تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمؤسف أن هذا الكتاب لم يذكر لنا مصادر معلوماته هذه، وهو أمر غريب من مؤرخ يؤلف كتاباً متخصصاً في دور الحجاز في هذه الفترة، ثم يتناول قضية خطيرة مثل هذه الحادثة بأسلوب يفتقر إلى الدقة، ومع العلم أن المؤلف نفسه أكد في مقدمة كتابه ^32^ على ضرورة استعمال المنهج التحليلي في استيعاب النصوص والتعمق في فهمها.

ثامناً: كتاب "التاريخ السياسي للدولة العربية" تأليف د-عبدالمنعم ماجد، يقول:

" .. وعندئذٍ لم يحجم مسلم عن إباحة المدينة لجنده ثلاثة أيام [أ]،وأسرف في القتل فسمي مسرفاً لقبيح صنيعه [ب] فقتل جنوده كثيراً من شباب الأنصار، ونهبوا الأموال وسبوا الذرية وانتهكوا الأعراض. كذلك أجبر مسلم أهل المدينة على البيعة ليزيد على أنهم عبيد له لإذلالهم ومن تلكأ منهم يضرب عنقه، وبذلك نفذ وعده ليزيد بأن يجعل مدينة الرسول أسفلها أعلاها [ج] " ^33^.

ومراجعة: أ-اليعقوبي ب- الأغاني ج-اليعقوبي

اعتمد د-عبدالمنعم ماجد في إثبات وقوع حادثة الإباحة على اليعقوبي، مع العلم بأنه سبق أن اتهمه في مقدمة كتابه بأنه ينتمي إلى الشيعة ^34^،ومع هذا لم يتردد في قبول روايته وحده دون النظر في الروايات الأخرى التي وردت في هذا الموضوع في المصادر الأساسية. كما أنه سبق أنْ أكد في المقدمة نفسها ^35^ أنَّ على المؤرخ الحديث وجوب الحذر عند تناوله لتاريخ الدولة الأموية، لأن معظم الكتب عنها وصلتنا من العهد العباسي، والذي كان في عداء مع العرب –على حد تعبيره- فها هو يخالف هذا المنهج ولا يطبقه.

ولم يكتف بهذا بل اتهم الجيش الأموي بسبي الذرية، وانتهاك الأعراض، ولم يسق لنا دليلاً واحداً من أي مصدر كان، ولعله يعتبر هذا أمراً مفروغاً من صحته، بينما لم نعثر على ما يؤيد وقوع الحادثة في المصادر الأساسية، وليست بالأمر الهين الذي يحتمل نسيانه أو إغفاله من قبل رواة التاريخ، وخاصة من أولئك الذي لا يكنون وداً لبني أمية.

أما نقله لما ورد في كتاب "الأغاني" من أن ما قام به الجيش الأموي جاء تنفيذاً لوعد مسلم ليزيد بأن يجعل أسفلها أعلاها، فهو أمر ينفرد به هذا الكتاب، فلا يوجد –على الإطلاق- لهذه الرواية أصل في المصادر الأساسية لتاريخ هذه الفترة. وكتاب "الأغاني" –كما قلت سابقاً- لا يستطيع الوقوف وحده في ميدان تقرير الأحداث الخطيرة في التاريخ الإسلامي.

وهكذا لا نجد من بين المؤرخين المحدثين من قام بدراسة قضية إباحة المدينة دراسة علمية مجردة، ومستوفية لكل جوانب الموضوع، وإن أجمعوا على إثبات وقوع الحادثة بالفعل، إلا أنهم أخفقوا في تقديم المبررات التاريخية المقنعة، وإنما اكتفى بعض منهم بتحميل مسؤولية آرائهم بعض أصحاب المصادر الأساسية أحياناً. وأحياناً أخرى يلجأ بعض منهم إلى الكتب الثانوية مستشهدين بها. والقلة منهم الذين أشاروا إلى الطبري كمصدر لهذه "الحادثة" اعتمدوا رواية أبي مخنف عنده فقط، متجاهلين الروايات الأخرى. فلا يزال الشك إذاً في وقوع هذه الحادثة قائماً.

ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 09:19 م]ـ

غداً بإذن الله أحمل لكم جميع ما نشرته .. ففي المسألة أراء .. ولكل دليله .. فارجوا أن يتنبه أخي المبارك صلاح الدين .. وهذه بحوث يا أبو محمد التركماني هيئتها لك .. وهي عبارة عن قص ولصق لجهد كاتب في أحد المواقع:

وما لي إلا القص واللصق والتنسيق فقط!!

ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 10:27 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[13 - 08 - 05, 12:43 ص]ـ

وسؤالي الآن للأخ صلاح الدين الشريف عافاه الله:

أنا كمسلم أدعو لكل مسلم

فإن كفر وخرج عن الإسلام لم أدع الله له

فإن كان لديك دليل يحرم الدعاء بالمغفرة لمسلم فعل غير الكفر

فأفدني ...

فهل يجوز الدعاء بالمغفرة لقاتل طلحة رضى الله عنه، وقاتل الزبير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وقاتل على 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وقتلة عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والحجاج وامثاله من الظلمة.

فان كل هؤلاء مسلمون، ولم يقل احد بكفرهم؟

ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[13 - 08 - 05, 02:26 ص]ـ

الأخ سائل: نقلت اقوال ابن العربى:

و هذا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله على تقشفه و عظم منزلته في الدين و ورعه قد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته: إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه. أنظر: العواصم من القواصم (ص245

قلت: وهذه واحدة من أخطائه ـ غفر الله له ـ فى هذا الكتاب.

فها هو كتاب الزهد للإمام أبى عبد الله احمد بن حنبل {طبعة دار الكتب العلمية ـ الطبعة الأولي}

بين أيدينا ليس فيه ذكر لزهد يزيد بن معاوية، وليس فيه ذكر يزيد بن معاوية بن أبى سفيان في أي حديث أو رواية.

أما رأى الإمام احمد وموقفه من يزيد بن معاوية، فهو موقف مغاير تماما لما زعمه ابن العربي في قوله: " وهذا يدل على عظيم منزلته عنده".

فهل لليزيد منزلة عظيمة عند الإمام احمد كما زعم ابن العربي؟

ولبيان تلك المنزلة نذكر رأى الإمام احمد في يزيد بن معاوية:

ـ قال صالح بن احمد بن حنبل (): قلت لأبى: أن قوما يقولون أنهم يحبون يزيد، فقال: يا بنى، وهل يحب يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الأخر؟ فقلت: يا أبت فلماذا لا تلعنه؟ فقال: يا بنى، ومتى رأيت أباك يلعن أحدا.

ـ وروى ابن الجوزى ():

أن الإمام احمد بن حنبل سئل: أيروى عن يزيد بن معاوية الحديث؟ فقال: لا، ولا كرامة.

ـ وقال مهنا ():

سالت احمد عن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان. فقال: هو الذي فعل بالمدينة ما فعل. قلت: وما فعل؟ قال: قتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعل. قلت: وما فعل؟ قال: نهبها.قلت: فيذكر عنه الحديث؟ قال: لا يذكر عنه الحديث.

هذه أقوال الأمام احمد بن حنبل في يزيد بن معاوية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير