فَوَائِدُ مِنْ شَرْحِ كِتَابِ التَّوْحِيدِ لِلْعصيمِيِّ
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 09:58 ص]ـ
فَوَائِدُ مِنْ تَقْرِيرَاتِ الشَّيْخِ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعصيمِيِّ
عَلَى الْقَوْلِ السَّدِيدِ فِي مَقَاصِدِ كِتَابِ التَّوْحِيدِ لِلْعَلَّامَةِ ابْنِ سَعْدِيٍّ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هَذِهِ فَوَائِدُ قَيَّدْتُهَا مِنْ تَقْرِيرَاتِ الشَّيْخِ الْمُتَفَنِّنِ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعصيمِيِّ عَلَى الْقَوْلِ السَّدِيدِ فِي مَقَاصِدِ كِتَابِ التَّوْحِيدِ لِلْعَلَّامَةِ ابْنِ سَعْدِيٍّ، أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَنْفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِهَا.
* فَائِدَةٌ 01: مَوضُوعُ كِتابِ الْقَوْلِ السَّدِيدِ: هو بيَانُ موَاضِيعِ كِتَابِ التَّوْحِيدِ لِلْإِمَامِ الْمُجَدِّدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ.
وهذه المَوَاضِيعُ هي الْمُرادةُ بـ: (الْمَقَاصِدِ) في عُنوَانِ الكِتابِ.
* فَائِدَةٌ 02: التَّرْجَمَةُ: الجُمْلةِ التِي يُصَدَّرُ بها في تقَاسِيم الكتَابِ للدَّلالةِ على الْمَقْصُودِ؛ وسُمِّيَتْ كذلكَ لأنَّها تُتَرجِم عمَّا بعدَها؛ أي: تُبَيِّنُه على وَجْه الإِجْمالِ.
ومِن هُنا قِيل للأبْوَابِ: تَرَاجِمُ؛ لأنَّها تبيِّن ما بَعْدَها علَى وجْهِ الإجْمَالِ، فيُسْتدَلُّ بهذهِ الجُملةِ التِي جُعِلَت فِي صَدْرِ الكلَام علَى ما بَعْدَهُ.
* فَائِدَةٌ 03: تفَنَّن إمَامُ الدَّعوةِ في التَّراجمِ التِي عقَدهَا للدَّلالةِ علَى مقْصُودهِ مِن كتَابِ التَّوحِيدِ، بحَيْثُ ضاهَى في هذهِ التَّقاسِيمِ ما صنَعهُ الْبُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ؛ وقد قِيلَ: (إِنَّ فِقْهَ الْبُخَارِيِّ فِي تَرَاجِمِهِ)، وكذلكَ فإنَّ مقْصُودَ كِتابِ التَّوحيدِ هو فِي الأبوَابِ التي تَرجَم بها إِمَامُ الدَّعْوةِ رحمهُ اللهُ.
وقد أشَارَ إلَى هذا الشَّيْخُ سُلَيْمَانُ [بْنُ سَحْمَان] في قصِيدةٍ لهُ يَمدَحُ بِها كتَابَ التَّوحيدِ، قالَ فِيها:
وَانْظُرْ بِقَلْبِكَ فِي مَبْنَى تَرَاجِمِهِ ***** تَلْقَ هُنَالِكَ لِلتَّحْقِيقِ إِمْعَانًا
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 09:59 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 04: تَقْسِيمُ عُلُوِّ اللهِ إلى ثَلاثةِ أَقْسَامٍ: (عُلُوُّ الذَّاتِ، وَعُلُوُّ القَدْرِ، وَعُلُوُّ القَهْرِ)؛ فيه نَظرٌ، والمُختَارُ أنَّ العُلوَّ ينقَسِمُ إلى قِسْمينِ:
1 – عُلُوُّ الذَّاتِ.
2 – عُلُوُّ الصِّفَاتِ، وهو المُشارُ إلَيْهِ بـ: عُلُوِّ القَدْرِ.
أمَّا عُلُوُّ الْقَهرِ فإنَّه يرجِعُ إلى القِسْم الثَّانِي؛ فإنَّ مِن جُملةِ عُلُوِّ قَدْرِ اللهِ في صِفاتهِ أن يَكُونَ الرَّبُّ سُبحَانهُ عَالِيًا في قَهْرِهِ.
قَالَ الشَّيْخُ صَالِحٌ الْعصيمِيُّ:
عُلُوُّ رَبِّنَا لَدَى الثِّقَاتِ **** عُلُوُّ ذَاتِهِ مَعَ الصِّفَاتِ
أَمَّا عُلُوُّ قَهْرِهِ فَرُدُّوا **** لِسَابِقٍ إِذْ مِنْهُ يُسْتَمَدُّ
* فَائِدَةٌ 05: قسَّم العَلَّامَةُ ابْنُ سِعْدِيٍّ أحْكامَ الرَّبِّ جلَّ جلالهُ إلى ثلَاثةِ أقسَامٍ:
1 – أَحْكَامٌ شَرْعيَّةٌ.
2 – أَحْكَامٌ قَدَرِيَّةٌ.
3 – أَحْكَامٌ جَزَائِيَّةٌ؛ أيْ: ما يُرَتَّبُ مِن الجَزاءِ على العمَلِ بالثَّوَابِ والعقَابِ، والمَصِيرِ إلى الجنَّة والنَّارِ.
* وهذه القِسْمَةُ غيرُ مُنضَبطَةٍ؛ لأنَّ الأحْكَامَ الجزَائِيَّةَ تُردُّ إلى الأحكَامِ القدَريَّةِ؛ فإنَّ قدَرَ اللهِ سُبحَانهُ جَارٍ على العَبْدِ في الدُّنيَا والآخِرةِ، ومِن جرَيانِه فِي الآخِرةِ: جرَيَانُ الثَّوابِ والعِقَابِ ودخُولُ الجنَّةِ والنَّارِ.
فالمُخْتَارُ أنْ يُقالَ: إنَّ أحكَامَ الرَّبِّ تَنقَسِمُ إلَى قِسْمَيْنِ:
1 – أَحْكَامٌ شَرْعيَّةٌ؛ ومَحلُّها: الشَّرْعِ.
2 – أَحْكَامٌ قَدَرِيَّةٌ، ومَحَلُّهَا: القَدَرُ.
* فَائِدَةٌ 06: تَرْجمةُ (كِتَاب التَّوحيدِ) هي رَأْسُ ترَاجمِ كتَابِ التَّوحيدِ؛ ولهذَا اسْتَغْنَى بها الإمَامُ الْمُجَدِّدُ عن خُطْبةٍ.
¥