[سؤال عن معنى الجارحة]
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[23 - 11 - 10, 10:28 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
تناقشت مع أحد الأشاعرة فقال لي نحن أيضا نثبت الصفات لكن الفرق بيننا و بينكم (أي أهل السنة و الجماعة) أنكم تثبتون الجارحة مثال صفة اليد، قال نحن نثبتها (على حد قوله) و لكن لا نثبت الجارحة و لا نقول أن لله يد حقيقية.
من من الإخوة أو المشايخ يشرح لنا هذا الكلام؟ بارك الله في الجميع.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 10:41 م]ـ
الأشاعرة يؤولون صفة اليد بالنعمة هذا هو الإثبات عندهم
جاء في شرح السفارينية للعثيمين
هل خالف أحد من المسلمين في تفسير اليد بأنها اليد الحقيقية؟
الجواب: نعم،
خالف الأشاعرة وغيرهم من أهل التعطيل في إثبات اليد الحقيقية،
وقالوا: ليس لله يد حقيقية،
ومن أثبت لله يداً حقيقية فقد شبه الله بخلقه فهو كافر،
لو أثبت اليد الحقيقية لله أثبت أن الله جسم وأثبت أن له أبعاضاً وهذا حرام،
والله يقول: {فلا تضربوا لله الأمثال} (النحل 74).
وأنت إذا أثبت يداً حقيقية فقد ضربت له الأمثال، وقال: {ليس كمثله شيء} (الشورى 11).
وإذا أثبت له يداً حقيقية كذبت مقتضى هذا الخبر، وجعلت الله مثيلاً،
إذن ما المراد بها؟
الجواب: قالوا: المراد باليد النعمة.
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[28 - 11 - 10, 11:24 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كلامه خلطٌ وكذب، وجناية على أهل السنة والجماعة.
والجارحة يعني بها: يدًا كيد المخلوقين.
فقوله:
لكن الفرق بيننا و بينكم (أي أهل السنة و الجماعة) أنكم تثبتون الجارحة مثال صفة اليد
هذا الكلام باطلٌ محض، وهو مذهب المُشبّهة الممثلة، الذين يشبّهون صفات الله بصفات خلقه، وليس من مذهب أهل السنة والجماعة في شيء.
أهل السنّة والجماعة يثبوت أنّ لله يدًا، على الوجه الذي يليق به سُبحانه، من غير تكييف ولا تمثيلٍ ولا تأويل ولا تعطيل، فهي إذن: ليست كيد خلقه؛ بل على الوجه الذي يليق به سبحانه؛ فإن كان التباين بين المخلوقات في الصّفات ظاهرٌ = فالتباين بين الخالق والمخلوق أولى وأظهر، والتباين في الذات يُلزم التباين في الصفات، قال تعالى: (ليس كمثله شيء).
قال نحن نثبتها (على حد قوله) و لكن لا نثبت الجارحة و لا نقول أن لله يد حقيقية.
بل هُم لا يثبتونها على ظاهرها، ويؤولونها تأويلات باطلة دون دليل، بـ النعمة أو القدرة إلخ
وهذا التأويل = (تحريف) وليس إثباتا، بل هو تعطيلٌ عن المعنى الحقيقيّ اللازم إثباته.
فقوله إذن ظاهر التناقض.
والله أعلم.
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[28 - 11 - 10, 11:42 ص]ـ
قال شيخ الإسلام في الحموية ـ نقلاً عن أبي سليمان الخطابي في رسالته "الغنية عن الكلام وأهله" ـ قال رحمه الله:
["فإذا قلنا يد وسمع وبصر وما أشبهها فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه،ولسنا نقول: إن معنى اليد القوة أو النعمة ولا معنى السمع والبصر العلم، ولا نقول إنها جوارح ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل ونقول: إن القول إنما وجب بإثبات الصفات ; لأن التوقيف ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لأن الله ليس كمثله شيء، وعلى هذا جرى قول السلف في أحاديث الصفات" هذا كله كلام الخطابي.
وهذا الكلام الذي ذكره الخطابي قد نقل نحوا منه من العلماء من لا يحصى عددهم مثل أبي بكر الإسماعيلي والإمام يحيى بن عمار السجزي وشيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي صاحب " منازل السائرين " و " ذم الكلام " وهو أشهر من أن يوصف وشيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني وأبي عمر بن عبد البر النمري إمام المغرب وغيرهم] اهـ كلام شيخ الإسلام.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[28 - 11 - 10, 12:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
تناقشت مع أحد الأشاعرة فقال لي نحن أيضا نثبت الصفات لكن الفرق بيننا و بينكم (أي أهل السنة و الجماعة) أنكم تثبتون الجارحة مثال صفة اليد، قال نحن نثبتها (على حد قوله) و لكن لا نثبت الجارحة و لا نقول أن لله يد حقيقية.
من من الإخوة أو المشايخ يشرح لنا هذا الكلام؟ بارك الله في الجميع.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأفضل أن تسأله هو: ما معنى "الجارحة"؟
فقد يكون فهمه لمعنى الكلمة غير فهمنا نحن
فإذا أعطاك تعريفا للـ"الجارحة"، ناقشه في تعريفه ذاك.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[28 - 11 - 10, 12:48 م]ـ
للفائدة:
معنى الجارحة في اللغة:
قال ابن دريد (ت. 321 هـ) في "الاشتقاق":
وجَرَّاحٌ فعَّال
واشتقاقه من شيئين: إمّا من الجَرْح بالحديد، أو جارحٌ من الكَسْب.
يقالُ فلانٌ جارحةُ أهلِه، أي كاسبهم.
وبه سمِّيت جوارح الإنسان: يداه، وعيناه، ورجلاه، ولسانه، وأذناه، اللواتي يكسبن له الخيرَ أو الشرّ.
وجوارحُ الطّير والكلاب من هذا، لأنَّها كواسبٌ على أهلها. وهو معنى قوله جل وعزّ: " ومَا عَلَّمتم مِنَ الجوارح مكلِّبِين ".
والاجتراح: الاكتساب
وقال في "جمهرة اللغة":
وجَرَحْتُ الرجلَ أجرحه جَرْحاً، والجمع الجِراح والجُروح. وفلان جارِحُ أهلِه وجارحةُ أهلِه، إذا كان كاسبَهم.
وسُمِّيت الطير والكلاب جَوارحَ لأنها تَجْرَح لأهلها، أي تكسب لهم.
وجَوارح الإنسان من هذا لأنهن يَجترحن له الخير أو الشَّرَّ، أي يكتسب بهنّ، نحو اليدين والرجلين والأذنين والعينين. وفي التنزيل: {أم حَسِبَ الذين اجترحوا السَّيِّئات}، أي: اكتسبوا، والله أعلم.
¥