ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 09:05 م]ـ
إباحة المدينة وحريق الكعبة في عهد يزيد بن معاوية بين المصادر القديمة والحديثة
قبل البدء كلمات عن هذا البحث
"لقد تفرد الدكتور حمد العرينان الأستاذ المساعد بقسم التاريخ-كلية الآداب-جامعة الملك عبدالعزيز-بجدة بهذا البحث القيم على المتقدمين والمتأخرين، فلم يؤلف بحث أو رسالة فيما أعلم لجلاء الحقيقة التي توضح لجماهير المسلمين وغيرهم شخصية يزيد بن معاوية، كما جاء في هذه الرسالة الصغيرة الحجم الكبيرة المعاني، فقد بيّن الدكتور العرينان ما أغفله الأوائل وأبهم عليهم، وغاب عنهم من حقائق التاريخ، فهو وضحه بأسلوبه الشيق، وببحثه المستوفى في أمهات المصادر التاريخية والحديثية، حتى خرجت هذه الرسالة بهذه الصورة التي تكشف الحقائق، وتزيل لثام الكذب والافتراء على هذا الخليفة، وذلك باتهامه بحادثتين نقلهما أكثر المؤرخين بدون تمحيص وتدقيق وهما استباحة المدينة وقتل أهلها واغتصاب نسائها من المسلمين وحادثة إحراق جيشه للكعبة المشرفة."
"وقد كان من منهجي في هذه الرسالة؛ أولاً: نشرها ليطلع المسلمون عليها وما حوت من حقائق طمسها أهل الزيف والضلال. وثانياً: ليعلم أهل الحق كيف يزور التاريخ الإسلامي من أهل التزوير والتلفيق والغارات التي تشن باستمرار على خلفاء المسلمين من الصحابة وغيرهم وعلى أمهات المسلمين بين الحين والآخر.
لقد غلب على الرسالة في مناقشة هاتين الحادثتين الأسلوب العلمي الهادئ المجرد من الميل إلى غير الحق في البحث، والبعد عن الكذب وأسلوب السباب السوقي."
كتبه:
الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني –حفظه الله-
مقدمة المؤلف
مُلخص البحث:
سوف أناقش في دراستي هذه حادثتين تعتبران من أخطر أحداث التاريخ الإسلامي التي وقعت خلال فترة الدولة الأموية وهما:
أولاً:
إباحة المدينة ثلاثة أيام على يد الجيش الأموي في عهد يزيد بن معاوية، ولا نجد من بين المؤرخين المحدثين من قام بدراسة قضية إباحة المدينة دراسة علية مجردة ومستوفية لجميع مصادر الحادثة وكافة جوانب الموضوع وإن أجمعوا على إثبات وقوع الحادثة بالفعل إلا أنهم أخفقوا في تقديم المبررات التاريخية المقنعة التي قادتهم إلى إصدار هذا الحكم، ولذلك لا يزال الشك في إثبات وقوع هذه الحادثة قائماً.
ثانياً:
حريق الكعبة الذي يتهم به الجيش الأموي في عهد يزيد نفسه، واتهام الجيش الأموي بإحراقِ الكعبة، اتهام لا يستند إلى براهين قاطعة لا تقبل الشك مثله الاتهام بإباحة المدينة ثلاثة أيام، وعلى الرغم من ذلك نجد أن الكثير من المؤرخين المحدثين من مسلمين ومستشرقين تلقوا ما كتبه المؤرخون الأول على أنه حقائق، فجاءت أكثر الدراسات الحديثة بعيدة عن الإنصاف، وهذا سنلمسه عند تحليلنا لكل حادثة من هاتين الحادثتين على حدة، وموازنتنا لها بما قدمته لنا المصادر الأساسية، وما كتبه المؤرخون المحدثون.
ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 09:08 م]ـ
إباحة المدينة ثلاثة أيام
وصف الحادثة كما وردت في عدد من المصادر الأساسية، وكثير من الكتب الحديثة على هذا النحو:
في وقعة الحرة، وبعد هزيمة ثار المدينة، قام جيش الدولة مسلم بن عقبة بتنفيذ وصية يزيد له بإباحة المدينة لجندهِ أياماً بلياليها، يعبثون بها، يقتلون الرجال، أو يأخذون المال والمتاع، وبالغ بعضهم إلى حد القول: سبوا الذرية وانتهكوا الأعراض، حتى قيل إن الرجل إذا زوج ابنته لا يضمن بكارتها، ويقول: لعلها افتضت في وقعة الحرة.
هذه هي الصورة العامة للحادثة وإن اختلفت بعض المصادر والكتب الحديثة في تفاصيلها، إلى أي مدى تصدق هذه الصورة؟ هذا ما سوف نراه عند رجوعنا إلى المصادر الأساسية، (والتي هي مرجعنا جمعاً لنلتمس الحقيقة فها).
إباحة المدينة في المصادر
لا شك في أن تاريخ الطبري يتصدر قائمة هذه المصادر، فهو باتفاق المؤرخين المصدر الأول لتاريخ هذه الفترة بالذات، وذلك لما تتمتع به شخصية المؤلف من مكانة علمية مرموقة، ولما عرف عنه من سعة اطلاع وأمانة في إطلاعنا على مُختلف الروايات، وذكر أسماء الرواة، متخلياً بذلك عن مسئولية ما رواه، مُحملاً إيانا مسؤولية التحقق في تلك الروايات وشخصيات رواتها، ومن ثم نتحمل مسؤولية التحقق من تلك الروايات وشخصيات رواتها، ومن ثم نتحمل مسؤولية إصدار الحكم.
¥