تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن سبأ لمن جاءه بنعي علي رضي الله عنه: (لو أتيتنا بدماغه في سبعين صرة ما صدقناك، و لعلمنا أنه لم يمت، و إنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه. مسائل الإمامة للناشئ الأكبر (ص 22) و كذلك أنظر إلى دلالة العبارة في الفرق بين الفرق للبغدادي (ص 234)، و البدء والتاريخ لابن طاهر المقدسي (5/ 129)، والمقالات والفرق للقمي (ص20 - 21) والبيان والتبيين للجاحظ (3/ 81) و المجروحين لابن حبان (1/ 298) و تثبيت دلائل النبوة للهمذاني (2/ 549) و فرق الشيعة للنوبختي (ص 43).

ذكر الصفدي في ترجمة ابن سبأ: ابن سبأ رأس الطائفة السبئية ... ، قال لعلي رضي الله عنه أنت الإله، فنفاه إلى المدائن، فلما قُتل علي، زعم ابن سبأ أنه لم يمت لأن فيه جزءاً إلهياً و أنّ ابن ملجم قتل شيطاناً تصوّر بصورة علي، و أن علياً في السحاب، و الرعد صوته و البرق سوطه، و أنه سينزل إلى الأرض. الوافي بالوفيات (17/ 190).

و جاء في الفرق الإسلامية للكرماني (ص 34): أن علياً رضي الله عنه لما قتل زعم عبد الله بن سبأ أنه لم يمت وأن فيه الجزء الإلهي.

و يذكر أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين (1/ 85)، عبد الله بن سبأ و طائفته من ضمن أصناف الغلاة، إذ يزعمون أنّ علياً لم يمت و أنه سيرجع إلى الدنيا فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.

و هذا الذي ذكرت لا يعني أنه لم يقتل بيد غيره، لكن و حسب علمي القاصر واطلاعي على الكثير من الكتب التي تحدثت عن هذا الموضوع، فإنه لم يرد فيها ذكر شيء من هذا القبيل.

و لكن: هذا لا يمنع بأن جميع من شارك أو أعان في قتل عثمان رضي الله عنه قد قتل أو أصابه الله بعقاب من عنده، و إن الله عز وجل لم يهمل الظالمين بل أذلهم و أخزاهم و انتقم منهم فلم ينج منهم أحد، و هاكم بعض الأمثلة على ذلك:-

روى خليفة في تاريخه (ص175). بإسناد صحيح: أن أول قطرة قطرت من دمه - أي عثمان - على المصحف، ما حكت.

و أخرج أحمد بإسناد صحيح عن عَمْرة بنت أرطأة العدوية قالت:خرجت مع عائشة سنة قتل عثمان إلى مكة، فمررنا بالمدينة و رأينا المصحف الذي قتل و هو في حجره، فكانت أول قطرة من دمه على هذه الآية {فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم} قالت عمرة: فما مات منهم رجل سوياً. انظر: فضائل الصحابة (1/ 501) بإسناد صحيح. و أخرجه أيضاً في الزهد (ص127 - 128).

روى ابن عساكر في تاريخه (39/ 446 - 447) عن ابن سيرين قال: كنت أطوف بالكعبة فإذا رجل يقول: اللهم اغفر لي و ما أظن أن تغفر لي! قلت: يا عبد الله! ما سمعت أحداً يقول ما تقول! قال: كنت أعطيت الله عهداً إن قدرت أن ألطم وجه عثمان إلا لطمته، فلما قتل و وضع على سريره في البيت، و الناس يجيئون فيصلون عليه فدخلت كأني أصلي عليه، فوجدت خلوة فرفعت الثوب عن وجهه فلطمت وجهه و سجيته و قد يبست يميني، قال محمد بن سيرين: رأيتها يابسة كأنها عود.

و عن قتادة أن رجلاً من بني سدوس قال: كنت فيمن قتل عثمان فما منهم رجل إلا أصابته عقوبة غيري، قال قتادة: فما مات حتى عمي. أنساب الأشراف للبلاذري (5/ 102).

و روى مبارك بن فضالة قال: سمعت الحسن البصري يقول: ما علمت أحداً أشرِك في دم عثمان رضي الله

عنه و لا أعان عليه إلا قُتل. و في رواية أخرى: لم يدع الله الفسقة - قتلة عثمان - حتى قتلهم بكل أرض. تاريخ المدينة المنورة لابن شبّة (4/ 1252).

دور هذا اليهودي في نشأة الرافضة، وسيكون الحديث فيها عن الجانب الديني الذي قام به عبد الله بن سبأ في تلك الفتنة لإبعاد المسلمين عن دينهم.

قام هذا اليهودي الخبيث بدعوة من اغتر به من عوام المسلمين إلى بعض المبادئ اليهودية وغلف دعوته هذه بالتظاهر بحب آل البيت والدعوة إلى ولايتهم والبراءة من أعدائهم، فاغتر به جماعة ممن لم يتمكن الإسلام في قلوبهم من الأعراب و حديثي العهد بالإسلام، حتى غدوا يكونون فرقة دينية تخالف في عقيدتها العقيدة الإسلامية وتستمد أفكارها ومبادئها من الديانة اليهودية.

فانتسبت هذه الفرقة إلى مؤسسها ومبتدعها ابن سبأ، فأطلق عليها السبأية ومن السبأية استمدت الرافضة عقيدتها وأصولها فتأثرت بتلك المبادئ اليهودية المغلفة التي دعا إليها ابن سبأ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير