وهذه أقوال علماء الجرح والتعديل فيه:
قال يحي بن معين: في رواية الدارمي: ثقة (تاريخ الدارمي (163)
وفي رواية الدوري: لايساوي شيئا ولكنه يكتب حديثه
قال عباس: يعني يحي بقوله: لايساوي شيئا أي أنه لايعرف ولكن ابن عون روى عنه فقلت ليحي فلا يكتب حديثه؟ قال: بلى.
قال ابن عدي: لا أعلم يروي عنه غير ابن عون وهو ممن يكتب حديثه وله من الحديث شيء يسير.الكامل (5/ 69)
وقال النسائي: ليس به بأس
وذكره الذهبي: معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لايوجب الرد
روى عن جماعة من الصحابة
قال الذهبي: وثق ما حدث عنه سوى ابن عون الميزان (3/ 296)
قال ابن أبي حاتم: عمير بن إسحاق روى عنه ابن عون ولا نعلم روى عنه غير ابن عون سمع أباهريرة وعمرو بن العاص والحسن بن علي
وأيضاً مروان بن الحكم وسعيد بن العاص وعبدالله بن أمية (تهذيب التهذيب (3/ 324)
قال عثمان بن سعيد: قلت ليحي بن معين عمير بن إسحاق كيف حديثه؟ قال ثقة. الجرح والتعديل (6/ 375)
وذكره العقيلي ونقل كلام مالك قال عن عمير: لا أدري إلا أنه روى عنه رجل لانستطيع أن نفول فيه شبئا: ابن عون
ثم ذكر كلام ابن معين (يكتب حديثه) (3/ 317)
قلت: ومن خلال ما نقلناه يتضح أن الرجل ثقة ويكفينا توثيق ابن معين له وعبارته (لايساوي شيئا) معناها (حديثه قليل) ولايقصد بها الجرح
ويفسر ذلك أيضا توثيقه في رواية الدارمي ولم يطعن أحد في عدالته كما هو ظاهر من خلال النقولات السابقة.
وبهذا يظهر فساد قول الشامي (فإنها تحمل بذور من وضعها من داخلها فتبا ً للكذابين)
وأما قوله (ولو صح لروي من طرق كثيرة 000الخ)
قلت لايلزم ذلك وما أكثر الروايات التاريخية المهمة التي لم تنقل إلا من خلال رجل واحد ثقة ينقل الخبر ثم يتتابع ويشتهر عند الناس من غير نكير ولو أخذنا بقاعدة الأخ لرددنا جملة وافرة من الآثار والروايات التاريخية وهو ليس حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتتابع الناس على نقله (بل حتى الأحاديث لايشترط لها ذلك التواتر وكم من حديث فرد نقله العلماء وقبلوه من غير نكير مع أنه من رواية رجل واحد من ذلك مثلاً حديث (ثم إن الكثير من العلماء أحيانا يستنكفون من نقل بعض الأخبار التي فيها السب أو الطعن فينصرفون عنها وهذا لايعني نفيها أو عدم صحتها)
ومن تلك الأحاديث حديث عمربن الخطاب رضي الله عنه (قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات 000) فهذا الحديث من أشهر الأحاديث وهو حديث فرد رواه علقمة بن وقاص الليثي قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم00الخ
فهذا الحديث لم يروه عن عمر بن الخطاب أحدٌ عدا علقمة بن وقاص الليثي
ولم يروه عن علقمة إلا محمد بن إبراهيم التيمي ولا عن محمد بن إبراهيم إلا يحي بن سعيد الأنصاري وقد رواه جمع كبير عن الأنصاري وذكر لك ابن مندة في جزء له راجع السير (5/ 476)
وقد أطلق الخطابي نفي الخلاف بين أهل الحديث في أنه لايعرف إلا بهذا الإسناد
قال الإمام أحمد: أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث: حديث عمر (الأعمال بالنيات) وحديث عائشة (من أحدث في أمرنا) وحديث النعمان (الحلال بين 0)
قال ابن رجب: اتفق العلماء على صحته وتلقيه بالقبول ورواه عن الأنصاري الخلق الكثير والجم الغفير فقيل رواه عنه أكثر من مائتي راو وقيل أكثر. جامع العلوم (22)
قلت: مع أن الحديث فرد ورواه عن عمر علقمة الليثي وهو مقل في الحديث وكانت أمام جمع من الناس وعلى المنبر ومع ذلك لم يتوقف العلماء في قبول هذه الرواية وهو حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بالآثار عن الصحابة أو حتى عن التابعين فهنا تقبل من باب أولى لكن قد يختلف العلماء في تأويل هذه الرواية فاشتراط التواتر في آثار الصحابة أو التابعين غير صحيح.
قال أبو حمزة الشامي: وعن جعفر بن محمد عن أبيه: أن الحسن والحسين كانا يصليان خلف مروان ولا يعيدانها ويعتدان بها.)
قال:كيف يصليان خلف من يسب والدهما على المنبر طيلة ولايته على المدينة فهذا يقطع بكذب تلك الرواية التي تزعم أنه كان يسب عليا ً على المنبر طيلة فترة حكمه.)
¥