[سؤالى يحتاج لطالب علم هل كلم الله إبليس بكلام مسموع بصوت وحرف أم بواسطة؟!]
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[29 - 10 - 06, 03:45 م]ـ
الحمد الله ..
كنت أتناقش مع أحد الإخوان فى مسألة حرق الجنى بالقرآن، فقال (كلم الله إبليس فكيف لم يحرقه)!!
السؤال:
هل كلم الله إبليس بكلام مسموع بصوت وحرف أم بواسطة؟!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 10 - 06, 07:42 م]ـ
هل كلم الله إبليس بكلام مسموع بصوت وحرف أم بواسطة؟!
قال الطبري في تفسيره ج23:ص185 سورة ص في قوله تعالى: {{قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى}}:
[يقول تعالى ذكره قال الله لإبليس إذ لم يسجد لآدم وخالف أمره يا إبليس {{ما منعك أن تسجد}} يقول أي شيء منعك من السجود {{لما خلقت بيدي}} يقول لخلق يدي يخبر تعالى ذكره بذلك أنه خلق آدم بيديه ... ] انتهى.
فخاطب الله تعالى إبليس ولا شك أن قول الله تعالى مسموع بحرف وصوت، وخاطب الله تعالى الملائكة وفيهم إبليس كما في بداية الآيات فقال سبحانه:
{{إذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين .. }} والأصل في القول أن يكون كلاما مسموعا بحرف وصوت إلا إذا قيد.
والله أعلم.
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[29 - 10 - 06, 11:40 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك سعيك.
ولكن ألا ترى معى أن كلام لله لعبده فيه إكرام للعبد ودلالة على رضاه عنه وقد اصطفى موسى عليه السلام بذلك دوناً عن بقية الأنبياء فكان كليم الله؟
والذى نقل عن ابن عقيل الحنبلى أن المسألة خلافية وأن المحققون على أنه كلمه بواسطة.
فهل من مزيد من الإيضاح حول هذه النقطة!
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[29 - 10 - 06, 11:42 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك سعيك.
ولكن ألا ترى معى أن كلام الله لعبده فيه إكرام للعبد ودلالة على رضاه عنه وقد اصطفى موسى عليه السلام بذلك دوناً عن بقية الأنبياء فكان كليم الله؟
والذى نقل عن ابن عقيل الحنبلى أن المسألة خلافية وأن المحققون على أنه كلمه بواسطة.
فهل من مزيد من الإيضاح حول هذه النقطة!
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[30 - 10 - 06, 02:43 م]ـ
نطمع فى إجابة كافية بتفصيل يرفع الغبش!
فهل من محسن؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 10 - 06, 05:38 م]ـ
قال علامة القصيم العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي:في "القواعد الحسان في تفسير القرآن"
~ القاعدة الثانية عشرة ~
الآيات القرآنية التي يفهم منها قصَّار النظر التعارض:
يجب حمل كل نوع منها على ما يليق ويناسب المقام
كل بحسبه:
وهذا في مواضع متعددة من القرآن:
منها: الإخبار في بعض الآيات أن الكفار لا ينطقون، ولا يتكلمون يوم القيامة، وفي بعضها: أنهم ينطقون ويحاجُّون ويعتذرون ويعترفون: فمحمل كلامهم ونطقهم: أنهم في أول الأمر يتكلمون ويعتذرون، وقد ينكرون ما هم عليه من الكفر، ويقسمون على ذلك، ثم إذا ختم على ألسنتهم وأفواههم، وشهدت عليهم جوارحُهم بما كانوا يكسبون، ورأوا أن الكذب غير مفيد لهم أُخْرِسوا فلم ينطقوا.
وكذلك الإخبار بأن الله تعالى لا يكلمهم، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، مع أنه أثبت الكلام لهم معه، فالنفي واقع على الكلام الذي يسرهم، ويجعل لهم نوع اعتبار.
وكذلك النظر والإثبات واقع على الكلام الواقع بين الله وبينهم على وجه التوبيخ لهم والتقريع، فالنفي يدل على أن الله ساخط عليهم، غير راض عنهم، والإثبات يوضح أحوالهم، ويبين للعباد كمال عدل الله فيهم، إذ هو يضع العقوبة موضعها.
ونظير ذلك أن في بعض الآيات أخبر أنه {لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَاْنٌ} [الرحمن: 39]، وفي بعضها: أنه يسألهم {مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ} [الشعراء: 92] و {مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 65]، ويسألهم عن أعمالهم كلها.
فالسؤال المنفي: هو سؤال الاستعلام والاستفهام عن الأمور المجهولة، فإنه لا حاجة إلى سؤالهم، مع كمال علم الله، واطلاعه على ظاهرهم وباطنهم وجليل أمورهم ودقيقها.
والسؤال المُثْبَت: واقع على تقريرهم بأعمالهم وتوبيخهم وإظهارِ أن الله حكم فيها بعدله وحكمته.
قال العلامة الأصولي المفسر: محمد الأمين الجكني الشنقيطي في كتابه العظيم: [دفع إيهام الاضطراب]:
[قوله تعالى: {أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الآية
هذه الآية تدل بظاهرها على أن الله لا يكلم الكفار يوم القيامة لأن قوله تعالى ولا يكلمهم فعل في سياق النفي, وقد تقرر في علم الأصول أن الفعل في سياق النفي من صيغ العموم وسواء كان الفعل متعديا أو لازما على التحقيق خلافا للغزالي القائل بعمومه في المتعدي دون اللازم خلاف الإمام أبي حنيفة رحمه الله في ذلك في حال لا في حقيقة لأنه يقول إن الفعل في سياق النفي ليس صيغة للعوم ولكنه يدل عليه بالالتزام أي لأنه يدل على نفي الحقيقة ونفيها يلزمه نفي جميع أفراده وإيضاح عموم الفعل في سياق النفي أن الفعل ينحل عن مصدر وزمن عند النحويين وعن مصدر وزمن ونسبة عند بعض البلاغيين, فالمصدر داخل في معناه إجماعا فالنفي الداخل على الفعل ينفي المصدر الكامن في الفعل فيؤول إلى معنى النكرة في سياق النفي ومن العجيب أن أبا حنيفة رحمه الله يوافق الجمهور على أن الفعل في سياق النفي أن أكد بمصدر نحو لا شربت تربا مثلا أفاد العموم مع أنه لا يوافق على إفادة النكرة في سياق النفي للعموم. وقد جاءت آيات أخر تدل على أن الله يكلم الكفار يوم القيامة كقوله تعالى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ} الآية.
والجواب عن هذا بأمرين:
الأول-وهو الحق: أن الكلام الذي نفى الله أنه يكلمهم به هو الكلام الذي فيه خير, وأما التوبيخ والتقريع والإهانة فكلام الله لهم به من جنس عذابه لهم ولم يقصد بالنفي في قوله: {وَلا يُكَلِّمُهُمُ}.
الثاني: أنه لا يكلمهم أصلا وإنما تكلمهم الملائكة بإذنه وأمره].
والله الموفق.
¥