[أدب العالم والمتعلم وقصة أربع دعوات.]
ـ[إبراهيم أبولوحجي علم اليقين]ــــــــ[10 - 12 - 09, 03:35 م]ـ
أدب العالم والمتعلم
من هم العلماء؟ العلماء: هم أئمة الدين، والفقه، وأهل الذكر العاملون بالخير من أهل السنة والجماعة علي هدى وبصيرة ونور من ربهم.
كيف يعرف العالم؟ يعرف العالم الرباني برسوخه في العلم الشرعي، وشهادة الشيوخ له بالعلم، وثناء الناس عليه، وتمكنه من دفع الفتن والشبهات، وجهاده، وخشيته، واستعلائه عن الدنيا.
التفريق بين العالم والمفكر والواعظ:-
ليس كل قارئ للعلوم الشرعية يعد فقيها، وليس كل من ملك مكتبة كبيرة من شتي الفنون، يعتبر إماما، ولا كل من تخصص في العلوم الإنسانية يكون عالما بالشريعة والفقه، فالقراءة، والوعظ، والبلاغة شيء، والفقه والاستنباط، ومعرفة أحكام النوازل شيء آخر.
فالمفكر- ربما الواعظ، لا يصدق فيهم مسمي العالم، و لا يصح أن يطلق عليهم علماء.
صفات العالم وأحواله:-
قال الإمام الآجري رحمه الله: " لهذا العالم صفات وأحوال شتي، ومقامات لابد له من استعمالها، فهو مستعمل في كل حال ما يجب عليه، فله صفة في طلبه للعلم كيف يطلبه، وله صفة في كثرة العلم إذا كثرة عنده ما الذي يجب عليه فيه فيلزمه نفسه، وله صفة إذا أفتي الناس كيف يفتي، وله صفة كيف يجالس الأمراء إذا ابتلي بمجالستهم، ومن يستحق أن يجالسه ومن لا يستحق، وله صفة عن معاشرته لسائر الناس ممن لا علم معه، وله صفة كيف يعبد الله عز وجل فيما بينه وبينه، قد أعد لكل حق يلزمه ما يقويه علي القيام به، وقد أعد لكل نازلة ما يسلم به من شرها في دينه، عالم بما يجتلب الطاعات، عالم بما يدفع به البليات، قد اعتقد الأخلاق السنية واعتزل الأخلاق الدنية.
أخلاق العالم
للعالم أخلاق وآداب يجب أن يتصف بها، وهي ما يعرف بسمت العالم وشمائله، ومنها:-
1 - التواضع:- والتواضع مصدر تواضع أي أظهر الضعة والتواضع: التذلل
أما في الاصطلاح:- إظهار لتنزل عن المرتبة لمن يراد تعظيمه و قيل هو تعظيم من فوقه لفضله.
قال تعالي:"واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين" (الشعراء:215). عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " إن الله أوحي إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد ولا يبغ أحد".
2 - الاعتراف بالعجز:- العجز لغة: التعب وسلب القوة.
أما في الاصطلاح:- القصور عن فعل شيء، وهو ضد القدرة.
قيل لخليل بن أحمد: بم أدركت هذا العلم؟ قال كنت إذا لقيت عالما أخذت منه وأعطيته. وليكن في ذاكرة الإنسان دائما قول الله سبحانه وتعالي: " و فوق كل ذي علم عليم". وقوله تعالي: " و ما أتيتم من العلم إلا قليلا".
3 - اقتضاء العلم العمل:- حلية العالم عمله بما يعلم، " وليس يغدو عالما من لم يكن بعلمه عاملا". ويقبح بالعالم مخالفة قوله فعله. قال تعالي: "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون" (البقرة: 44).
4 - اجتناب قول ما لا يفعل:- علي العلم أن يجتنب أن يقول ما لا يفعل، ولا يجعل قول الشاعر هذا:
اعمل بقول وإن قصرت في عملي ## ينفعك قولي و لا يضررك تقصيري
من قال ما لا يفعل فقد مكر، ومن أمر بما لا يأتمر فقد خدع، ومن أسر غير ما يظهر فقد نافق. وقد روي عن النبي صلي الله عليه وسلم: أنه قال:" المكر والخديعة في النار".
5 - عدم البخل بالعلم: من سؤ الخلق البخل بالعلم، والجود بالعلم أسمى من الجود بالمال، لأن شرف العلم أسمى من شرف المال، ومن بخل بعلمه وكتم ما عنده، فقد ظلم نفسه، وباء بالخسران المبين.
قال تعالي:" وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه" (آل عمران-187). ومن جود الإنسان بالعلم: أنه لا يقتصر علي مسألة السائل، بل يذكر له نظائرها ومتعلقاتها ومأخذها، بحيث يشفيه ويكفيه، وقد سأل الصحابة رضي الله عنهم النبي صلي الله عليه وسلم، عن المتوضئ بماء البحر؟ فقال:" هو الطهور ماؤه الحل ميتته" فأجابهم عن سؤالهم، وجاد عليهم بما لعلهم في بعض الأحيان إليه أحوج مما سألوه عنه.
6 - نزاهة النفس:- النزاهة لغة: التباعد، أما في الاصطلاح: اكتساب المال من غير مهانة ولا ظلم، وإنفاقه في المصارف الحميدة.
¥