تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واضطربت البلدان كلها (في عهد الوليد) وكان الوليد مهملا لأمره قليل العناية بأطرافه وكان صاحب ملاه وقيان وإظهار للقتل والجور وتشاغل عن أمور الناس وشرب ومجون فبلغ من مجونه أنه أراد أن يبني على الكعبة بيتا يجلس فيه للهو ووجه مهندسا لذلك فلما ظهر هذا منه مع قتله خالد بن عبد الله القسري وتعذيبه إبراهيم ومحمد ابني هشام حتى ماتا واستذمامه إلى الناس وإلى أهل بيته ومن كان في ناحيتهم من العرب استمال يزيد بن الوليد بن عبد الملك جماعة من أهل بيته فمايلوه على خلع الوليد وشايعه على ذلك بنو خالد بن عبد الله القسري وجماعة من اليمانية إلى البيعة ليزيد بن الوليد بن عبد الملك واجتمع إليه جماعة وخرج مولى للوليد فعرفه الخبر فضربه مائة سوط

وقال بن خلدون رحمه الله في تاريخه ج3/ص129

ثم فسدت عليه قضاعة (واليمن) وكان اليمن وقضاعة أكثر جند الشام)

الملاحظة الرابعة: الدرس العظيم الذي يستفاد من هذه الأحداث وقد أغفلته إن عقد ولاية العهد للفاسق هي سبب زوال الملك واضطراب أحوال الناس

والمتبصر في التاريخ يجد أن ولي العهد إن كان صغيرا أو فاسقا وآلت إليه الخلافة فكثيرا ما تضطرب عليه الأمور ويكثر الخارجون عن سلطانه كما حصل من تولية يزيد بن معاوية فكاد أن ينتقض أمر الأمويين فخرجت عليه معظم الأقاليم وخلعت بيعته وحدث ما حدث من وقعة الحرة ثم مقتل الحسين رضي الله عنه واختلاف الناس وكل ذلك بسبب التهاون في تولية غير الكفء وما جر ذلك من فساد عظيم على الأمويين حتى كادت أن تذهب منهم الخلافة

ثم تولية الوليد وما جر على بني أمية حيث أنتقض أمرهم واختلفت كلمتهم ولو أن هشاما أطاع الأمام الزهري وبني هاشم في خلع الفاسق وتولية الكفء لما حصل ما حصل بإذن الله وفي هذا درس عظيم للسلاطين والخلفاء أن يختاروا الأكفاء لولاية العهد.

الملاحظة الخامسة: ثنائك على الوليد والتعريض والتلميح بل والتصريح بأن معظم ما ينقل عنه ليس إلا إشاعات بسبب الحسد وهذا مخالفا لما هو مشهور عند المؤرخين بأنه كان ماجنا فاسقا بل يذكرون عنه أقوال من الكفر والزندقة وليس مثلك يثني على مثل هذا يا دكتور

فقد قال عنه الأمام الطبري في تاريخه (ج4/ص236)

فثقل الوليد على الناس ورماه بنو هشام وبنو الوليد بالكفر وغشيان أمهات أولاد أبيه ورموه بالزندقة

قال بن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (ج10/ص6)

إنما قتل لفسقه وقيل وزندقته

وقال عنه ابن الجوزي رحمه الله في المنتظم (ج7/ص248)

:وكان الوليد بن يزيد مشهورا بالإلحاد مبارزا بالعناد مطرحا للدين

وقال أيضا: ورماه بنو هاشم بالكفر والزندقة وغشيان أمهات أولاد أبيه

وقال الذهبي رحمه الله في العبر (ج1/ص161)

كان فاسقا متهتكا

وقال أيضا في تاريخ الإسلام ج8/ص291

قلت مقت الناس الوليد لفسقه وتأثموا من السكوت عنه وخرجوا عليه.

وقال الذهبي أيضا في تاريخ الإسلام ج8/ص287

عند التعريف به: (الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الخليفة الفاسق)

وقال بن الأثير عنه فولاه هشام الحج سنة ست عشرة ومائة فحمل معه كلابا في صناديق وعمل قبة على قدر الكعبة ليضعها على الكعبة وحمل معه الخمر وأراد أن ينصب القبة على الكعبة ويشرب فيها الخمر فخوفه أصحابه وقالوا لا نأمن من الناس عليك وعلينا

وقال أيضا فقال له هشام ويحك يا وليد والله ما أدري أعلى الإسلام أنت أم لا ما تدع شيئا من المنكر إلا أتيته.

الملاحظة السابعة: ما ذكرت من أن لو كان تصحيح الأحاديث وتضعيفها يصلح بمجرد مطابقتها للواقع لصح ما روي عن أم الدرداء أنها قالت: إذا قتل الخليفة الشاب من بني أمية بين الشام والعراق مظلوما لم يزل طاعة مستحف بها ودم مسفوك على وجه الأرض بغير حق

والحديث الأكثر مناسبة مما ذكرت الذي ينطبق على هذا الوضع ما أخرجه أحمد في مسنده (ج2/ص326) عن هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تعوذوا بالله من رأس السبعين وإمارة الصبيان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير