تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يحدث أي تحكيم دولي يحتم إجراء استفتاء لسكان المدينتين لاختيار انتمائهم، بدأت إسبانيا سنة 1957 م بطريقة مكثفة عمليات توطين من الجانب الإسباني، و في المقابل تجري عملية ترحيل دائمة للسكان الأصليين حتى أصبح عددهم أقل من خمس العدد (سكان سبتة و مليلية). يعيشون في الأحياء الفقيرة و لا يخرجون منها،بل و لا يسمح لهم بإعادة بناء منازلهم البعيدة في شكلها عن المباني الحديثة، ممنوعة حتى من طرق الصرف المائي الحديث، يعيشون الفقر و الجهل و البطالة الدائمة، كما أن الحكومة تسرب و تسهل فيها الإدمان و المتاجرة بالمخدرات، و على الرغم من كل هذه الظروف يحاول السكان الأصليين تخليص أرضهم من الإسبانيين، كما حدث في أفريل إلى غاية أوت 1975 م، حيث ظهر عصيان كبير في مليلية لكن الحكومة تمكنت منه و اعتقلت 400 مغربي و هجرتهم مع عائلاتهم حيث لجئوا إلى تيطوان، و ظهر عصيان أخر في سنة 1986 م و في سنة 1987 م. و لامتصاص هذا الغضب أصدرت الوزارة الداخلية الإسبانية في 02 سبتمبر 1986 م قرارا بتعيين الشيخ عمر محمد دودوح زعيما للجالية الإسلامية في مليلية و مستشار لوزير الداخلية الإسبانية لشؤون الأقليات. لم ينقطع المغرب أبدا عن المطالبة السلمية باسترداد مدينتي سبتة و مليلية و الجزر المحتلة، لكن إسبانيا تردد دائما أن لها حق امتلاك الجيوب بحجة الاستيلاء عليها غزوا أولا، و أنها عززت هذا الواقع بمعاهدات و اتفاقيات مع المغرب ثانيا، و من أبرز تصريحات الملك الحسن ما أعلنه في ندوة صحفية 07 مارس 1986 م «إن المغربي هو الذي يحرر بلده و إن الأرض مغربية و المغرب هو الذي يحررها، يؤكد أننا نريد أن نسترجع سبتة و مليلية بالطرق السلمية قبل أن يتطور الأمر أكثر من ذلك». نظرية صدام الحضارات: تفترض أن الحضارات تتصادم بالضرورة، الأمر الذي يتعارض مع توجيهها نحو حضارة عالمية واحدة، إلا إذا قضت حضارة بعينها على كل الحضارات الأخرى و أصبحت هي وحدها قائمة على سطح كوكبنا، و تنجح دون منازع في فرض هيمنتها على العالم. لقد كان سقوط حائط برلين سنة 1986 م ثم انهيار الإتحاد السوفياتي سنة 1991 م بداية النهاية لنظام عالمي ثنائي القطبية، وصفه المفكر الأمريكي فرنسيس فوكوياما (من أصل ياباني) بنهاية التاريخ، حيث تتغلب أمريكا و الرأسمالية على العالم إلى نهايته، غير أن الصراعات استمرت فظهرت نظرية صراع الحضارات التي تضع الحضارة اليهودية المسيحية في طرف، و الحضارة الإسلامية و البوذية و الكونفوسيوشية (الكونفوسيوش: رجل عادي ظهر في القرن 04 م) «الصين» تأكيدا على التقابل الشهير بين حضارة الغرب و الشرق، و تكرارا لمقولة الاستعمار التقليدية (الغرب غرب و الشرق شرق و لن يلتقيا). تخص هذه النظرية الإسلام بالذات الذي أصبح العدو الأول لأمريكا و الغرب بعد سقوط الشيوعية في الإتحاد السوفياتي، لقد كان المستشرق برنارد لويس أول من طرح فكرة صدام الحضارات في مقال معنون «بجذور الغضب الإسلامي» في سبتمبر 1990 م لكن صاموائيل هنتانغتون نشر الفكرة و جعلها نظرية بل قاعدة نشرها في مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية في سنة 1993 م، ثم طورها لاحقا في كتاب شهير حمل عنوان «صدام الحضارات» و ذلك في سنة 1996 م و من بين ما جاء فيه: «إن العالم منقسم إلى قطاعين، قطاع غربي و قطاع يضم أطراف أخرى على أن يوافق أتباع هذه الحضارات على بعض أنماط الاستهلاك الشعبي الغربي و الاقتصاد الرأسمالي، لا يعني أن هؤلاء يحترمون القيم الغربية» و الإسلام و العالم الإسلامي يقلقان، يقول هنتانيغتون: «عند هؤلاء يكمن الخلل، إذ أن خصائصهم الثقافية لا تتوافق مع الأفكار الفلسفية الغربية مثل الديمقراطية و الحداثة و حقوق الإنسان، إن هذا الإختلاف هو الذي يولد الحرب» وفي نص آخر: «لدى المسلمين معدلات نمو سكاني مرتفعة جدا يتميزون بالإرهاب و الأصولية و الهجرة و التمرد و يملكون ثروات طبيعية هائلة و صواريخ بعيدة المدى و قادرون على التسلح النووي و الكيميائي، و يمكن أن يصبح العالم الإسلامي منافسا خطيرا يهدد المصالح الغربية». و في قول آخر: «إن الصراعات تتولد عبر خطوط الصدع الثقافي أي عند الخطوط التي تتجابه عندها الثقافات المتناقضة و لذا يجب أن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير