإنه فرعوني، لأن فرعون ينفي علو الله، وهذا واضح في محاولته الصعود إلي السماء وتكذيب موسى في ذلك، وذلك عندما أمر وزيره هامان ببناء الصرح بقوله: (يا هامان ابن لي صرحا)، فما الذي تريده يا فرعون من بناء الصرح؟؟ يقول فرعون: (لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات)، وماذا تريد يا فرعون من الصعود إلي السماء؟؟، يقول فرعون: (فأطلع إلي إله موسى)، إذاً موسى أخبر فرعون بأن الله فوق وفرعون يريد أن يطلع، طيب وهل تظن يا فرعون أن لموسى إله في السماء كما أخبرك موسى؟؟، يقول فرعون: (وإني لأظنه كاذبا) ولهذا سوف أبني الصرح فأطلع إلي حيث قال موسى بوجود إلهه وأثبت للجميع أنه كاذب.
فهذا فرعون يكذب موسى عليه السلام في أن يكون له " إله في السماء " وهذه محاولة منه في إثبات ذلك لرعيته بعد أن أخبره موسى بأن الله فوق في السماء، ولا شك أن كل من ينكر علو الله على خلقه ويقول: إن الله لا فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارج العالم فإنه كفرعون في هذه العقيدة شاء أم أبى.
وإليك أقوال أئمة هم من خيار السلف ومن القرون المفضلة! في هذه الآية الكريمة:
(الإمام عثمان بن سعيد الدارمي) [من علماء القرن الثاني]
قال رحمه الله:
ففي هذه الآية بيان، ودلالة ظاهرة،أن موسى كان يدعو فرعون إلى معرفة الله بأنه فوق السماء، فمن أجل ذلك أمر ببناء الصرح،ورام الإطلاع إليه)
وقال رحمه الله:
(إن الأمة كلها، والأمم السالفة قبلها، لم يكونوا يشكون في معرفة الله تعالى أنه فوق السماء،بائن من خلقه، غير هذه العصابة الزائغة عن الحق، المخالفة للكتاب وأثارات العلم كلها، حتى لقد عرف ذلك كثير من كفار الأمم وفراعنتهم،قال فرعون {يا هامان ابن لي صرحاً ...... }.من كتابه (الرد على الجهمية).
شيخ المفسرين:
(الإمام الطبري) [من علماء القرن الثالث]
قال عليه من الله واسع الرحمة، في تفسير هذه الآ ية (يا
هامان ...... ): (يقول: وإني لأظن موسى كاذبا فيما يقول و يدعي أن له ربا في السماء، أرسله إلينا)؛
وقال – رحمه الله تعالى – في موضع آخر:
(وقوله – أي فرعون: {{لعلي أطلع إلى إله موسى}} يقول:أنظر إلى معبود موسى الذي يعبده ويدعو إلى عبادته، {{وإني لأظنه}} فيما يقول من أن له معبودا يعبده في السماء، وأنه هو الذي يؤيده وينصره، وهو الذي أرسله إلينا من الكاذبين) والموضعان فيتفسير الطبري " جامع البيان" القصص وغافر.
(الإمام أبو الحسن الأشعري): [من علماء القرن الثالث والرابع]
قال – رضي الله عنه -:
(وقال الله حكاية عن فرعون: {{يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب.أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا}}، كذّب موسى عليه السلام في قوله: إن الله عزوجل فوق السموات).
(إمام الأئمة ابن خزيمة) [من علماء القرن الثالث]
قال – رضوان الله تعالى عليه -:
(فاسمعوا يا ذوي الحجا دليلا آخر من كتاب الله، أن الله جل وعلا في السماء مع الدليل على أن فرعون مع كفره .. وطغيانه، قد أعلمه موسى عليه السلام بذلك، وكأنه قد علم أن خالق البشر في السماء، ألا تسمع قول الله يحكي عن فرعون قوله: {{يا هامان ابن لي صرحا ... }} ففرعون عليه لعنة الله يأمر ببناء صرح، فحسب أنه يطلع إلى إله موسى، وفي قوله {{وإني لأظنه من الكاذبين}} دلالة على أن موسى قد كان أعلمه أن ربه جل وعلا أعلى وفوق).
من كتابه " التوحيد".
(الحارث بن أسد المحاسبي) [من علماء القرن الثالث]
قال – عليه رحمة الله –:
(وقال فرعون: {{يا هامان ابن لي صرحا}} الآية .. ثم استأنف وقال:
{{وإني لأظنه كاذبا}} يعني فيما قال أن إلهه فوق السموات، فبين الله عزوجل أن فرعون ظن بموسى أنه كاذب فيما قال له، وعمد إلى طلبه حيث قال له مع الظن بموسى بأنه كاذب). من كتاب " اجتماع الجيوش الإسلامية.
(الإمام أبو محمد الجويني والد إمام الحرمين)
قال رحمه الله تعالى:
(وقال الله عن فرعون: {{ .... وإني لأظنه كاذبا .. }} وهذا يدل على أن موسى أخبره بأن ربه تعالى فوق السماء، ولهذا قال: {{وإني لأظنه كاذبا}}.من رسالة " إثبات الاستواء والفوقية" للجويني.
¥