تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سطر العلماء النجديون صفحات رائعة في الرحلة في طلب العلم، جابوا الديار وشرقوا وغربوا اجتهاداً في طلب العلم وتحصيله، ونجد في كتب التراجم والتاريخ النجدي نماذج من ذلك، ومن هذه النماذج الرائعة الشيخ (ناصر بن سعود بن عيسى) الملقب (شويمي)، وهو صاحب بحث وتحقيق، انتصر لعقيدة السلف - رضوان الله عليهم - في شعره وقلمه ونافح عنها، وقد اعتمدت في هذه الترجمة على كتاب (علماء نجد خلال ثمانية قرون) للشيخ عبد الله البسام 6 - 458، مع إضافات أخرى وجدتها في بعض الوثائق أو في كتب أخرى .. أما عن اسمه فهو: ناصر بن سعود بن عبد العزيز بن إبراهيم بن محمد بن حمد بن عبد الله بن عيسى، وعيسى هو عيسى بن علي بن عطيّة وهو جد أسرة آل عيسى أهل شقراء، ومن شقراء انتقل بعضهم إلى القصيم والأحساء والزبير والكويت وغيرها من البلدان، وهم من فخذ آل علي من عطيّة من قبيلة بني زيد وهو - رحمه الله - من بيت إمارة وعلم، فأخوه محمد الملقب (العوسي) هو أمير شقراء بعد إمارة (محمد بن إبراهيم بن شريم) سنة 1325ه حتى توفي سنة 1340ه، ثم تولى الإمارة بعده (عبد الرحمن البواردي) ولقب الشيخ (شويمي) تصغير شامي، ولا علاقة لهذا اللقب بأسرة (الشويمي) أهل شقراء من الجماز من بني زيد، فجد تلك الأسرة الكريمة هو (عبد الرحمن بن سليمان الجماز) الملقب شويمي، وقد ذكره المؤرخ الشيخ إبراهيم بن عيسى في تاريخه المخطوط، وأيضاً الشيخ عبد الله بن محمد البسام في (تحفة المشتاق) في أحداث سنة 1328ه .. ولد الشيخ ناصر في شقراء في حدود سنة 1285ه، ونشأ فيها وقرأ على علمائها، وأشهر مشايخه فيها ابن عم أبيه الشيخ (علي بن عبد الله بن عيسى) قاضي شقراء، والشيخ القاضي (أحمد بن إبراهيم بن عيسى) ثم سافر إلى الرياض فأخذ عن علامتها الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ، والشيخ سعد بن عتيق، والشيخ محمد بن محمود، وذكر الشيخ عثمان القاضي في ترجمته له في كتابه (منهاج الطلب) أن من شيوخه: الشيخ سليمان بن سحمان، والشيخ حمد بن فارس.

ثم سافر إلى الحجاز فقرأ على علماء المسجد الحرام، وجلس فيها مدةً للتعلم والاستفادة ثم رحل إلى صنعاء في اليمن، وكانت تزدهر ذلك الوقت بالعلماء، فأقام فيها مدة طويلة، وأخذ عنهم التفسير والحديث وأصولهما وعلوم العربية.

ثم رحل إلى العراق وأقام في بغداد، وأشهر مشائخه هناك الشيخ (محمود شكري الآلوسي)، كما أخذ عن غيره من علماء بغداد، ورحل إلى الشام وطلب العلم على علمائها ثم رجع إلى بلده (شقراء) وجلس للتدريس في جامع شقراء، وولي إمامته وخطابته، فصار عالم البلد والمرجع إليه في الإفتاء والتدريس، فعكف عليه طلاب العلم وأخذوا العلم منه، وقد كان له اطلاعاً واسعاً في كل من التوحيد والفقه والتفسير والحديث والعروض والعلوم العربيّة بأنواعها.

وكان من تلاميذه: الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز الحصيّن، والشيخ محمد بن علي البيز، والشيخ عبد الله أبا بطين، والشيخ عمر أبا بطين، والشيخ محمد البصيري، والشيخ محمد البواردي، والشيخ إبراهيم الهويش، والشيخ سعد بن سدحان، والشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان قاضي عنيزة، وغيرهم كثير. وقد ذكر الشيخ عبد الله البسام في كتابه (علماء نجد) أن الشيخ عبد الرحمن السعدي لما شرع في تصنيف كتابه في تفسير القرآن صار يراجعه ويعرض عليه ليأخذ رأيه فيه وقال الشيخ عبد الله البسام: قال لي الشيخ الفقيه عبد الله بن جاسر رئيس محكمة تمييز الأحكام الشرعيّة: (إن في استطاعة الشيخ ناصر بن سعود أن يشرح النونيّة لابن القيّم، مع أن شرح هذا الكتاب هابه وأحجم عنه كبار العلماء) وكان له بصر بعلمي الكيمياء والجغرافيا، وقد أعجب به أمين الريحاني لما زار شقراء، وقد قال عنه المؤرخ محمد بن بليهد (له اليد الطولى في اللغة وأشعار العرب)، فقد كان أديباً شاعراً، وقد ذكر الشيخ عبد الله البسام شيئاً من شعره، من ذلك قصيدة يمدح بها قبيلته بني زيد قال من ضمن أبياتها:

ما لعينيك دمعها كالغزال

إذ تمر على الديار الخوالي

من حبيب حتى فؤادك أشقى

فهو كالموثق بصدق الكبال

أحور العين أهيف البطن طفل

ذات جيد شبيه جيد الغزال

قد كساه غريب فرع أثيث

وسقى الأقحوان منه بالسلسال

حازت الحسن والكمال جميعاً

كبني زيد حائزين المعالي

يوم ساروا إلى الوغى في لهام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير