ـ[أم حنان]ــــــــ[09 - 02 - 07, 03:15 م]ـ
عاد لذريق من قشتالة يقود سبعة الاف مقاتل (مرتزقة)، وغدا زعيم عصابة يفرض بالقوة مايريد من الاموال، واتجه صوب بلنسية،وفرض أموالا طائلة تدفع له سنويا من صاحب شنتمرية ومن صاحب مربيطر وغيرهما، ونزل في الكدية شمال بلنسية، فأرسل إليه القادر بالاموال ن واضعا نفسه تحت حمايته، ثم تغير ادفونش على لذريق، فأمر بإخلاء سائر الحصون والدور الخاصة به، وبالقبض على زوجه وأولاده الصغار.
عقد المستعين حلفا مع لذريق المتحالف مع ملكي ارغون ونبارة،،،،وأراد ادفونش الإستيلاء على بلنسية فعقد حلفا مع جمهوريتي جنوة وبيزا في إيطاليا، ليتم التعاون بينهم بالأساطيل، وسار ادفونش بقواته الى بلنسية، وتهيأ لذريق لذلك وأرسل إليه، علم ادفونش صعوبة موقفه فرفع الحصار عن بلنسية راجعا إلى قشتالة، وانتقم لذريق لنفسه بالعيث في أراضي قشتالة وقتال أهلها، فأصدر ادفونش عفوه عن لذريق وكتب إليه بذلك في سنة 485 هجرية.
سرت في بلنسية رغبة شديدة للتخلص من النير المرهق الذي فرضه رذريق على المدينة، وتزعم هذا الإتجاه قاضي بلنسية أبو أحمد جعفر بن عبدالله بن جعفر بن جحاف بن يمن، وكان هذا الإتجاه ضد رذريق والقشتاليين وضد القادر، فاوض ابن جحاف ابن عائشة قائد المرابطين (أحد كبار قادة تاشفين) ليعينه في ذلك، فبعث له سريه من جند المرابطين، قاد ابن جحاف الثورة وقبض على القادر، الذي وجد مختفيا في حمام القصر ومعه صندوق الحلي والجواهر، فكانت نهايته.
اختير القاضي ابن جحاف رئيسا للجماعة، وتولى زمام السلطة، وأخذ ينظم الأمور ويستعد لحماية المدينة والدفاع عنها، ولعل أهل بلنسية فعلوا ذلك تخوفا من أن يملك القادر بلنسية لأدفونش كما ملكه طليطلة، على حد تعبير ابن عذارى في (البيان المغرب).
ـ[أم حنان]ــــــــ[18 - 02 - 07, 08:10 م]ـ
قصة القاضي ابن جحاف-رحمه الله- مع لذريق
القاضي ابن جحاف من أهل بلنسية وقاضيها ورئيسها في الفتنة-رحمه الله- وهو المحرق،،،ابتلاه الله عزوجل بالقنبيطور (لذريق)، فاستولى على أمواله ثم أحرقه بالنار سنة 488 هجرية،،،وتبدأ الأحداث حين سار لذريق نحو بلنسية وضرب حولها الحصار، بعد احراق ماحولها من المروج والزروع، وأعد ابن جحاف مع المرابطين قوة من 300 فارس لمقاومة لذريق، كتب لذريق إلى ابن جحاف أن يترك بلنسية وإخراج المرابطين منها (على أن يعطيه الأمان)، وكانت تلك خديعة منه، وجرت مفاوضات انتهت بان تدفع للطاغية لذريق أموال سنوية ويخرج المرابطين، ولكن لذريق نقض العهد وبدأ تحرك بالقرب من بلنسية وزادت مطالبه المالية، وطلب ان ينزل مع جيشه في مناطق حول بلنسية ليحكم الطوق حولها ويحاصرها، ثم طلب من ابن جحاف ان يسلمه موارد المدينة ويقدم ابنه رهينة، عند ذلك رفض ابن جحاف ذلك وأغلق أبواب المدينة وبعث الى قائد المرابطين والى المستعين صاحب سرقسطة طالبا العون، كما كتب الى أدفونش، وشدد الطاغية الحصار على بلنسية وقطع الأقوات عنها، وقرر ابن جحاف المقاومة حتى النهاية، لم يصل للمدينة مدد خارجي واستمر الحصار عشرين شهرا، وضيق الطاغية لذريق على المسلمين الخناق وقطع عنها المرافق، وعدم الناس الطعام وأكلوا الفئران والكلاب والجياف حتى وصل بهم الحال أن يأكلوا من مات منهم
وبلغ الجهد منهم مبلغه! رحمهم الله جميعا وغفر لهم.
ـ[أم حنان]ــــــــ[07 - 03 - 07, 09:11 م]ـ
استسلام بلنسية وسقوطها
طلب أعيان المدينة إلى ابن جحاف الموافقة على المفاوضة والتسليم، فاضطر ابن جحاف الى الإذعان وترك لهم المفاوضة، وسار وفد منهم لمفاوضة الطاغية وسلمت بلنسية حسب الشروط التالية: أن يبقى ابن جحاف قاضيا للمدينة وحاكما لها، وأن يؤمن في نفسه وماله وأهله، ويؤمن السكان في انفسهم واموالهم، وأن يتولى مندوب السيد الإشراف على تحصيل الضرائب، وأن تحتل المدينة حامية من النصارى المعاهدين الذين يعيشون بين المسلمين، وأن يرابط السيد بجيشه في جباله، وألا يغير شيئا من شرائع المدينة وأحكامها.
فتحت ابواب المدينة للطاغية وجنده في جمادى الأولى سنة 487 هجرية بعد حصار دام عشرين شهرا، فاحتلوا المدينة ونقضوا العهود ونزل الطاغية في القصر واحتلت أكثر دور المدينة وضياعها.
نكل الطاغية بأهل بلنسية تنكيلا شديدا و أصدر أمرا (من وجد عنده شىء من الات الحديد فماله ودمه حلال) فبرىء الناس منه حتى من الابر والمسامير ووضعوا ذلك بباب القصر،،يقول ابن عذارى في البيان المغرب (مشى بريحه باجتماع المسلمين إلى القصر، ثم خرج عليهم ونظر إليهم وعرض بذكر المرابطين وكثرتهم وأن ذلك ما اغنى عنهم، وجعل ينظر في عطفه، ويشمخ بأنفه ثم قال: انظروا إلي في سبع مئة ألف مثقال، وإلا هلكتم، وأحلت السيوف عليكم،،،،ثم خرج وبقي المسلمون في القصر، وأغلق عليهم الباب، فصاروا في سجن، والروم تحفهم بالأسلحة، فرأوا الموت، ووقع البهت وخرست الالسنة)،،رحمهم الله وغفر لهم جميعا
¥