تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذه المسألة أخي أسامة لا شائبة فيها مطلقًا، بل هي من المسلَّماتٌ لمن يدخل إلى هذه الشبكة ويتعامل معها، اللهم إلا أن يكشف الشخص عن رسمه وشخصه، فنعرفه بالخير أو الشر من جملة أعماله وسيرته في الشبكة وخارجها.

ولذا أردت أن أستوثق ممَّن الرجل؟ إذْ لكل مقام مقال، والحديث مع بني جلدتنا لا يشبه الحديث مع غيرهم، وقد أظهر لنا أبو حمزة خليطًا من هذا وذاك، فلم يترك لي مجالاً للمعرفة، ولا مساحة للتأويل.

وأنا ذكرتُ هذا بوضوحٍ تامٍّ في مشاركتي قبل السابقة وأرجو الرجوع إليها ثانيةً لو تكرمتم.

ومع هذا بدأتُ حديثي مع أبي حمزة بقولي: ((الأستاذ: أبو حمزة)) وذكرتُ له سبب سوء ظني به، ثم ذكرتُ له الطرق المنتظرة لمعاملته بعد إظهار شخصه ومذهبه لي.

أما وقد بان الشخص من كلامك، وما ذكرتَه هنا يكفيني، وأعوذ بالله أن أطالبه بما يضره، وأسأل الله عز وجل أن يعمي عنه أعين المتربصين به الدوائر، ولا أطلب أكثر مما ذكر أخونا أبو أسامة.

غير أنني أنصح لأبي أسامة بمراجعة ما كتبه عن أبي حمزة، من أجل زَيْنِ أبي حمزة، ثم أنصح له بعدم المجازفة في الألفاظ بلا بينة على وتيرة: ((مَن هب ودب)) فقد نصحنا لصاحبك يا أخي الكريم، فكان الواجب عليك أن تعرف لنا هذا الجميل؛ إِذْ مَنْ نصح لك فقد أسدى إليك معروفًا كبيرًا، وأنت تعلم هذا، ولن أطيل معك فيما ذكرتَه في كلامك حتى نختصر الوقت فيما ينفع ويفيد.

أما أبو حمزة فأنصح له نصيحة مشفقٍ متودِّدٍ: لعل بعض القوم قد أغراك بأمرٍ، أو لعل بعضهم استفزَّك، فكتبتَ منتصرًا، غير أني أرجو أن يكون بعض الطلبة قد كتبَ لك البحث، ولم تنظر فيه، ونشرتَه ودافعتَ عنه قبل رؤيتك له.

فأنا وأنت نعلم يقينًا أن رجال الأسانيد التي رميتَ رواتها وأئمتها بالتشيع ليسوا كذلك، وأنا وأنت على يقينٍ أن ما ذكرتَه كذبٌ وافتراء، فتُبْ إلى الله تعالى منه، قبل أن يلقاك هؤلاء الأئمة والرواة رحمهم الله فيقتصون منك عند الله عز وجل.

خاصةً وأنتَ تعلم أن معظم هؤلاء الأئمة والرواة ممن ذكرهم المزي رحمه الله في تهذيب الكمال، وهو مطبوع متداول، وبإمكان الناس الرجوع إليه ومعرفة حقيقة ما ذكرتَه في كلامك، ولا أحب هذا لك.

ولا عيب في توبتك وأَوْبَتِك، وكم مِن شخص زلَّتْ قدمه في أول الطريق، أو طاش قلمه فأصبح كالغريق، ثم عاد وأناب، وأصلح مِنْ بَعْدُ وتاب.

وفي كتب الحديث وما فيها من الكلام عن الكذابين ما يردعك عما سلف، وفيها من أحاديث التوبة ما يفتح لك مجال الرجوع.

ثم اعلم أنه لا يصح لك فتح باب الفتنة في الأمة والكلام بهذا الشكل المردي في الأئمة، فضلاً عن التأليف فيما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم، وقد علمتَ أقاويل أهل الحديث رضي الله عنهم في الكَفِّ عَمَّا شجر بين الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ولعلك تكتب إلى إدارة المنتدى مشكورين أن يحذفوا بحثك هذا وبحثك الآخر في تخريج حديث عليٍّ الذي نقلتُ بعض كلامك فيه في الملف المرفق في المشاركة قبل السابقة لي.

واجلس على رسلك، وخذ وقتكَ الكافي، وحَرِّر هذه الأبحاث، واحذف منها كل ما يعيبها من زور وبهتان، وما يعتريها من تطاول على أئمة كبار أمثال الذهبي والعلائي وغيرهم مِمَّنْ سبقوك.

واعلم أنك لو مُتَّ ولم تكتب شيئًا لخفَّ حملك، أما وقد كتبتَ فتحرَّى الصدق والأمانة، وإياك ثم إياك أن تقع في كذبٍ أو خيانة.

ولا تغترَّ بكلام بعض مَنْ تَعجَّل بالموافقةِ لك على هذا الكلام بصورته الحالية، وانظر فيما نصحك به الناصحون في هذا الملتقى المبارك.

واعلم أَنَّ فيهم مشايخ كبار، وطلبة علمٍ عظماء، فعُضَّ على نصحهم لك بالنواجذ.

ولعل الله عز وجل قد يسر لك الملتقى ويسَّرَك له، ليكون الأمر درسًا لك ولغيرك في مثل هذا.

وقد تودَّدتُ إليك والله بما لك من حقِّ أخوة الدين التي ثبتت لك بكلام أخي أبي أسامة، والحمد لله على ذلك، غير أني لن أكف عن إساءة الظن بك حتى أسمع عنك كل خيرٍ، في هذه الموضوعات.

وأنا على يقينٍ أن إيمانك الذي بين ضلوعك سيعود بك إلى إخوانك معتذرًا عَمَّا كان من أخطاء علمية ونَقْلِيَّة، وواعدًا بِحُسْن الطوية، وتحرير المسائل والأقوال فيما يُسْتَقْبَلُ لك من أعمال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير