[الأدب مع الله وقصة أم أبي هريرة رضي الله عنه]
ـ[إبراهيم أبولوحجي علم اليقين]ــــــــ[03 - 11 - 09, 02:20 م]ـ
] الأدب مع الله
أعلى المراتب الخلق مع الله, سبحانه وتعالى-، والعاقل من يكون خلقه وأدبه مع الله تعالى وهو أصل كل أدب، بل لانتصف أحد بأب إن عدم "الخلق مع الله" وهذا الأدب يشمل: القلب واللسان، والأركان.
ومن أعظم مظاهر سؤ الأدب مع الله في الأفعال: المجاهرة بالعصيان، ومحاربة الرحمن، ورد أمر الله إتباعا لأمر الهوى والشيطان ومن ذلك: سماع الكذب، وأكل السحت. قال العلامة ابن قيم الجوزية، رحمه الله: والأدب ثلاثة أنواع:-
1 - أدب مع الله سبحانه وتعالى
2 - وأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرعه
3 - وأدب مع خلقه.
ومقامات الأدب الله سبحانه كثيرة جدا ومنها: مقام المراقبة: بدوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه. قال تعالى:" وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير" (الحديد:4) قال الشاعر:
وإذا خلوت بريبة في ظلمة ## والنفس داعية إلي الطغيان
فاستحيي من نظر الإله وقل لها ## إن الذي خلق الظلام يراني
عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة، بيضا، فيجعلها الله هباء منثورا. أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله،انتهكوها".
من أدب الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام مع الله سبحانه.
من أدب الرسول صلي الله عليه وسلم: إن القلم ليعجز أن يكتب عن أدب النبي صلي الله عليه وسلم، فحياته كلها أدب من المولد حتى الممات. وزكى الله لسانه وصدره وفؤاده وخلقه’ ومن جميل ما ذكر في تفسير قول الله تعالي: ما زاغ البصر وما طغى " (النجم:17)
ووصفه في كتابه’ فقال: "و إنك لعلى خلق عظيم" (القلم:4). بمعني أنه عظيم في خلقه مع ربه عظيم في تعامله مع عموم الناس مع من آمن به’ أو كفر عظيم في كل موقف من مواقف حياته’ وفي كل نوع من أنواع الأخلاق.
من أدب إبراهيم عليه السلام: قال الله تعالى علي لسان إبراهيم عليه السلام: "الذي خلقني فهو يهدين* والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين" (الشعراء:78 - 80) فإبراهيم عليه السلام أضاف المرض إلي نفسه’ وإن كان المرض والشفاء كله من الله’ استعمالا لحسن الأدب مع ربه سبحانه وتعالى.
من أدب يوسف عليه السلام: قوله عندما خرج من السجن عندما رفع أبويه على العرش قال:" وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن" (يوسف:100) ولم يضف سبب وقوعه في السجن إليه’ وإنما ذكر إحسان الله إليه.
وأمثال هذه الأخلاقية كثيرة جدا عند أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام أجمعين.
ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله تعالي إلا بثلاثة أشياء:-
1 - المعرفة بأسمائه وصفاته.
2 - المعرفة بدينه وشرعه’ وما يحب وما يكره.
3 - أن تكون له النفس مستعدة ومتهيئة لقبول الحق علما وعملا وحالا.
من الأدب مع الله عز وجل.
فالأدب مع الله سبحانه يقتضي توحيده وتعظيمه سبحانه وإطاعة أوامره’ ونواهيه’ والحياء منه’ وهذا يشمل القلب واللسان والأركان.
ومن أمثلة ذلك:
1 - تلقي أخبار الله سبحانه بالتصديق: بحيث لا يقع عند الإنسان شك أو تردد في تصديق خبر الله تبارك وتعالي لأنه هو أصدق القائلين.
2 - حسن الخلق مع الله عز وجل: بأن يتلقي الإنسان أحكام الله بالقبول والتنفيذ والتطبيق فلا يرد شيئا من أحكام الله.
3 - تلقي أقدار الله تعالي بالرضا والصبر: يعني سرور النفس بما يصيب الإنسان من خير أو شر’ أو حلو أو مر’ أو يفوته من الله سبحانه.
4 - التوجه إلي الله سبحانه بالدعاء: هو طلب ما ينفع الداعي’ و طلب كشف ما يضره’ ودفعه.
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال’ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من لم يسأل الله’ يغضب عليه".
وقد أحسن الناظم بقوله:
الله يغضب إن تركت سؤاله ## وتري ابن آدم حين يسأل يغضب
وللدعاء آداب وفضائل كثيرة، منها: آداب قبل الدعاء وخلاله وبعده، وآداب عند الدعاء’ وآداب بعد الدعاء.
الأدب مع القرآن الكريم
¥