ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[05 - 10 - 06, 09:55 ص]ـ
قال الفاضل الصمدي:
فإثبات الصفات وتفويض المعنى ضدان لا يجتمعان ...
وأضيف أن التفويض لوحده متناقض لا يجتمع مع نفسه ..... فالمفوض يزعم أنه جاهل بالمعنى مطلقا مع أنه يقول إن ظاهر الصفة غير مراد قطعا ..... وهذا نوع من العلم وإن كان علما بالسلب فهو علم على كل حال ......
المفوض ليس خالي الذهن كما يدعي ..... لو كان كذلك لكانت "اليد" و"الاستواء" عنده شيئا واحدا .... مع أنه يفرق بين المعنيين ويميز بينهما فكيف حصل التمييز وهو يدعي الجهل المطلق ....
ومن أدراه أن اليد هو الاستواء والاستواء هو الرحمة والرحمة هي العلم ...
باختصار المفوض على منهج المتكلمين كاذب ..... لأنه يدعي الجهل بالصفة والفعل، وهو يقول في الوقت ذاته لا يمكن أن تكون الصفة على ظاهرها وهذا نوع من العلم كما لا يخفى.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[05 - 10 - 06, 10:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أولا: اخي بارك الله فيك لا أعلم كيف حكمت بهذه الصورة أنه لم يثبت عن ابن المبارك ولا عن غيره من السلف تفسير الاستواء بالاستقرار فهل اطلعت على سند مانقله ابن تيمية عن ابن المبارك فإن كنت اطلعت عليه فحبذا لو نقلت لنا بالسند حتى نعرف صحته من ضعفه.
ثانيا: يقول ابن قتيبة (المتوفى سنة 276هـ) في كتابه تأويل مختلف الحديث (ص 271): (كيف يسوغ لأحد أن يقول إنه بكل مكان على الحلول مع قوله: (الرحمن على العرش استوى): أي استقر كما قال: (فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك): أي استقررت ... )
وابن قتيبة من كبار علماء اللغة وهو من تلاميذ (اسحق بن راهوية) (وأبي حاتم السجستاني النحوي) (والعباس بن الفرج النحوي) (وأبي إسحق الزيادي النحوي شيخ المبرد)
وقد وصفه الذهبي بأنه رأس في علم اللسان العربي (سير أعلام النبلاء 9/ 139) وعدَّه الزبيدي في الطبقة السادسة من اللغويين البصريين (طبقات النحويين ص 84) وله مصنفات كثيرة في اللغة والأدب والتفسير والحديث فله تأويل مشكل القرآن وتفسير غريب القرآن وتأويل مختلف الحديث وغيرها، وهو مع هذا كله من أهل السنة والجماعة وينظر للفائدة كتاب عقيدة الإمام ابن قتيبة د. علي بن نفيع العلياني.
ثالثا: أن هذا التأويل نقله ابن عبد البر وابن تيمية وابن القيم والبغوي وغيرهم من اهل السنة وأقروه وهم من هم في التحقيق والتدقيق لا سيما وابن القيم قد فصل وأطال الكلام حول مسألة الاستواء على العرش في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية بما لايوجد في كتاب سواه من جمع نصوص القرآن والسنة وآثار الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة والمصنفين والمفسرين والشعراء وأهل اللغة ثم مع هذا يقول: (والاستواء في اللغة معلوم مفهوم وهو العلو والارتفاع على الشيء والاستقرار والتمكن فيه قال أبو عبيدة في قوله تعالى استوى قال علا، وتقول العرب: استويت فوق الدابة واستويت فوق البيت، قال أبو عمرو: الاستقرار في العلو) تهذيب السنن (13/ 20 مع عون المعبود)
وقبل ذلك قال شيخه ابن تيمية: (فيظن المتوهم أنه اذا وصف الاستواء على العرش: كان استواؤه كاستواء الإنسان على ظهور الفلك والأنعام كقوله: (وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره) فيتخيل له أنه اذا كان مستويا على العرش كان محتاجا اليه كحاجة المستوى على الفلك والأنعام فلو غرقت السفينة لسقط المستوى عليها ولو عثرت الدابة لخر المستوى عليها فقياس هذا أنه لو عدم العرش لسقط الرب سبحانه وتعالى ثم يريد بزعمه أن ينفي هذا فيقول: ليس استواؤه بقعود ولا استقرار ولايعلم أن مسمى القعود والاستقرار يقال ما يقال في مسمى الاستواء فان كانت الحاجة داخلة في ذلك: فلا فرق بين الاستواء والقعود ولاستقرار وليس هو بهذا المعنى مستويا ولا مستقرا ولا قاعدا وإن لم يدخل في مسمى ذلك إلا ما يدخل في مسمى الاستواء فاثبات أحدهما ونفي الآخر تحكم) التدمرية (ص 81 - 82)
وقبلهم حافظ المغرب ابن عبد البر يقول: (والاستواء معلوم في اللغة ومفهوم وهو العلو والارتفاع على الشيء والاستقرار والتمكن فيه قال أبو عبيدة في قوله تعالى استوى قال علا قال وتقول العرب استويت فوق الدابة واستويت فوق البيت وقال غيره استوى أي انتهى شبابه واستقر فلم يكن في شبابه مزيد - قال أبو عمر الاستواء الاستقرار في العلو وبهذا خاطبنا الله عز وجل وقال لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وقال واستوت على الجودى وقال فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك وقال الشاعر ... فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة ... ... وقد حلق النجم اليماني فاستوى) التمهيد (7/ 131)
ونقله البغوي في تفسيره (1/ 235) عن مقاتل والكلبي وأقره
ويقول الشيخ محمد العثيمين _ رحمه الله _: (وأهل السنة والجماعة يؤمنون بأن الله تعالى مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله ولا يماثل استواء المخلوقين.
فإن سألت: ما معنى الاستواء عندهم؟
فمعناه العلو والاستقرار.
وقد ورد عن السلف في تفسيره أربعة معاني:
الأول: علا، والثاني: ارتفع، والثالث: صعد، والرابع: استقر ....
ودليلهم في ذلك: أنها في جميع مواردها في اللغة العربية لم تأت إلا لهذا المعنى إذا كانت متعدية بعلى) أ. هـ شرح العقيدة الواسطية (1/ 375)
والله أعلم
¥