تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقد ذكر الإمام البخاري عن عكرمة مولى ابن عباس قال أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي النبي صلى الله عليه وسلم لا تعذبوا بعذاب الله) و لقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه). البخاري مع الفتح (12/ 279).

ذكر الجُوزَجَاني في أحوال الرجال (ص37 - 38)، و ابن حجر في الفتح (12/ 270) بإسناد حسن: أن السبئية غلت في الكفر، فزعمت أن علياً إلهاً، حتى حرّقهم بالنار إنكاراً عليهم، و استبصاراً في أمرهم حين يقول:

لما رأيت الأمر أمراً منكراً أججت ناري و دعوت قنبرا.

يقول ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (ص78 - 79)، و في المعارف (ص 267): إن عبد الله بن سبأ ادّعى الربوبية لعلي، فأحرق علي أصحابه بالنار.

قال ابن حجر في لسان الميزان (3/ 389 - 390): عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة ... ، و يقول عن طائفته: وله أتباع يقال لهم السبئية، معتقدون الألوهية في علي بن أبي طالب، و قد أحرقهم علي بالنار في خلافته.

يقول ابن حزم في الفصل في الملل والنحل (4/ 186): و القسم الثاني من الفرق الغالية الذين يقولون بالإلهية لغير الله عز وجل فأولهم قوم من أصحاب عبد الله بن سبأ ... إلى أن قال: فقالوا مشافهة أنت هو، فقال لهم و من هو؟ قال: أنت الله، فاستعظم الأمر و أمر بنار فأججت و أحرقهم بالنار.

و يؤكد الفخر الرازي كغيره من أصحاب المقالات والفرق خبر إحراق علي لطائفة من السبئية. انظر: اعتقادات فرق المسلمين والمشركين (ص 57).

ثانياً: الأدلة على كون علي أحرق جماعته، و أحرق ابن سبأ معهم:-

ذكر المامقاني في تنقيح المقال (2/ 184): أن علياً حرّق عبد الله بن سبأ في جملة سبعين رجلاً ادعوا فيه الإلهية والنبوة.

وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 426): أحسب أن علياً حرّقه – يقصد عبد الله بن سبأ – بالنار. و هو هنا لا يجزم بذلك بل وضعه موضع الشك.

أما الكشي فقد جزم بأن علياً رضي الله عنه قد أحرق عبد الله بن سبأ مع جملة أصحابه، و قد نقل أكثر من رواية تنص على أن علياً حينما بلغه غلو ابن سبأ و دعواه الألوهية فيه، دعاه و سأله فأقر بذلك، و طلب إليه أن يرجع عن ذلك، فأبى فحبسه واستتابه ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه بالنار. انظر هذا النص عند الناشئ الأكبر في مسائل الإمامة (ص 22).

ثالثاً: الأدلة على كون علي أحرق جماعته، ومن ثم نفى ابن سبأ إلى سباط.

ذكر ابن تيمية في منهاج السنة (1/ 23، 30) و (3/ 459) و ابن عساكر في تاريخ دمشق (29/ 10) و الملطي في التنبيه والرد على أهل الأهواء و البدع للملطي (ص 29 - 30): أن علياً حرّق جماعة من غلاة الشيعة و نفى بعضهم، و من المنفيين عبد الله بن سبأ.

و ذكر البغدادي في الفرق بين الفرق (ص223): أن السبئية أظهروا بدعتهم في زمان علي رضي الله عنه فأحرق قوماً منهم و نفى ابن سبأ إلى سباط المدائن إذ نهاه ابن عباس رضي الله عنه عن قتله حينما بلغه غلوه فيه و أشار عليه بنفيه إلى المدائن حتى لا تختلف عليه أصحابه، لاسيما و هو عازم على العودة إلى قتال أهل الشام.

و قال الشهرستاني في الملل والنحل (1/ 155): السبائية أصحاب عبد الله بن سبأ الذي قال لعلي كرم الله وجهه: أنت أنت، يعني الإله، فنفاه إلى المدائن.

و قال الجوزجاني في أحوال الرجال (ص 38): أن من مزاعم عبد الله بن سبأ ادعاءه أن القرآن جزء من تسعة أجزاء، و علمه عند علي، و أن علياً نفاه بعدما كان هم به.

والراجح في هذه المسألة أن ابن سبأ لم يحرق بل نفي إلى سباط في المدائن، كما قال بذلك الكثير من أهل العلم، والأدلة على كونه نفي ولم يحرق، ما ذكرته قبل قليل من كونه لم يحرق بل نفي إلى سباط، و ما سيأتي من كون ابن سبأ له ظهور بعد مقتل علي رضي الله عنه، و يكفي الباحث أن يقف على هذه العبارات التي تجدها في كثير من المصادر ليتبين له أن ابن سبأ لم يحرق مع طائفته:-

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير