ـ[عصام البشير]ــــــــ[12 - 08 - 05, 08:55 م]ـ
القضية لها شقان: حال يزيد وحكم لعنه.
- فالأولى حسمها أهل الجرح والتعديل، وتنظر في كتب التراجم. وأعدل ما قيل: كلام الذهبي رحمه الله.
- والثانية خلافية عند أهل السنة. وأفضل من بسطها شيخ الإسلام ابن تيمية.
فلنكتف - أيها الأحباب - بكلام هذين الإمامين. ففي كلامهما غنية عن تخبط بعض المعاصرين.
والله أعلم.
ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 08:57 م]ـ
مقتل الحسين وانقسام أهل العراق فيه
ومع هذا فيزيد لم يأمر بقتل الحسين، ولا حمل رأسه إلى بين يديه، ولا نكت بالقضيب ثناياه ^1^ بل الذي جرى منه هو عبيدالله بن زياد كما ثبت في صحيح البخاري، ولا طيف برأسه في الدنيا، ولا سُبي أحدٌ من أهل الحسين؛ بل الشيعة كتبوا إليه وغرّوه *،فأشار أهل العلم والنُصح بأن لا يقبل منهم، فأرسل ابن عمه مسلم بن عقيل، فرجع أكثرهم عن كتبهم، حتى قُتل ابن عمه، ثم خرج منهم عسكرٌ مع عمر بن سعد حتى قتلوا الحسين مظلوماً شهيداً أكرمه الله بالشهادة كما أكرم بها أباه وغيره من سلفه سادات المسلمين.
ثم إنه لما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبدالله بن مطيع وأصحابه إلى محمد بن الحنفية ^2^ فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيدَ يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب.
فقال لهم: ما رأيت ما تذكرون، وقد حضرته وأقمت عنده فرأته مواظباً على الصلاة، متحرياً للخير، يسأل عن الفقه، ملازماً للسنة.
فقالوا: فإن ذلك كان منه تصنعاً لك.
فقال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر لي الخشوع؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا.
قالوا: إنه عندنا لحق وإن لم نكن رأيناه.
فقال: لهم: أبى الله ذلك على أهل الشهادة، فقال: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} ^3^ ولست من أمركم في شيء.
قالوا: فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك فنحن نوليك أمرنا.
قال: ما أستحل القتال على ما تريدونني عليه تابعاً ولا متبوعاً.
قالوا: فقد قاتلت مع أبيك.
قال: جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه.
فقالوا: مر ابنيك أبا القاسم والقاسم بالقتال معنا.
قال: لو أمرتهما قاتلت.
قالوا: قم معنا مقاماً تحض الناس فيه على القتال.
قال: سبحان الله!! آمر الناس بما لا أفعله ولا أرضاه، إذاً ما نصحت لله في عباده.
قالوا: إذاً نُكرهك.
قال: آمر الناس بتقوى الله ولا يرضون المخلوق بسخط الخالق.
وخرج إلى مكة.^4^
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
"وقد كان بالعراق طائفتان:
طائفة النواصب تبغض علياً وتشتمه، وكان منهم الحجاج بن يوسف الثقفي.
وطائفة من الشيعة تظهر موالاة أهل البيت منهم المختار بن أبي عبيد الثقفي.
وقد ثبت في صحيح مسلم ^5^ عن أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((سيكون في ثقيف كذاب ومبير)) فكان الكذاب هو المختار بن أبي عبيد الثقفي، والمبير هو الحجاج بن يوسف الثقفي.
وكان المختار أظهر أولاً التشيع والانتصار للحسين، حتى قتل الأمير الذي أمر بقتل الحسين وأحضر رأسه إليه، ونكت بالقضيب على ثناياه: عبيدالله بن زياد.
ثم أظهر أنه يوحى إليه، وأن جبريل يأتيه حتى بعث ابن الزبير أخاه مصعباً فقتله، وقتل خلقاً من أصحابه.
ثم جاء عبدالملك بن مروان فقتل مصعب بن الزبير.
فصار النواصب والروافض يوم عاشوراء حزبين، هؤلاء يتخذونه يوم مأتم وندب ونياحة، وهؤلاء يتخذونه يوم عيد وفرح وسرور **.
وكل ذلك بدعة وضلالة، وقد ثبت في الصحيح ^6^ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية)).
وأما فريق الندب والنياحة فيتخذون من حديث الإمام أحمد الضعيف حجة ف ذلك، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت فيحدث لها استرجاعاً إلا أعطاه من الأجر مثل أجره يوم أصيب بها)) ^7^.
¥