وقال (3/ 1091): (وفي العشر الآخرة من هذا الشهر توفي يحيى بن حسين بن المؤيد بالله محمد بن القاسم بعد عوده من الحج بجهة شهارة، وكان المذكور له بعض معرفة بعلم النحو، وكان جارودياً في عقيدته، متحاملاً على الصحابة رضي الله عنهم، غالياً في الرفض لهم، محترقاً داعية، وكان جماعاً لكتب المثالب فيهم، مطرحاً لكتب المناقب، مبالغاً في إحصاء عثراتهم، معرضاً عن فضائلهم، آخذاً للمثالب من كتب الرافضة والكذابين، مثل كتاب المناقب والمثالب لأبي حنيفة محمد بن النعمان الرافضي الإسماعيلي العبيدي قاضي العبيدية الذي كان بمصر أيام العبيدية، وهو من الرافضة الباطنة، ومن كتب غيره من الرافضة، وكان يطعن في مذهب الهدوية والمعتزلة وأهل السنة وينتصر للإمامية، ويدَّعي أن زيد بن علي رحمه الله كان رافضياً سباباً للصحابة، وحاشاه من ذلك، فإنه متواتر عنه خلافه، بل كان بسببه رفض الرافضة له وترك بيعته؛ لأنهم كانوا طالبوه بالكوفة لما وصل إليها أن يتبرأ من المشايخ، فامتنع، وأملى فيهم حديث الرافضة المشهور، وهذا ظاهر عنه في جميع كتبه ـ رحمه الله ـ، وفي التواريخ لا يمكن رده، وطُمس من مجموع الفقه الكبير له بعض مسائله، مثل: مسألة إمامة قريش، وما ذكره في الأصول، وذمه للقدرية، وإثبات المشيئة لله، وغير ذلك، فلا قوة إلا بالله).
تنبيهات
1 - أفادني أخي الشيخ محمد الغانم – وهو يعمل على رسالة جامعية عن " الزيدية " وعقائدهم - بقول إمامهم المنصور بالله عبدالله بن حمزة – كما نقله ابن حابس الصعدي في كتابه " الإيضاح شرح المصباح المشهور بشرح الثلاثين مسألة " (ص 336 – 337) -:
(إن الزيدية على الحقيقة هم الجارودية، ولا نعلم في الأئمة عليهم السلام بعد زيد بن علي عليه السلام من ليس بجارودي، وأشياعهم كذلك). وهذا اعتراف منه يشهد لما ذكره يحيى بن الحسين – رحمه الله – عنهم - كما سبق -.
2 - أجاد الأستاذ عبدالرحمن المعلمي محقق كتاب " الإيضاح لما خفا .. " في رده (ص 83 – 84) على الزيدي المعاصر المتعصب: عبدالسلام الوجيه، الذي اتهم يحيى ابن الحسين بأنه غير ثقة في تواريخه!! " كما في كتابه " أعلام المؤلفين الزيدية " (ص 1111 - 1118) ".
3 - يُستغرب طباعة الدكتورة أمة الغفور تحقيقها لتاريخ يحيى بن الحسين السابق " بهجة الزمن .. " لدى مؤسسة الإمام زيد بن علي! وهي مؤسسة أخذت على عاتقها نشر كتب الزيود الجارودية، رغم مافيها من انحرافات عن السنة، ونيل من الصحابة رضي الله عنهم. ولهذا حاولوا – هداهم الله - التشغيب على يحيى بن الحسين، بقولهم في مقدمة الكتاب: (1/ 9): (ورغم إشارة الباحثة إلى موضوعيته ودقته في نقد بعض علماء عصره، إلا أنا نخالفها الرأي في بعض ما استشهدت به على موضوعيته في نقده لمعاصريه، ففي بعض ما أورده الكثير من التحامل والتجني، يتضح ذلك في نقده لبعض الشخصيات، كالحافظ أحمد بن سعد الدين، وعشرات ممن ترجم لهم)!
وقولهم (1/ 10 – 11): (ونقول: لقد كان ميل يحيى بن الحسين عن مذهبه واضحاً، وكان سنياً أكثر من كونه زيدياً، وبالتالي لم يهتم علماء الزيدية بمؤلفاته في غير التاريخ والتراجم، وبقيت في معظمها مسودات بقلمه، أما الباحثة فتسرد إهمال المؤرخين لترجمته قائلة: "ولعل ذلك يعود إلى ما ذهب إليه الشوكاني وهو: ميله إلى العمل بما في أمهات الحديث ورده على من خالف النصوص الصريحة". وفي كلام الشوكاني من التصريح ما فيه، وقد أوردناه في هذه العجالة للتنبيه فقط،، وكي لا تؤخذ آرائه وأحكامه واجتهاداته في بعض القضايا الأصولية والفرعية ونظرته إلى الزيدية على أنها آراء جماهير علماء الزيدية ومذهبها، مع التأكيد على أن المؤرخ يحيى بن الحسين اعتمد في بعض ما أورده على أسانيد وروايات ضعيفة لا يغني عن الحق والصواب أوردها كمسلمات وحكم على بعضهم بموجبها)!!
فلعل الدكتورة – وفقها الله – تُعيد النظر في نشر الطبعات التالية من تحقيقها القيّم لدى هذه المؤسسة المتعصبة، وتحيله إلى دار نشر سنية. ولعل أصحاب مؤسسة زيد ينتهون عن نشر ما يخالف السنة، ويعودون إلى مذهب زيد بن علي – رحمه الله – الحقيقي.والله الهادي.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - 12 - 09, 09:27 ص]ـ
غلاف كتاب يحيى بن الحسين - رحمه الله -
http://img195.imageshack.us/i/72253399.jpg/
http://img46.imageshack.us/i/43591154.jpg/
ـ[أبوصفوان السيناوي]ــــــــ[17 - 12 - 09, 12:40 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الإيجاز يا أخ سليمان
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 12:36 ص]ـ
الأخ الكريم: أبا صفوان: وجزاك ربي خيرًا وبارك فيك ..
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 06:31 م]ـ
جُزيت خيراً يا شيخ سليمان
واذكر سليمان الخراشي إنه ... كالسيف في وجه الضلال مهند
أنا-يا شيخ - أرى الترفق بالزيدية لكسبهم لصفنا خصوصاً في هذه المرحلة التي يكاد مذهب الإثني عشرية أن يخترقهم، وحتى أيضاً لا يتخذوا شدة أهل السنة معهم مبررا لجنوحهم إلى الإثني عشرية الذين يهشون ويبشون لهم ليستعملوهم خنجراً في ظهر أهل السنة في الجزيرة العربية ..
مع أن كتب الإمامية الإثني عشرية تطفح بتكفير الزيدية وحتى تكفير زيد إن كان دعى لنفسه الإمامة، والزيدية يعتقدون أنه دعى لنفسه بالإمامة ..