ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[13 - 11 - 10, 12:38 ص]ـ
المصطلح الثالث من ما جاء اطلاقه على علم العقيدة و هو اكثرها ورودا في الكتاب والسنة وهو الايمان والشاهد عليه ما عنون له بعض ائمة السلف لكتب ضمنوها مسائل المعتقد مثل الايمان لابن منده وكتاب الإيمان لأبي بكر بن أبي شيبة وغيرها من المؤلفات المستقلة ناهيك عما افرد اصحاب السنن و الجوامع فيها من كتب سموها كتاب الايمان وجمعو فيها ما يتعلق بمسائل الاعتقاد
الايمان لغة هو الاقرار بالشئ عن تصديق به
ولا يفسر بالتصديق المجرد كما هو مذهب اكثر العلماء لانه احد اجزائه فالايمان اعم من مجرد التصديق لان الكلمة اذا كانت بمعنى الكلمة فانها تتعدى بتعديتها ومعلوم ان التصديق يتعدى بنفسه تقول صدقتك ولا تقول صدقت بك او لك والايمان انما يتعدى بحرف الباء او الام تقول امنت لك او امنت بالله ولا تقول امنته
فلو كان الايمان مرادف التصديق وحده لتعدى بما يتعدى به فدل حرف التعدية على معنى زائد على مجرد التصديق وهو الاقرار
ثم كلمة صدقت لا تعطي معنى كلمة امنت فهي تدل على الطمانينة بالخبر اكثر من كلمة صدقت ولهذا لو فسر الايمان بالاقرار لكان اجود نقول الايمان هو الاقرار ولا اقرار الا بتصديق
اصطلاحا هو اعتقاد بالقلب واقرار باللسان وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وقد يقال الايمان قول وعمل قول اللسان والقلب وعمل القلب والجوارح
الفرق بين الايمان والاسلام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" اسم " الإيمان " تارة يذكر مفردا غير مقرون باسم الإسلام، ولا باسم العمل الصالح، ولا غيرهما، وتارة يذكر مقرونا بالإسلام كقوله في حديث جبرائيل: (ما الإسلام ... وما الإيمان)، وكقوله تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) الأحزاب/35، وقوله عز وجل: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) الحجرات/14، وقوله تعالى: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
فلما ذكر الإيمان مع الإسلام:
جعل الإسلام هو الأعمال الظاهرة: الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام والحج.
وجعل الإيمان ما في القلب من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
وإذا ذكر اسم الإيمان مجردا دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة، كقوله في حديث الشعب: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها: قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق).
وكذلك سائر الأحاديث التي يجعل فيها أعمال البر من الإيمان " انتهى باختصار.
"مجموع الفتاوى" (7/ 13 - 15).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
"إذا اقترن أحدهما بالآخر فإن الإسلام يفسر بالاستسلام الظاهر الذي هو قول اللسان، وعمل الجوارح، ويصدر من المؤمن كامل الإيمان، وضعيف الإيمان، قال الله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)، ومن المنافق، لكن يسمى مسلما ظاهرا، ولكنه كافر باطنا.
ويفسر الإيمان بالاستسلام الباطن الذي هو إقرار القلب وعمله، ولا يصدر إلا من المؤمن حقا كما قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا)
وبهذا المعنى يكون الإيمان أعلى، فكل مؤمن مسلم ولا عكس" انتهى.
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (4/ 92).
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[13 - 11 - 10, 02:34 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[13 - 11 - 10, 11:15 ص]ـ
جمع طيب وتحرير مبارك ..
وواصل نفع الله بك ..
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[14 - 11 - 10, 10:46 م]ـ
¥