[حول شروط لااله الاالله وتحقيق التوحيد؟؟!]
ـ[احمد بن احمد بن عبدالله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 09:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن واله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم اما بعد فالسؤال اخوانى عن مسائل ثلاث
اولها ماهى الشروط الواجب توفرها فى حق المسلم ليكون موحدا محققا لللتوحيد ناجيا من عذاب الله فماهى الشروط اللازمة لتحقيق التوحيد؟
ثانيا هذه الشروط كيف يتم تحقيقها علميا وعمليا وماهى اعمال القلوب المطلوبة لتحقيقها وهل الكفر بالطاغوت هو الشرط الثامن لتحقيق التوحيد مع تتابع الائمة على ايراد الشروط السبعة لتحقيقها
ثالثا ماهى اوصاف القلب السليم الذى ينجو بصاحبه يوم القيامة؟
ارجو التفصيل فى جواب السؤال لاهمية وخطورة الموضع مع ذكر امثلة وجزاك الله خير
ـ[سلطان بن عبيد العَرَابي]ــــــــ[09 - 11 - 09, 07:57 م]ـ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله وبعدُ
فتحقيق التوحيد يكون بتحقيق شروط شهادة أن لا إله إلاَّ الله
عالماً بمعناها وعاملاً بمقتضاها وتحقيق شهادة أن محمداً رسول الله بطاعته e فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر
وبهذا يكون المسلمُ مُحقِّقاً للتوحيد ومجتنباً لما يُضاده وهو الشرك
قال شيخ الإسلام – رحمه الله – في تحقيق التوحيد: (وتحقيق إخلاص الدين كله بحيث لا يكون العبد ملتفتا إلى غير الله ولا ناظرا إلى ما سواه, لا حبا له ولا خوفا منه ولا رجاء له بل يكون القلب فارغاً من المخلوقات خاليًا منها لا ينظر إليها إلاَّ بنور الله فبالحق يسمع وبالحق يُبصر, وبالحق يبطش, وبالحق يمشى, فيحب منها ما يحبه الله ويبغض منها ما يبغضه الله, ويوالى منها ما والاه الله, ويعادى منها ما عاداه الله, ويخاف الله فيها ولا يخافها في الله, ويرجو الله فيها ولا يرجوها في الله فهذا هو القلب السليم الحنيف الموحد المسلم , المؤمن العارف المحقق الموحد بمعرفة الأنبياء والمرسلين وبحقيقتهم وتوحيدهم)
مجموع الفتاوى 10/ 222
وقد ذكرها أهل العلم في كتبهم شروط لا إله إلاَّ الله، وكلامي هذا كله منقول
قال الشيخ حافظ الحكمي في منظومته سلم الوصول:
العلم واليقين والقبولُ ***** والانقياد فادر ما أقولُ
والصدق والإخلاص والمحبة ***** وفقك الله لما أحبَّه
1 - الشرط الأول: العلم؛ فلكل شيء حقيقة ولكل كلمة معنى، فينبغي عليك أولاً أن تعلم معنى كلمة التوحيد لا إله إلا الله. . تعلم ذلك يقينًا منافيًا للجهل، إذ يُراد بها نفي الألوهية عن غير الله وإثباتها لله وحده، ولذلك قال سبحانه: فاعلم أنه لا إله إلا الله، وقال: ((من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)).
2 - الشرطُ الثاني: اليقينُ الذي ينافي الشك، ومعنى ذلك أن تستيقن يقينا جازما لا يداخله أي شك أو تردد بمدلول كلمة التوحيد، لأنها لا تقبل شكاً ولا ارتياباً ولا ظناً، فقد جعل الله تعالى هذا اليقين علامةً على الإيمان فقال:
إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون.
3 - الشرطُ الثالثُ: القبول فإذا علمت وتيقنت فينبغي أن يكون لهذا العلم أثره، فيدفعك إلى القبول لما تقتضيه هذه الكلمة وتطلبه منك بالقلب واللسان، فمن رد هذه الكلمة ولم يقبلها كبراً أو حسداً فإنه يكون كافراً، فقد قال الله تعالى عن الكفار: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أإنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون}. أما المؤمنون الذين قبلوها فلهم النجاة عند الله وعداً منه ولا يخلف الله وعده: {ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقاً علينا ننج المؤمنين}.
4 - الشرط الرابع: الانقياد لما تطلبه منا من الطاعة والالتزام انقيادا تاماً، وذلك هو المحل الحقيقي والمظهر العمل للإيمان، ويحصل بأن تعمل بما فرضه الله عليك وأن تترك ما حرمه الله تعالى عليك، وعندئذ يتحقق الإيمان، فقد أقسم الله تعالى بذلك فقال {فلا وربك. . .} وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)).
5 - الشرط الخامس: أن يقولها الإنسان صادقاً من قلبه، ليبتعد بذلك عن الكذب والنفاق، فإن المنافقين يقولونها بألسنتهم ولا يطابق هذا ما في قلوبهم: {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم}. وفي الصحيحين من حديث معاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: ((ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرَّمه الله على النار)).
6 - الشرط السادس: المحبة، بأن يحب المرء هذه الكلمة والعمل بمقتضاها، ويحب أهلها المطيعين بها والعاملين بها، ومن أحب شيئا من دون الله فقد جعله نداً لله وشريكاً: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله}. ومتى استقرَّت هذه الكلمة عقيدةً في القلب فإنه لا يعدلها شيء فقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)).
7 - الشرط السابع:الإخلاص؛ فهذه الشروط كلها لا تنفع وحدها ما لم يتحقق سبب القبول عند الله تعالى وهو الإخلاص لله تعالى؛ أي صدق التوجه إلى الله تعالى وتصفية القلب والعمل بصالح النية عن كل شائبة من شوائب الشرك وألوانه، وقد تواردت الآيات في ذلك، {فمن كان يرجو لقاء ربه}.
وفي الحديث عن عتبان بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل)).
هذه إجابة مختصرة عن السؤال الأول