ففي هذا البحث سوف ترى – إن شاء الله – فصولاً فيها تَبْيين لحال كثير من المبتدعة الذين فتنوا المؤمنين عما جاء به المرسَلون، وسوف ترى – بحول الله تعالى – قدر ضلال كل واحد منهم؛ فبقدر الضلالة منهم وفيهم يكون الضلال والإضلال، وهذا أيضاً بقدر ما تنزَّلت به عليهم الشياطين وعلى سابقيهم من الشُّبَه والدَّخن والدَّجل.
ولا تؤاخذني إذا رأيت الكثير من التّكرار في هذا البحث لبعض ما هُمْ عليه؛ ولكن فيه زوائد من الفوائد التي ربما خطرت على البال، فيكون لها مكان في المقال، ولولا أن هذا الكتاب الذي بين يديك كتاب تأصيلٍ؛ لزدتُّه بسطةً في التفصيلِ، والله المستعان وعليه التَّكُلان.
فاللهم إني أسألك بأنك أنت الله الواحد الأحد؛ لا شريك لك الصمد السَّيد الذي كمل سُؤدده؛ الذي تصمد نحوه القلوب بالرغبة والرَّهبة لكثرة خصال الخير فيك سبحانك، وكثرة الأوصاف الحميدة التي هي لك سبحانك، العالِم الذي كَمل عِلْمه، والقادر الذي كملت قدرته، والحكيم الذي كمل حكمه، والرحيم الذي كملت رحمته، والجواد الذي كمل جوده، سبحانك الذي اجتمعت فيك صفات الكمال، ونعوت الجلال؛ فلم يكن أحد كفواً لك، ذو العلوّ والعظمة والعزّة والعلم والقدرة والحياة والإرادة الكاملة، ذو الجلال والإكرام، ذو السمع والبصر والوجه والكلام على الحقيقة، ذو المشيئة والولاية والإحياء، ليس مثلك شيء في جميع نعوتك وأوصافك وأسمائك وأفعالك الكثيرة الثابتة لك على وجه الكمال الذي لا يماثلك فيها شيء، ولا سميّ لك، ذو العرش المجيد، الفَعَّال لما تريد، لا إله إلا أنت ترضى وتغضب وتحب وتبغض سبحانك، تَرى وسوفَ تُرى ويُشار إليك سبحانك، فسبحانك يا الله الذي ما طابت الجنة إلا بك، وما نُعِّم أهل الجنة بأكبر ما نُعِّموا وشُرِّفوا إلا بالنظر إلى وجهك الكريم، وسماع كلامك لهم وتسليمك عليهم، وخطابك لهم في يوم المزيد؛ اليوم الذي هو حقيقة الجنَّة ورأس نعيمها وأفضله على الإطلاق، فأسألك يا الله! القائم بتدبير السموات والأرض وما بينهما، الخالق لذلك كله، وربه ومليكه، الحي القيوم، القائم بنفسه المقيم لغيره سبحانك؛ أن تُرِنا الحقَّ حقاً بقوّته وبدليله وبنوره وبصفائه وبضيائه وبعدله؛ وترزقنا اتِّباعه، وأن ترنا الباطل باطلاً بضعفه وبافتقاره وبظلمته وبكدرته وبظلامه وبظلمه؛ وترزقنا اجتنابه، وصلى الله على نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد وعلى آله المتَّبِعين له وعلى صحبه الأمناء على نشر رسالته، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم القيامة.
ثم اعلم أخي المسلم! أن هذه الرسالة ما أريد فيها إلا أن أنقض البدعة؛ لتكون كلمة السلف هي العليا، وكلمة المبتدعة السُّفْلى، وأَبْني السُّنةَ في قلوب الناس حتى تكون أساس، وأهدم البدعة عن أعمال الناس حتى تكون خنّاس، بل وحتى تكون السنة هي قرة عين كل موحِّد، وسُخْنَة عين كل ملحد، والله من وراء القصد، وهو مولاي، فنعم المولى ونعم النصير.
(((إِنْ أُرِيْدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيْقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنيْب)))
وكتبه:
أبو ماجد أحمد بن عبد القادر تركستاني
عفا الله عنه وعن والديه
المدينة النبوية 1424هـ
ـ[حامد تميم]ــــــــ[17 - 11 - 06, 10:45 م]ـ
"الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
من المصائب أن يضيع عمرك وأن ترد على مفتر لا قيمة لوقته، ولا ينظر إلى أثر عمله، يؤلف التآليف ويخلط بها الغث بالسمين ويسود الورق.
منذ فترة اطلعت على كتاب ضخم من القياس الكبير في جزأين تجاوزت أوراقه (700) اسمه "الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية" للمؤلف السوري "يوسف خطار محمد" فأخذت أقلب بالكتاب ويشهد الله العظيم أنني وبعد النظر في الصفحة الأولى للكتاب والفهرس، وفي أول ورقة وقعت عليها وجدت الكاتب "يوسف خطار محمد" يكتب مدافعاً عن ابن عربي وناقلاً عن الحافظ ابن حجر في مدح لابن عربي النص التالي:
¥