صلى الله عليه وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين، وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه أحمد بن حنبل نضر الله وجهه قائلون، ولما خالف فيه مجانبون لأنه الإمام الفاضل، والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال وأوضح المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين ورحمة الله عليه من إمام مقدم وكبير مفهم على جميع أئمة المسلمين.
جامع الرسائل (1
97 - 98)
و- ثناؤه عليه في إتباعه مذهب الإمام أحمد وأخذه عن الحنابلة
قال رحمه الله: فإن الأشعري أخذ السنة بالبصرة عن زكريا بن يحيى الساجي ,وهو من علماء أهل الحديث المتبعين لأحمد ونحوه ثم لما قدم بغداد أخذ ممن كان بها ,ولهذا يوجد أكثر ألفاظه التي يذكرها عن أهل السنة والحديث؛إما ألفاظ زكريا عن أحمد في رسائله الجامعة في السنة ,وإلا فالأشعري لم يكن له خبرة بمذهب أهل السنة وأصحاب الحديث ,وإنما يعري أقوالهم من حيث الجملة لا يعرف تفاصيل أقوالهم وأقوال أئمتهم, وقد تصرف فيما نقله عنهم باجتهاده في مواضع يعرفها البصير.
الفتاوى الكبرى (6
696)
وقال رحمه الله: لكن الأشعري ونحوه أعظم موافقة للإمام أحمد بن حنبل ومن قبله من الأئمة في القرآن والصفات , وإن كان أبو محمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث وأكثر تعظيما له ولأهله من غيره؛ لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى.
مجموع الفتاوى (4
19)
وقال رحمه الله: وكذلك أبو محمد بن حزم مع معرفته بالحديث وانتصاره لطريقة داود وأمثاله من نفاة القياس أصحاب الظاهر؛ قد بالغ في نفي الصفات وردها إلى العلم مع أنه لا يثبت علما هو صفة , ويزعم أن أسماء الله كالعليم والقدير ونحوهما لا تدل على العلم والقدرة , وينتسب إلى الأمام أحمد وأمثاله من أئمة السنة , ويدعي أن قوله هو قول أهل السنة والحديث , ويذم الأشعري وأصحابه ذما عظيما, ويدعي أنهم خرجوا عن مذهب السنة والحديث في الصفات.
ومن المعلوم الذي لا يمكن مدافعته أن مذهب الأشعري وأصحابه في مسائل الصفات أقرب إلى مذهب أهل السنة والحديث من مذهب ابن حزم وأمثاله في ذلك.
درء التعارض (3
28)
وقال رحمه الله: ولهذا كان القاضي أبو بكر بن الطيب يكتب في أجوبته أحياناً محمد بن الطيب الحنبلي كما كان يقول الأشعري إذ كان الأشعري وأصحابه منتسبين إلى أحمد بن حنبل وأمثاله من أئمة السنة، وكان الأشعري أقرب إلى مذهب أحمد بن حنبل وأهل السنة من كثير من المتأخرين المنتسبين إلى أحمد الذين مالوا إلى بعض كلام المعتزلة كابن عقيل وصدقة بن الحسين وابن الجوزي وأمثالهم.
جامع المسائل (1
216)
ز- ثناؤه عليه أنه أقرب إلى السلف وأهل الحديث من غيره.
قال رحمه الله: وهو دائماً ينصر في المسائل التي فيها النزاع بين أهل الحديث وغيرهم قول أهل الحديث، لكنه لم يكن خبيراً بمأخذهم، فينصره على ما يراه من الأصول التي تلقاها عن غيرها، فيقع في ذلك من التناقض ما ينكره هؤلاء هؤلاء، كما فعل في مسألة الإيمان.
مجموع الفتاوى (7
120)
ثناء شيخ الإسلام على الأشاعرة
أ- حرصه على تأليف القلوب بين الحنابلة والأشاعرة
قال رحمه الله: والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة, وأنا كنت من أعظم الناس تأليفا لقلوب المسلمين , وطلبا لاتفاق كلمتهم ,وإتباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله , وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة , وبينت لهم أن الأشعرى كان من أجل المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد رحمه الله ونحوه المنتصرين لطريقه كما يذكر الأشعرى ذلك فى كتبه.
وكما قال أبو إسحاق الشيرازى: إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة , وكان أئمة الحنابلة المتقدمين كأبي بكر عبد العزيز وأبى الحسن التميمى ونحوهما يذكرون كلامه فى كتبهم بل كان عند متقدميهم كابن عقيل عند المتأخرين, لكن ابن عقيل له اختصاص بمعرفة الفقه وأصوله , وأما الأشعرى فهو أقرب إلى أصول أحمد من ابن عقيل واتبع لها؛ فإنه كلما كان عهد الإنسان بالسلف أقرب كان أعلم بالمعقول والمنقول.
مجموع الفتاوى (3
228)
ب- ثناؤه عليهم في الجملة
¥