تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما الانحرافات التي تحسب على أهل السنة وعلى منهج بعضهم فهذا يقوّم ونحن لا نرضى إلا بالحق وما وافق الصواب، أما مصلحة العراق ففي الإسلام، فإذا قلنا إن الخطاب السني سبب إشكالية نكون قلنا إن الإسلام لا يستطيع حل مشكلة العراق وهذا لا يقول به عاقل من أبناء المسلمين فالمصلحة الوطنية لكل العراقيين تحقق بالمشروع الإسلامي الأصيل الذي يحافظ على حقوق الأقليات والأعراق ويبسط العدل الشامل على الجميع ويضبط العلاقات بين الحاكم والمحكوم ويحترم الحريات والمساواة والعدالة.

هناك من يقول بضرورة قراءة التراث الإسلامي من فوق وليس من الداخل حتى تكون قراءة الحدث التاريخي موضوعية، ما وجهة نظرك؟

التراث الإسلامي تراث ضخم، تراث تجربة إنسانية ولا نقول إنها كلها صحيحة لكن نحن عندنا ميزان العدل هو الكتاب والسنة التي حفظها الله بحفظه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) اللذين نزن بهما هذا التراث، فما وافق هذا الميزان نأخذ به، وما خالفه نزيحه من طريقنا. وأي أمة تريد أن تنهض لابد أن تلتفت إلى تراثها حتى تستفيد منه في حاضرها وتستشرفه في مستقبلها سواء كانت هذه الأمة أوروبيين أو يابانيين أو صينيين أو مسلمين، ونحن عندنا كما قلت الميزان الذي نزن به الأمور وبالتالي أنا مع النظرة الفاحصة والاستفادة من التراث دون أن ننظر له بمنظار أسود أو أبيض ولكن نأخذ منه ما يفيدنا ونترك الباقي.

ما هو المنهج الأقوم من أجل الإصلاح والتغيير في العالم العربي والإسلامي؟

التجارب متعددة ومتنوعة، وكل قٌطر يلائمه مشروع إصلاحي يختلف عن الآخر وعندما يكون من طبيعة الحكم الدكتاتورية والظلم فيصعب الأخذ والحوار مع مثل هذا النظام مثلما قال فرعون لقومه (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) فكان مشروع سيدنا موسى الخروج بقومه إلى منطقة ومكان ليس تحت سيطرة وقبضة فرعون السياسية، لكن عندما يكون هناك ملك يأخذ ويعطي فيسهل التعامل معه، فسيدنا يوسف عليه السلام كان في زمانه ملك يستمع للآخرين ولهذا قال (آتوني به أستخلصه لنفسي) فلما كلمه عرف إمكانيات وقدرات ومؤهلات سيدنا يوسف عليه السلام قال (إنك اليوم لدينا مكين أمين) فسيدنا يوسف جعل المُلك جزءا من المشروع، إذا المشروع الذي قدمه سيدنا يوسف ما كان ينجح لولا الله ثم وجود هذا الملك العاقل الذي يقدر الملكات والإمكانيات والقدرات، وبالتالي أقول إن المشاريع الإصلاحية متنوعة ومتغيرة ولها علاقة بالنظام الحاكم وبطبيعة الناس وبعلاقتهم بهذا النظام، إن الأنظمة لها الأثر في المشاريع الإصلاحية.

ألا تعتبر مسألة التعامل مع السلطة من القضايا التي يجب إعادة النظر فيها خاصة إذا استحضرنا ما تتعرض له الشعوب الإسلامية من ضغوط دولية من أجل إفراغ هذه الشعوب من محتواها الثقافي والحضاري؟

لا شك أن قضية التعامل مع الحكومات من القضايا التي أعيد النظر فيها وأظن أن قيادات الحركات الإسلامية عمومها وصلت إلى نوع من النضج في هذه القضية، لكن هناك بعض الأنظمة لا تزال متصلبة، وفي الأنظمة التي نجد فيها نوعا من المرونة والأخذ والعطاء نجد أن الإسلاميين ليس لديهم أي إشكالية في التعامل معها. القيادة الإسلامية أظن أنها أعادت النظر بشكل صحيح وقطعت أشواطا ممتازة، ونحن نطلب من الحكومات أن تبدي نوعا من المرونة لإيجاد قواسم مشتركة بينها وبين الحركات الإسلامية وتفسح مجالا للانفتاح على المجتمع وعلى الشعوب، خاصة أن الحركات الإسلامية جزء من هذه الشعوب.

هناك من يقول بأن طرح قضية الخلافة الإسلامية لا يتلاءم مع الواقع الحالي، ألا يعد هذا من إعادة النظر؟

من الناحية الفكرية والنظرية أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سوف تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ولم ينكرها عليه الصلاة والسلام، ولكن من حيث الواقع الذي نحن فيه هل بالفعل يمكن أن تقوم الخلافة في المنظور الواقعي، لا أظن. إذ لابد أن يكون المد الإسلامي وفق الأقطار ثم يحدث التطور المنشود نحو الخلافة، وعادة هذا التطور يأخذ زمنا طويلا وأجيالا عدة، وهذا من طبيعة الحضارات. لكن ما هو حكم الخلافة الراشدة؟ فالقيم في الخلافة الراشدة قيم راقية حتى الغرب لم يصل إليها إلى يومنا هذا سواء في جانب الحريات أو في جانب العدالة أو المساواة أو الدستور أو مراقبة الحكام،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير