تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - ابتداءً لا تعني الوقفات الإساءة لقبيلة تميم العربية الكبيرة فأنا أبرأ إلى الله جل وعلا من ذلك وحظي لا يتحمل ركوب أسنتها، ولكن نفي الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفريح الأستاذ بالجامعة الإسلامية ردة بعض بني تميم وإثباته لبقية قبائل العرب، تعميم تنفث منه رائحة العصبية المنهي عنها شرعاً ولا يمكن أن يقبل لأنه غير معتمد على نصوص متقدمة، كما أن استدلال الدكتور الفريح بكلام معاصرين مثل الدكتور الفريح والزركلي والعش ومحمود شاكر السوري ومحمد كمال لا يقبل من مؤرخ مثله، ويكفي أن قولهم يسقط أمام نصوص علماء القرن الثاني والثالث الهجري بحكم القرب من أحداث تلك الفترة، وقد افتتح احتجاجه بنص للطبري ذكر فيه خبر بني تميم وقال (لو ارتدت بنو تميم لذكر ذلك وقال ردة بني تميم) وأحب أن أؤكد أن الأحداث في تلك الفترة مختلف فيها فقد قال الطبري نفسه في تاريخ الرسل والملوك عند حديثه عن سجاح: (قال: وكان من أصحابها الزبرقان بن بدر وعطارد بن حاجب ونظراؤهم. وذكر الكلبي أن مشيخة بني تميم حدثوه أن عامة بني تميم بالرمل لا يصلونهما - فانصرفت ومعها أصحابها، فيهم الزبرقان، وعطارد بن حاجب، وعمرو بن الأهتم، وغيلان بن خرشة، وشبث ابن ربعي، فقال عطارد بن حاجب:

أمست نبيتنا أنثى نطيف بها

وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا

وقال أيضاً: (ولم يبق في بلاد بني حنظلة شيء يكره إلا ما كان من مالك بن نويرة ومن تأشب إليه بالبطاح؛ فهو على حاله متحير شج). وقد أثبت تلك حوادث ردة بعض بني تميم مصادر متقدمة ومتأخرة ومؤرخون كبار كابن سعد في طبقاته وابن سلام الجمحي في طبقات الفحول وابن كثير في البداية والنهاية وابن خلدون والبلاذري في فتوح البلدان وابن عبدالبر في الاستيعاب والمسعودي في التنبيه والإشراف وبعضهم قد رجع إليه، وقد أثبتوا قصة متمم بن نويرة حين قال عمر بن الخطاب له فيما نقلته المصادر، قال البلاذري في أنساب الأشراف ما يؤكد ذلك: (لو أحسنت قول الشعر لرثيت زيداً أخي، فقال متمم: ولا سواء يا أمير المؤمنين، قتل أخي كافراً، وقتل أخوك مسلماً مجاهداً، ولو صرع أخي مصرع أخيك ما رثيته ولا بكيته. فقال عمر: ما عزاني أحد عن أخي بأحسن مما عزيتني به). فالتواتر وسكوت عمر بن الخطاب دليل على ثباتها وبخاصة بعد مناقشة الخليفة أبوبكر له في الحادثة المشهورة وخروجه راضياً عنه إذ لا يمكن لأبي بكر أن يمرر جريمة كهذه لا لخالد ولا لمن هو أكبر من خالد فهذا شرع الله. فالقول بالقتل خطأ مردود فمالك لم يقتل في معركة بل قتل صبرا وفي هذه الحالة إمّا أن يكون قتله على وجه حق أو يكون باطلاً يستوجب حداً وكان يملك وقتاً يدفع به الريبة عن نفسه، كما أن خالداً حوله من الصحابة كثير ولا يسكتون عن قتل روح بريئة، ولعل خالداً شعر من خلال نقاشه لمالك، قال ابن سلام الجمحي في طبقات فحول الشعراء: (والمجتمع عليه أن خالداً حاوره وراده، وأن مالكاً سمح بالصلاة والتوى بالزكاة. فقال خالد: أما علمت أن الصلاة والزكاة معاً، لا تقبل واحدة دون الأخرى؟ قال: قد كان يقول ذلك صاحبكم! قال: وما تراه لك صاحباً؟ والله لقد هممت أن أضرب عنقك. ثم تحاولا، فقال له خالد: إني قاتلك. قال: وبذا أمرك صاحبك؟ قال: وهذه بعد! والله لا أقيلك. فيقول من عذر مالكاً: إنه أراد بقوله: (صاحبك) أنه أراد القرشية. وتأول خالد غير ذلك فقال: إنه إنكار منه للنبوة). وإذا ثبت أنه دفع ديته فلماذا لم تحفظ لنا المصادر أنه دفع ديات من معه من بني يربوع من تميم كما فعل علي رضي الله عنه حينما قتل خالد رجالاً خطأ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد) وليت الدكتور الفريح بيّن لنا ما أصح الطرق في نفي ردة مالك وبعض بني تميم والمصادر تثبتها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير