وسيعينك على هذا كله مداومة القراءة في كتب أهل العلم، خاصةً في مثل هذا المسائل، والاطلاع على طرائقهم وأدبهم في التصنيف والردود وغير ذلك.
وقد نصحتُ لك مخلصًا لك النصيحة، لا أرجو منك والله شيئًا، ولستُ حريصًا عليك كحرصك على نفسك.
وفَّقكَ الله وإيانا لطريق الهداية والرشاد.
والأمر لله من قبل ومِنْ بعد.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[16 - 06 - 04, 04:42 م]ـ
فهذه ملاحظات عامة على كلام أبي حمزة الشامي وفقه الله وأتمنى من الأخ الكريم أن يتقبل هذه الملاحظات بصدر رحب وقد سبقني الإخوة الكرام في بيان الملاحظات على بحث الأخ الكريم وهذه تتمة لتلك الملاحظات وسوف أقتصر على بعض مالم يذكروه وأرجو من الأخ الكريم أن يتحملني قليلاً والحق أبلج والباطل لجلج!
الملاحظة الأولى:
1 - قال أبو حمزة الشامي: (الروايات التي تتهم مروان بقتل طلحة بن عبيدالله كلها تعود إلى قيس بن أبي حازم وليس فيها رواية صحيحة تصرح بأن قيسا يقول: رأيت مروان بن الحكم قد ضرب طلحة بسهم 000الخ
وقال أيضاً: (وكذلك قصة قتله لطلحة باطلة قطعاباطلة!! فكيف نصدق بالباطل أم لأن بني أمية يجب أن نصدق فيهم كل ما يقال؟!!)) قلت هذا الكلام الإنشائي فيه مجازفة واضحة!! لامكان له هنا والعلماء الذين أثبتوا هذه القصة هم فحول أهل السنة كابن عبدالبر والذهبي وابن حجر وغيرهم وقد أجاب الأخ الفاضل خالد بن عمر وغيره بما فيه الكفايةوهي باختصار:
1 - قد وردت روايات صريحة عن قيس تؤكد هذا الشيء وهي تنضم إلى الروايات الأخرى التي ليس فيها التصريح
2 - وردت روايات عن غير قيس بن أبي حازم تؤكد هذا الأمر
3 - روى قيس بن أبي حازم عن طلحة بن عبيدالله في غير هذه الروايةكما في صحيح البخاري قال قيس بن أبي حازم: (:رأيت يد طلحة بن عبيدالله التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم قد شلت.) (7/ 3724)
وأود أن أسأل الأخ الكريم هل لو روى هذه الرواية غير قيس بن أبي حازم من الصحابة هل يردها؟!
علماً بأن قيس قد أدرك الجاهلية ورحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه فقبض وهو في الطريق وأبوه له صحبة ويقال:إن لقيس رؤية ولم يثبت وأجمعوا على الاحتجاج به ولم يعرف بتدليس رحمه الله وهو أجود التابعين إسناداً ولم يعرف بتشيع
4 - الروايات الواردة عن علي رضي الله عنه غير صريحة بأنه قتل من طرف أصحاب علي وهي مجملة وتحمل على الروايات المبينة وهي صريحة الدلالة
5 - الإلزامات التي الزمها أبوحمزة لمن يصحح الرواية غير لازمة والمعارك فيها ما يشيب الرأس والعاطفة لامكان لها في المعارك والله المستعان
6 - الاضطراب الذي يذكره أبو حمزة غير وارد والجمع بين الروايات ممكن كما ذكر الإخوة الكرام وفي الحقيقة أنا هنا لخصت كلام الإخوة ولم أشأ أن أعيد هذا الموضوع مرة أخرى فقد أشبعه الأخ خالد بحثا فجزاه الله خيرا وأنا سوف أتطرق لبعض الأمور الأخرى
الملاحظة الثانية: قال أبو حمزة الشامي (ولا يجوز تصديق هذا الهراء الذي يرويه ابن سعد رحمه الله عن شيخه الواقدي ذاك التالف الشيعي المحترق!!)
قلت:نحن نعلم كلام الأئمة في الواقدي محمد بن عمر المدني! ولكن لم أجد أحداً رمى الواقدي بالتشيع فضلاً عن أن يكون محترقاً في التشيع (على حد علمي القاصر!) وأتمنى من الأخ الكريم لو يتحفنا بشيء من كلام العلماء الذين وصموا الواقدي بالتشيع
وهذه ترجمته (تاريخ بغداد (3/ 21) الميزان (3/ 666) تهذيب التهذيب (3/ 657) وهذه بعض المصادر وليس كلها
الملاحظة الثالثة:قال: (هذا الخبر غير صحيح فعمير بن إسحاق فيه كلام ولو صح لروي من طرق كثيرة لأنه على حد زعم الراوي كان يسب علياً (رضي الله عنه) على المنبر أمام الناس فيجب أن يتواتر الخبر وبما أنه لم يرو من طريقف آخر فلايعول على هذه الرواية ولا يجوز تصديقها فإنها تحمل بذور وضعها من داخلها فتباً للكذابين)
قال الشريف:هذا الكلام الإنشائي هو الذي أوقع أبو حمزة في المتاهات! ولا أدري من يقصد بقوله (يحمل بذور وضعها من داخلها فتبا ً للكذابين)؟
هل يقصد ابن سعد أو إسماعيل بن علية أو ابن عون أو عمير بن إسحاق؟!
وعمير بن إسحاق ثقة وهو من رجال النسائي ويعرف بأبي محمد لم يطعن أحد فيه في عدالته ولم يرمه أحد ٌ بالتشيع حتى نقول أنه شيعي محترق! وأما حاله فهو ثقة
¥