((وإذا كان هذا جسم – وهو السماء – علوها على الأرض بالذات فكيف من ليس كمثله شيء وعلوه على كل شيء بالذات كما قال تعالى (سبح اسم ربك الأعلى) وقد تكرر في القرآن المجيد ذكر الفوقية (يخافون ربهم من فوقهم) ... لان فوقيته سبحانه وعلوه على كل شيء ذاتي له، فهو العلي بالذات، والعلو صفته اللائقة به، كما أن السفول والرسوب والانحطاط ذاتي للأكوان عن رتبة ربوبيته وعظمته وعلوه. والعلو و السفول حد بين الخالق والمخلوق، يتميز به عنه هو سبحانه عليّ بالذات، وهو كما كان قبل خلق الأكوان، وما سواه مستقل عن الذات، وهو سبحانه العلي على عرشه، يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ثم يعرج الأمر إليه، فيحيي هذا، ويميت هذا، ويمرض هذا، ويشفي هذا، ويعز هذا ويذل هذا، وهو الحي القيوم، القائم بنفسه، وكل شيء قائم به.
فرحم الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) عبداً وصلت إليه هذه الرسالة، ولم يعاجلها بالإنكار، وافتقر إلى ربه في كشف الحق آناء الليل [وأطراف] النهار، وتأمل النصوص في الصفات، وتأمل بعقله في نزولها، وفي المعنى الذي نزلت له، وما الذي أريد بعلمها من المخلوقات؟، ومن فتح الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) قلبه عرف أنه ليس المراد إلا معرفة الرب تعالى بها، والتوجه إليه منها، وإثباتها له بحقائقها وأعيانها، كما يليق بجلاله وعظمته، بلا تأويل ولا تعطيل، ولا تكيف ولا تمثيل، ولا جمود ولا وقوف. وفي ذلك بلاغ لمن تدبر، وكفاية لمن استبصر، إن شاء الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) تعالى)).
وقال رحمه ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) تعالى وأثابه خيراً مبيناً أثر هذه العقيدة الطيبة في قلب المؤمن بها:
((العبد إذا أيقن أن الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) تعالى فوق السماء، عال على عرشه بلا حصر ولا كيفية، وأنه الآن في صفاته كما كان في قدمه، صار لقلبه قبلة في صلاته وتوجهه ودعاءه، ومن لا يعرف ربه بأنه فوق سماواته على عرشه؛ فإنه يبقى ضائعاً لا يعرف وجهة معبوده، ولكن لو عرف بسمعه وبصره وقدمه، وتلك بلا هذا [الإيقان] معرفة ناقصة، بخلاف من عرف أن إلهه الذي يعبده فوق الأشياء، فإذا دخل في الصلاة وكبّر؛ توجه قلبه إلى جهة العرش، منزهاً ربه تعالى عن الحصر مفرداً له، كما أفرده بقدمه وأزليته، عالماً أن هذه الجهات من حدودنا ولوازمنا، ولا يمكننا الإشارة إلى ربنا في قدمه وأزليته إلا بها، لأننا محدثون، والمحدث لا بد له من إشارته إلى جهة، فتقع تلك الإشارة إلى ربه، كما يليق بعظمته، لا كما يتوهم هو من نفسه، ويعتقد أنه في علوه قريب من خلقه، هو معهم بعلمه وسمعه وبصره، و إحاطته وقدرته ومشيئته، و ذاته فوق الأشياء، فوق العرش، ومتى شعر قلبه بذلك في الصلاة أو التوجه أشرق قلبه، واستنار، وأضاء بأنوار المعرفة والإيمان، وعكسته أشعة العظمة على عقله وروحه ونفسه، فانشرح لذلك صدره، وقوي إيمانه ونزه ربه عن صفات خلقه من الحصر والحلول، وذاق حينذاك شيئاً من أذواق السابقين المقربين، بخلاف من لا يعرف وجهة معبوده، وتكون الجاذبة [3] راعية الغنم أعلم بالله منه، فإنها قالت: ((في السماء))، عرفته بأنه على السماء، فإن ((في)) تأتي بمعنى ((على))، فمن تكون الراعية أعلم بالله منه لكونه لا يعرف وجهة معبوده، فإنه لا يزال مظلم القلب، لا يستنير بأنوار المعرفة والإيمان.
ومن أنكر هذا القول فليؤمن به، وليجرب ولينظر إلى مولاه من فوق عرشه بقلبه، مبصراً من وجه، أعمى من وجه، مبصراً من جهة الإثبات والوجود والتحقيق، أعمى من جهة التحديد والحصر والتكييف، فإنه إذا عمل ذلك وجد ثمرته إن شاء الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) تعالى، ووجد نوره وبركته، عاجلاً وآجلاً، (ولا ينبئك مثل خبير)
[1] هكذا في طبعة المكتب الإسلامي ولعلها (فنكل).حمود
[2] قلت: وقد ذكر نحو هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في الرسالة ((العرشية)).
[3] هكذا في طبعة المكتب الإسلامي ولعلها الجارية.حمود
،انتهى النقل والله أسأل أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
ـ[ابو سمية الأثري]ــــــــ[01 - 11 - 10, 10:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفعنا بكم ان شاء الله
بل يؤمنون بان الله (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)
فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة اهل السنة والجماعة الى قيام الساعة