ـ[العكاشى]ــــــــ[30 - 09 - 06, 03:20 م]ـ
مر بى اثناء عملى فى كتاب اعلام الحديث للخطابى هذا القول لسفيان ....... ؟
فاوقفت القلم واعملت الفكر فلم اصل الى حل
ثم سالت شيخنا عن هذا القول فتعجب جدا
فاجاب بقوله لعله من شواذ فتوى الامام
او لعله لا ياخذ باحاديث الاحاد
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 09 - 06, 06:21 م]ـ
فائدة:
ألف يوسف بن عبد الهادي - رحمه الله تعالى - كتابا "" لا يقطع للأئمة الأربعة بالجنة""، وفيها حرمة الجزم لهم بالجنة. والكتاب أظنه ما زال مخطوطا في المكتبة الظاهرية.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 10 - 06, 12:10 ص]ـ
قال رحمه الله (وَلَا نُنَزِّلُ أَحَدًا مِنْهُمْ جَنَّةً وَلَا نَارًا، وَلَا نَشْهَدُ عَلَيْهِمْ بِكُفْرٍ وَلَا بِشِرْكٍ وَلَا بِنِفَاقٍ، مَا لَمْ يَظْهَرْ مِنْهُمْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، وَنَذَرُ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى) يريد العلامة الطحاوي رحمه الله أنّ أهل السنة والجماعة يتّبعون في الأمور الغيبية ما دلّ عليه الدليل من كتاب الله جل وعلا ومن سنة رسوله (فلا يَقْفُون ما ليس لهم به علم ولا يقولون على الله جل وعلا ما لا يعلمون امتثالا لقوله سبحانه ?وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا? [الإسراء:36]، وامتثالا لقوله جل وعلا ?وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ? [الأعراف:33]، فحرّم الله جل وعلا القول عليه بلا علم، ومن القول عليه بلا علم أن يُشهد في أمر غيبي أن الله جل وعلا لا يغفر لفلان، أو أن فلانا من أهل الجنة؛ يعني قد غُفر له، أو أنه من أهل النار المعيّن لأنه لم يشأ الله أن يغفر له.
فأصل هذه المسألة وهو ما قرره من إننا لا ننزل أحدا من أهل القبلة جنة ولا نارا، هذه لأجل أن هذا الأمر غيبي والله جل وعلا حكمه في أهل القبلة قد يعذب وقد يغفر؛ يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، فمن نزّل جنة أو نارا أحدا من أهل القبلة ممن لم يدل الدليل على أنه من أهل الجنة أو أهل النار فقد قال على الله بلا علم وتجرأ على الرب جل جلاله.
فالواجب -إذن- اتباع النص وتقديس الرب جل وعلا وتعظيم صفات الرب جل جلاله، وأن لا يشهد على معين من أهل القبلة بأنه من أهل الجنة جزما أو من أهل النار جزما إلا من أخبر الوحي بأنه في هذا الفريق أو في هذا الفريق.
وهذا نصّ عليه خلافا لأهل الضلال في مسائل الأسماء والأحكام من المعتزلة والخوارج قبلهم ومن يرون السيف ونحو ذلك ممن يشهدون لمن شاءوا بالجنة ولمن شاءوا بالنار؛ بل قد شهدوا على بعض الصحابة بأنهم من أهل النار وعلى بعضهم من أنهم من أهل الجنة بمحض أهوائهم وآرائهم، وأهل السنة يخالفون الفِرق الضالة في هذا الباب ويتّبعون ما دلّ عليه الدليل ويعظمون الله جل وعلا، ولا يتجاسرون على الغيب، ويعظمون صفة الرب سبحانه بأنه يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء.
وتحت هذه الجملة مباحث:
الأول: أن هذا الحكم ذَكَر أنه مختص بأهل القبلة فقال (وَلَا نُنَزِّلُ أَحَدًا مِنْهُمْ) يعني من أهل القبلة (جَنَّةً وَلَا نَارًا)؛ لأن أهل القبلة ظاهرهم الإسلام والله جل وعلا قد وعد المسلم بالجنة، وقد توعّد من عصاه من أهل الإسلام بالنار.
فهذا الحكم مختص بأهل القبلة، فمن مات من أهل الإسلام لا يشهد عليه بأنه من أهل النار ولا يشهد له بالجنة، إلاّ من شهد له رسول الله (كما سيأتي.
وإذا تبين هذا فلا يدخل في كلامه من مات على الكفر فقد كان في حياته كافرا؛ كان طول حياته نصرانيا، أو كان طول حياته يهوديا، أو كان طول حياته وثنيا أو مشركا الشرك الأكبر المعروف؛ يعني من أهل عبادة الأوثان أو ممن لا دين له، فهؤلاء لا يدخلون في هذه العقيدة؛ بل يُشهد على من مات منهم بأنه من أهل النار؛ لأنه مات على الكفر وهو الأصل.
فقد ثبت في الصحيح أن النبي (قال «حيثما مررت بقبر كفار فبشره بالنار» يعني في الحديث الصحيح «حيثما مررت بقبر كفار فبشره بالنار» وهذا عموم وهو موافق للأصل، وهو أن من مات على الكفر نحكم عليه بالظاهر، ولا نقول قد يكون مات على الإسلام؛ لأن هذا خلاف الأصل.
¥