سَبْعُونَ فَائِدَةً مِنْ شَرْحِ نَوَاقِضِ الْإِسْلَامِ
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 10:46 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمُ
هَذِهِ فَوَائدُ قَيَّدْتُها مِنْ شَرْحِ نَوَاقِضِ الْإِسْلَامِ لِلْإِمَامِ الْمُجَدِّدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىَ، لِلْمَشَايِخِ الْأَفَاضِلِ: عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجَابِرِيِّ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّاجِحِيِّ، وَهِشَامٍ الْبِيلِي؛ حَفِظَهُمْ اللهُ تعالَى ونفعَ اللهُ بعُلُومِهِمْ، آمِين.
فَوَائِدُ مِنْ شَرْحِ الشَّيْخِ عُبَيْدٍ الْجَابِرِيِّ عَلَى نَوَاقِضِ الْإِسْلَامِ:
* فَائِدَةٌ 01: النَّواقضُ: جمعُ نَاقضٍ، والنَّقْضُ في الأصْلِ: حَلُّ المُبْرَمِ حِسًّا أو مَعْنًى؛ فالنَّقْضُ الْحِسِّيُّ: نَقضُ الحَبْلِ الْمَفتُولِ أو نَقْضُ الغَزْلِ، والنَّقْضُ الْمَعنَويُّ: نقْضُ المِيثَاقِ.
والْمُرادُ بنَواقضِ الإسْلَامِ: ما يَهدِمُ علَى الْمَرءِ إسلَامَه ويُضادُّ التوحيدَ بالكُلِّيَّة، ويَنقُلُ المرءَ مِن ملَّةِ التوحيدِ والإيمانِ إلى ملَّةِ الشِّرْكِ والكفرِ.
* فَائِدَةٌ 02: قَوْلُ الْإِمَامُ الْمُجَدِّدِ: (اعْلَمْ أَنَّ نَوَاقِضَ الْإِسْلَامِ عَشَرَةٌ) هو على سَبِيلِ الْمِثَالِ والتَّنبيه ولَيْسَ عَلَى سَبِيلِ الْحَصْرِ وَالاِسْتِقْصَاءِ.
* فَائِدَةٌ 03: بدَأَ الْإِمَامُ الْمُجَدِّدُ النَّواقِضَ بالشِّرْكِ لأَمْرَيْنٍِ:
1 – لأنَّ التَّحذِيرَ مِن الشِّركِ جاءَ مُقَارِنًا الدَّعْوةَ إلَى التَّوحِيدِ.
2 – لأنَّ الشِّرْكَ أعْظَمُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللهُ بهِ.
* فَائِدَةٌ 04: إذَا أُطْلِقَ الشِّرْكُ فهو الشِّركُ الأكبَرُ النَّاقلُ عن مِلَّةِ الإسلَامِ إلى ملَّةِ الكُفْرِ.
* فَائِدَةٌ 05: تَضَمَّن قولُ اللهِ تعالَى: (إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) ثلاثَةَ أُمورٍ:
1 – عَدَمُ مَغْفِرَةِ اللهِ الشِّرْكَ لِمَن ماتَ عليهِ؛ فهو لَيْسَ داخلًا تحتَ المشِيئةِ.
* وهَل هو شَاملٌ لأكْبَرِ الشِّرْكِ وأَصْغَرِهِ؟
والْجَوَابُ: نَعَمْ، هذَا الوعِيدُ عامٌّ في النَّوعَيْنِ مِن الشِّركِ؛ لأنَّ (أَنْ) وما دخَلَتْ عليهِ في تَأوِيلِ مَصدَرٍ، تقْدِيرُه: (إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ الشِّرْكَ) أيْ: لِمَنْ مَاتَ عليهِ.
2 – إخْبَارُ اللهِ برَحْمةٍ، وهي أنَّ ما عدَا الشِّرْكَ مِن الذُّنوبِ هو تحتَ المَشِيئةِ؛ فمَن لقِيَ اللهَ على كَبِيرةٍ -ولم يتُبْ منهَا- فهو تحتَ المَشيئَة، إن شاءَ اللهُ غفَر له وأدخلَهُ الجنَّةَ، وإن شَاء عذَّبهُ، وإن عذَّبَهُ لم يُخلِّدْهُ فيهَا.
3 – تَعْظِيمُ الشِّرْكِ، وتأكِيدُ الزَّجْرِ عنهُ؛ حتَّى يُجَانبَهُ المُسْلمُ، كما في خِتامِ الآيةِ: (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا).
* فَائِدَةٌ 06: [مِنَ] الفُروقِ بينَ الشِّركِ الأكبَرِ والأصغَرِ:
1 – الشِّرْكُ الْأَكْبَرُ ناقِلٌ عن الْمِلَّةِ، بخلَاف الأصْغَرِ.
2 – الشِّرْكُ الْأَكْبَرُ مُوجِبٌ للخلُودِ في النَّار لِمَن ماتَ عليهِ؛ وأمَّا الشِّركُ الأصغَرُ فلَيْسَ كذلكَ، ولكنَّهُ أكْبَرُ مِن الكَبائرِ.
* فَائِدَةٌ 07: اليهُودِيَّةُ والنَّصرَانيَّةُ ليسَتْ دِيَاناتٍ سَماويةً كما يقولُه بعضُ الْمُتَحَذْلِقَةِ المُتَفَلْسِفَةِ.
* فَائِدَةٌ 08: (مَن لَم يُكفِّر المُشْرِكِيْنَ أو شَكَّ في كُفْرِهِم أو صحَّحَ مذْهَبَهُم؛ كَفَرَ)؛ لأنَّه كذَّبَ القُرْآنَ والسُّنَّةَ وإجمَاعَ أهلِ الحقِّ مِن المُسْلِمِينَ؛ وهذَا مَعْلُومٌ مِن دِينِ اللهِ بِالِاضْطِرَارِ.
* فَائِدَةٌ 09: السَّلَفُ مُجْمِعون على التَّفْصِيلِ في مسْأَلَة الحُكْمِ بغَيْرِ ما أَنْزلَ اللهُ، وهو على النَّحوِ الآتِي:
* الْحُكْمُ بغيرِ ما أنزلَ اللهُ: كُفْرٌ، ولكنَّ الحاكمَ له حالَتانِ:
إِحْدَاهُمَا: أن يَفْعلَ ذلكَ جَاهلًا، فهذا يُعَرَّفُ.
ثَانِيهِمَا: أن يكُون عَالِمًا، وهذا لَهُ حالتَانِ:
¥