يقصد بذلك أنه على اعتقاد الأشعري في المرحلة الأخيرة من حياته عندما رجع إلى عقيدة السلف الصالح، والتي ذكرها في طبقات الشافعيين في الحالة الثالثة للأشعري.
2. مما يؤكد أن ابن كثير رحمه الله مُخالف لعقيدة الأشاعرة إثباته لصفة الخُلّة على الحقيقة، قال رحمه الله في "البداية والنهاية" (1/ 390):
({اجتباه} أي اختاره الله لنفسه واصطفاه لرسالته واتخذه خليلا وجمع له بين خيري الدنيا والآخرة وقال تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا} [النساء: 125]. يرغب تعالى في اتباع إبراهيم عليه السلام لانه كان على الدين القويم والصراط المستقيم. وقد قام بجميع ما أمره به ربه، ومدحه تعالى بذلك فقال: (وابراهيم الذي وفى) [النجم - 27]
ولهذا اتخذه الله خليلا والخلة هي: غاية المحبة كما قال بعضهم.
قد تخللت مسلك الروح مني * وبذا سمي الخليل خليلا
وهكذا نال هذه المنزلة خاتم الانبياء وسيد الرسل محمد صلوات الله وسلامه عليه كما ثبت في الصحيحين وغيرهما).
فالأشاعرة لا يثبتون خلة حقيقية لله عز وجل، ويقولون بأن خلة الله للعبد: نصره إياه، أو غير ذلك من التأويلات.
3. وكلامه الآتي أيضا دليل على أنه ليس بأشعري:
قال في "البداية والنهاية" (10/ 298):
ذكر أول المحنة والفتنة في هذه السنة كتب المأمون إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يمتحن القضاة والمحدثين بالقول بخلق القرآن وأن يرسل إليه جماعة منهم، وكتب إليه يستحثه في كتاب مطول وكتب غيره قد سردها ابن جرير كلها، ومضمونها الاحتجاج على أن القرآن محدث وكل محدث مخلوق، وهذا احتجاج لا يوافقه عليه كثير من المتكلمين فضلا
عن المحدثين، فإن القائلين بأن الله تعالى تقوم به الافعال الاختيارية لا يقولون بأن فعله تعالى القائم بذاته المقدسة مخلوق، بل لم يكن مخلوقا، بل يقولون هو محدث وليس بمخلوق، بل هو
كلام الله القائم بذاته المقدسة، وما كان قائما بذاته لا يكون مخلوقا، وقد قال الله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) [الانبياء: 2] وقال تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا
للملائكة اسجدوا لآدم) [الاعراف: 11] فالامر بالسجود صدر منه بعد خلق آدم، فالكلام القائم بالذات ليس مخلوقا، وهذا له موضع آخر.
وقد صنف البخاري كتابا في هذا المعنى سماه خلق أفعال العباد.)
وما في كتاب "خلق أفعال العباد" في صفة الكلام لله عز وجل مُخالف لعقيدة الأشاعرة.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 04:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وهذا يوضح مقصود ابن كثير رحمه الله من قوله بأنه "أشعري" فيما رُوي عنه - إن صح عنه-:
"ومن نوادره أنه وقع بينه وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس الناس فقال له ابن كثير: "أنت تكرهني لأنني أشعري"، فقال له: لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في
قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيمية."
يقصد بذلك أنه على اعتقاد الأشعري في المرحلة الأخيرة من حياته عندما رجع إلى عقيدة السلف الصالح، والتي ذكرها في طبقات الشافعيين في الحالة الثالثة للأشعري.
الباقلاني - وهو إمام أشعري - كان ينتسب إلى إمام أهل السنة الإمام أحمد رحمه الله فهل كان حنبليا أثريا!
وهذه مشاركة من الاخ العاصمي من الجزائر:
يقول الدكتور خالد بن علال الكبير (( ... وثانيا إنه كانت هناك تأثيرات فكرية متبادلة، بين بعض متكلمي الحنابلة و متكلمي الأشاعرة، في مجال أصول الدين، و كانت لأسرة التميميين الحنبلية، أقوال متقاربة مع أقوال أبي بكر الباقلاني،، الذي كان يكتب في بعض جواباته اسمه هكذا: محمد بن الطيب الحنبلي، و قد يكتبه هكذا: محمد بن الطيب الأشعري. و كان الحنبليان البغداديان أبو بكر غلام الخلال،و أبو الحسن التميمي يعدان أبا الحسن الأشعري من متكلمة أهل السنة الموافقين لمذهب السلف في الجملة.
¥