تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التفويض في الصفات وحقيقة مذهب السلف (الجزء الأول: المبحث التأصيلي)]

ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[12 - 12 - 09, 10:26 م]ـ

التفويض في الصفات وحقيقة مذهب السلف

بعيدا عن التزوير والتمويهات

(الجزء الأول: المبحث التأصيلي)

الحمد لله الذي مَنّ على هذه الأمة بخير صحب، وحفظ بهم دينه لمن أقبل عليه ورغب، وجعل السلامة والعافية في ركبهم آمَنِ رَكْب.

والصلاة والسلام على نبيه وخليله محمد، أشرفِ وأطهرِ من دعا وأرشد وخطب.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ما قام طِرْف وأكرم وحيا ورحّب.

أما بعد:

فهذا هو الجزء الأول من مبحث التفويض الذي عكفت على تحضيره منذ أشهر، وقد اعترضتْني فيه عدة مشاغل أخّرتْه عن النشر، ولا زالت بعض المشاغل تعترضني، منها سفري في هذا اليوم راجعا إلي بلدي.

فرأيت أن أستعجل بإخراج ما هو شبه جاهز منه حرصا والله على الفائدة لما يستقبلني من أمر الانشغال بأهلي وانتقالي إلى مسكن غير الذي كنت أسكنه قبل السفر.

فرأيت أن أطرح في هذا الموقع المبارك ما اقترب من التمام من الجزء الأول مع مراجعتي له مراجعة غير دقيقة ومع بقاء جزء مهم متمم سألحقه بهذا الجزء لاحقا بإذن الله

وهذا الجزء الأول يمثل مقدمة في الرد على أهل التفويض وجعلتها مقدمة تأصيلية وسيعقبه الجزء الثاني وهو مبحث جدلي في كشف تحريفات وتزويرات صاحب كتاب:

" القول التمام بإثبات التفويض مذهبا للسلف الكرام "

ذلكم الكتاب الذي غلط فيه جماعة من المنتسبين إلى العلم غلطا فاحشا على مذهب أهل السنة والجماعة المتبعين للسلف الصالح من سلف هذه الأمة وغمزوا بهم ولمزوا وطعنوا وسفهوا وحرصوا على تشويه الحق الذي عليه هذه الطائفة ولا أريد الآن أن استعجل في كشف هذا ولا أن أكثر من الدعاوى.

لكني أُعْلِم من لم يطلع على هذا الكتاب أو من اطلع عليه ممن لم يدرس هذا الباب حق الدراسة أن الكتاب المذكور والله وتالله وبالله لَمِنَ الهزالة والضعف والبعد عن أصول العلم ما يستغربه كل صاحب علم وبصيرة!!

ولأجل هزالته فضلت أن أُأَخر نقده، لأنه سيصرفني عن أصل الموضوع لكثرة ما اشتمل عليه من خلط علمي سيء، وفضلت أن أشتغل بأصل الموضوع فهذا أقرب للصدق في النقد وأنفع بلا شك للخلق، ولأنه من تقديم ما حقه التقديم ولن يصرفني عن تحضير الجزء الثاني وهو الخاص بملاحقة هذه الطائفة المخالفة للحق إلا قدر رب العالمين.

لا أريد أن أطيل بهذه المقدمة فلقد أزف الترحل وضاق بي الوقت جدا لكني أنبه إلى أن فصلا من أهم فصول هذا الجزء التأصيلي يكاد يجهز سأتبع إلحاقه به وهو يتعلق بتحديد معاني الصفات وضوابطها، إضافة إلى مادة طيبة من أقوال السلف وأهل العلم فاتني إضافتها للفصول المثبتة في هذا الجزء سألحقها في فرصة قريبة بإذن الله

وأعتذر للقارئ على هذا الاستعجال الذي حرمني ترتيب هذا الجزء والتدقيق في إخراجه لكني أعده بفعل هذا قريبا بإذن الله

قبل الولوج أذكر بخلاصة مذهب السلف في الصفات:

فهم يثبتون من صفات الله كل ما جاءت به نصوص الكتاب والسنة لا يفرقون بين صفات دون صفات فكل ما جاءت به النصوص من ذلك فهو مثبت عندهم إثباتا حقيقيا صادقا لا كذب فيه ولا تمويه من غير تحريف أو تأويل أو تعطيل ومن غير تشبيه أو تكييف أو تمثيل

فهم يثبتون كل صفة بمعناها الظاهر من النص وعلى ما يتبادر منها من فهمٍ في لغة العرب

فالمعنى لغة هو المفهوم من ظاهرِ اللفظِ والذي تصِلُ إليه بغيرِ واسِطَة

كما عرفه المتخصصون من أهل العلم.

ولتتضح هذه الخلاصة أقول:

الإثبات هو:

ـ اعتقاد أن ظاهرها مراد

ـ اعتقاد أن الصفة المذكورة في ظاهر اللفظ هي على حقيقتها وهذا توضيح للفقرة السابقة

ـ اعتقاد أن معناها الظاهر معلوم لنا.

ـ اعتقاد أن لها كيفية وإن جهلناها

وباختصار نحن نثبت أي معنى للصفات جاءت به النصوص أو جاء عن السلف ولو كان بعضا من معنى الصفة

أما التكييف فهو وصف دقيق أو مفصل أو تام للصفة.

والتشبيه هو وصف للموصوف بصفة الغير إجمالا

والتمثيل هو وصف للموصوف بصفة الغير تفصيلا

والتعطيل نفي حقيقة الصفات المثبتة في النصوص عن الله

أما مباحث هذا الجزء فهي كالتالي:

ـ تقرير السلف لمبدإ إثبات معاني الصفات المنافي لتفويضها.

ـ تطبيقات الصحابة في ذلك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير