فدل هذا الحديث الذي رواه الحسين على أن المصيبة إذا ذكرت وإن قدم عهدُها فالسنة أن يسترجع فيها، وإذا كانت السنة الاسترجاع عند حدوث العهد بها فمع تقدم العهد أولى وأحرى. وقد قتل غير واحدٍ من الأنبياء والصحابة والصالحين مظلوماً شهيداً، وليس في دين المسلمين أن يجعل ومن قتل أحدهم مأتم. وكذلك اتخاذه عيداً بدعةٌ وأما ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء والاكتحال، وصلاة يوم عاشوراء، مثل ما يروى: مَن وسّع على أهله يوم عاشوراء وسّع الله عليه سائر سنته، فقد قال أحمد بن حنبل فيه: لا أل لهذا الحديث. وكذلك طبخ طعام جديد فيه الحبوب أو غيرها، أو ادخار حم الأضحية حتى يطبخ به يوم عاشوراء، كل هذا من بدع النواصب، كما أن الأول من بدع الروافض^8^.
وأهل السنة في الإسلام، كأهل الإسلام في الأديان يتولون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، ويعرفون حقوق الصحابة، وحقوق القرابة كما أمر الله ورسوله، فإنه صلى الله عليه وسلم قد ثبت عنه في الصحاح من غي وجه أنه قال: ((خيرُ القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)) ^9^.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
^1^ يقول الغزالي: وأما قتل الحسين فلم يأمر به ولم يرضّ به؛ بل ظهر منه التألم لقتله، وذم من قتله، ولم يحمل الرأس إليه إنما حمل إلى ابن زياد.
* يراجع للأهمية الكتاب القيم من مصادر الرافضة وإقرار الرافضة بذلك: من قتل الحسين رضي الله عنه؟ للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز.
^2^ محمد بن الحنفية: أحد أبناء علي رضي الله عنه من خولة بنت جعفر بن قيس من بني حنيفة، ثقة عالم من الثانية، مات بعد الثمانين. تهذيب التهذيب 9/ 354.
كما أن لعلي رضي الله عنه أولاداً كثيرين حاول أهل الرفض إخفاء أسمائهم في كتبهم الحديثية ومجالسهم أمثال: عمر وعثمان، وعمر هذا هو الأكبر أمه الصهباء بنت ربيعة من بني تغلب، روى عن أبيه وعنه أولاده محمد وعبيدالله وعلي وأبي زرعة عمر بن جابر الحضرمي. ذكر الزبير بن بكار: أن عمر بن الخطاب سماه، وقال مصعب كان آخر ولد علي بن أبي طالب يعني وفاة. وقال العجل: ثقة وذكره ابن حبان من الثقات، وقال قتل سنة سبع وستين. وقال خليفة بن خياط في تاريخه 264:قتل مع مصعب أيام المختار. قلت: ذكر الزبيرما يدل على أنه عاش إلى زمن الوليد بن عبدالملك. ذكر غير واحد من أهل التاريخ أن الذي قُتل مع مصعب بن الزبير هو عبدالله بن علي بن أبي طال والله أعلم-تهذيب التهذيب 7/ 485،وتهذيب الكمال 285،وقال الحافظ في التقريب 1/ 61 ثقة من التابعين، مات في زمن الوليد وقيل قبل ذلك. وقال عنه البخاري في التاريخ الكبير 6/ 179 عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرش رأى علياً رضي الله عنه شرب قائماً. وحدث عنه ابنه محمد عن ابنه عن أبيه عن جده: مشى علي رضي الله عنه في نعل.
هذا مما ذكرته كتب السنة عن أولاد علي رضي الله عنه، وأما كتب الشيعة فقد ذكرت أكثر من ذلك، ذكرت أنه ولد لعل أولاد فسماهم بأبي بكر وعمر وعثمان وعباس وبتسمية علي أولاده بهذه الأسماء يكون أول رجل من بني هاشم يسمها وكذلك للحسن والحسين أبناء بأسماء أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وإن أول من قتل معه في العراق أو بكر وعمر وعثمان. راجع: اليعقوبي في تاريخه، المفيدي في الإرشاد، الأربلي في كشف الغمة، باقر المجلسي في حياة القلوب، والطبرسي في أعلام البراء، والمسعودي في مروج الذهب، والأصول المهمة في معرفة الأئمة للمفيدي.
^3^ الزخرف 43.
^4^ البداية والنهاية 8/ 233.
^5^ رواه أحمد 2/ 87 ومسلم 4/ 1972.
** وقد جمع أحد طلبة العلم في دار إحياء تُراث آل البيت رسالة نافعة بعنوان: يوم عاشوراء بين مراسم العزاء ومراسم الفرح.
^6^ مسلم 1/ 99 والنسائي 4/ 19.
^7^ هذا الحديث رواه أحمد وابن ماجة 1/ 510 يقول البوصيري في الزوائد: في إسناده ضعف لضعف هشام بن زياد. وقد اختلف الشيخ هل هو روى الموضوعات عن الثقات. وقال الحافظ في التقريب 2/ 318 هشام بن زياد بن أبي يزيد، وهو هشام بن أبي هشام أو المقدام، ويقال أيضاً له هشام أبي الوليد المدني، متروك من السادسة. وقال الهيثمي: هشام ن زياد متروك راجع الضعيفة 2/ 212.وقال الذهبي في الضعفاء والمتروكين 324 قال النسائي وغيره: متروك.
^8^ يقول ابن القيم في كتابه المنار المنيف: وأما أحاديث الاكتحال والادهان والتطيب يوم عاشوراء فمن وضع الكذابين وقابلهم الآخرون
فاتخذوه يوم تألم وحزنٍ والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة. وأما ما يحكى عن الرافضة من تحريم لحوم الحيوانات المأكولة يوم عاشوراء حتى يقرأوا كتاب مصرع الحسين رضي الله عنه فمن الجهالات والأضحوكات لا يفتقر في إبطالها إلى دليل حسبنا الله ونعم الوكيل.
^9^ رواه البخاري 5/ 3 ومسلم 4/ 1963،1964.
ـ[سيف 1]ــــــــ[12 - 08 - 05, 08:57 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم سائل
ورضى الله عن الصحابة أجمعين. نعم أتفق معك بأن يزيد ليس هذا المتهوك الضال المستهتر الذي يصور في كثير من الروايات التاريخية.
ولكن ايضا الحق أحق بأن يتبع. فقد رد الصحابة على معاوية حينما أختلى بهم ليصارحهم بنيته في اسناد ولاية العهد لأبنه من بعده واحتج بفعل أبو بكر رضي الله عنه.فماذا ردوا عليه؟ قالوا:فافعل مثله , دفع بها الى رجل ليس من أهله ولا من عشيرته أي عمر.وأنت تدفعها لأبنك.
والقول بأن بني أمية لن يرضوا بخروجها من يديهم باطل وليس لأحد منهم حق فيها دون ارادة المسلمين كما كان الحال في عهدأبو بكر و عمر وعثمان وعلي رضي الله عليهم أجمعين.ولو عهد بها معاوية لأحد من المسلمين دون بني أمية واستوثق له من البيعة بعده لما نازعه أحد وبطون قريش كلها بايعته والصحابة عن قبول منهم.وهذا فعل أبوبكر من قبل وشورة عمر من بعده وبيعة علي رضوان الله عليهم.
وقصة ابن عمر رضي الله عنه في البخاري عندما خطب معاوية على المنبر وهم ابن عمر بالقيام والردعليه لولا انه خشي الفتنة والفرقة
¥