وبجرد عوابس صهال
معهم البيض ودلاصي سباغ
وسيوف هنديّة وعوال
وعفاة قد انتحونا بشقراء
وجدونا بها غيوث الليالي
ذاك دأب لنا عليه نشأنا
كرم طائل وصدق قتال
ورثى الشيخ العلامة (عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ) بأبيات قال فيها:
نعى النعاة لنا شيخ الوجود
يشع الدهر شمس الهدى عالي السجيّات
إنسان عين زمان الدهر خير مؤتمن
فينا على الدين حقاً والولايات
كان الضياء وكان النور نتبعه
على الذي يرتضي رب السموات
علماً وحلماً وجوداً لا نظير له
يا لهف نفسي عليه بين أموات
ريعت به من ذوي الإسلام أفئدة
فأذهبت عنهم كل المسرات
كانت مجالسه بالعلم عامرة
أكرم بها من بهيات منيرات
يحيي بها السنة الغراء من شبه
ويطمس الشرك مع تلك الجهالات
وقد اطلعت على رد للشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى على رسالة من قاضي شقراء الشيخ سليمان بن عبد الرحمن بن عثمان يعرض فيها أبياتاً للشيخ ناصر بن سعود بن عيسى ويطلب فيها من الشيخ إبراهيم تقويماً لتلك الأبيات، وكان ذلك سنة 1305هـ، أي كان عمر الشيخ ناصر بن سعود بن عيسى 20 عاماً تقريباً مما يدل على نبوغه المبكر في مجال الشعر والأدب وقد أرسل لي الأخ الفاضل عبد الله بن بسّام البسيمي صورة من وثيقة فيها قصيدة للشيخ ناصر بن سعود بن عيسى أرسلها إلى الشيخ النسّابة إبراهيم بن صالح بن عيسى، وهي بخط (عبد الله بن سليمان بن مطر) بتاريخ 20 صفر سنة 1333هـ، وموضوعها هو الرد على (يوسف النبهاني) والانتصار لعقيدة السلف الصالح، من ضمن أبياتها:
جحدت الإله العلي الكبي
ر سبحانه بارئ العالمينا
جحدت الرسول ودين الرسول
بما جحدك الله جحداً مبينا
فماذا التلاعب ماذا السفاه
لهذا مقال يضاهي الجنونا
فيا للعقول من المسلمين
أترضون ما قال في الله دينا
أما منكموا غائرٌ للإله
فيبتر بالغضب منه الوتينا
فتب يابن نبهان مما اجترح
ت من أمر توبة الصادقينا
وكن سالكاً منهج المصطفى
وأصحابه بعدُ والتابعينا
وأربعة شُهروا في الأنام
أئمةً حق بهم يقتدونا
وُصف - رحمه الله - بأنه عاقل ذكي يتوقد ذكاء وفطنة وحفظاً، مع جد واجتهاد في الطلب، وحرص على حفظ الوقت والاستفادة منه، وبأنه حلو المفاكهة، لا يمل جليسه حديثه وعلى جانب عظيم من كرم الأخلاق والسخاء المفرط. وقد ذكر د. محمد الشويعر في كتابه (شقراء) ط1، 145 أنه كان يأكل من عمل يده من عمل بعض التركيبات والمواد الكيميائية والكحل وغير ذلك، وقد ذكر الشيخ عبد الله البسّام أنه عُرض عليه القضاء في إحدى بلدان الحجاز في عهد الملك عبد العزيز فرفض، وظل على حاله في الإمامة والخطابة والوعظ والتدريس في بلده شقراء حتى وافاه الأجل - رحمه الله تعالى -، كما ذكر الأستاذ محمد بن سعد الشويعر في كتابه (شقراء) ط1، ص 145 أنه عُرض عليه القضاء في (الحفيّرة) قرب الدوادمي فطلب الإعفاء من الملك عبد العزيز - رحمه الله - وقد تميّز - رحمه الله - بخطه الجميل الواضح، ويتضح ذلك في أوراقه ووثائقه، وقد أخذت من الأخ الفاضل خالد بن عبد العزيز المقرن صورا من بعض وثائق الشيخ، وهي عبارة عن مبايعات ومداينات وأحكام، بعضها من كتابة الشيخ ناصر وتحريره، وبعضها نسخها من قضاة وعلماء ونُسّاخ قبله .. وقد استعرضت هذه الوثائق فوجدت أن أغلب من نسخ عنهم من منطقة الوشم في القرن الثالث عشر وأوائل الرابع عشر مثل: إبراهيم بن حمد بن عيسى، إبراهيم بن عبد اللطيف، إبراهيم بن محمّد بن سدحان، سليمان بن عبد الرحمن بن عثمان، عبد الرحمن بن حسن بن رشيد، عبد الرحمن بن عبد العزيز الحصيّن، عبد الرحمن بن فوزان، عبد الرحمن بن محمد أبا حسين، عبد العزيز بن محمد، عبد الله بن إبراهيم بن عمّار، عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين، عبد الله بن عبد الرحمن بن عمّار، عبد الله بن محمد بن عوشن، عثمان بن محمد أبا حسين، عثمان بن منصور، علي بن عبد الله بن عيسى، فهد بن عبد الرحمن الصّميت، محمد بن إبراهيم الفريح، محمد بن عبد الله بن فنتوخ ... هذا ما رأيته من الوثائق التي قام بنسخها وهذه الوثائق، بالإضافة إلى الوثائق التي كتبها الشيخ حوت الكثير من أسماء الإعلام وبالذات من شقراء أو ما حولها من البلدان، وهي إما مبايعات أو مداينات أو قسمة أو تخاصم أو شهادة أو وصايا أو أوقاف أو غير ذلك .. توفي الشيخ - رحمه الله - سنة
¥