تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكون الزهري سعى في خلع الوليد يتناسب مع شخصية الزهري المخلصة فقد رأى أن ما يشاع عن الوليد يجعله غير جدير بالخلافة ولكن الزهري أو أيا من العلماء لم يشارك ولله الحمد في الثورة على الوليد.

أما نقلك عني أنني قلت إن أقرانه من بني أمية حسدوه , فهو من أغرب النقل مع قرب العهد وهو دليل على عجلتك في الرد أو قدرتك المحدودة على الفهم علمنا الله وإياك فإنني قلت: (مما جعله محلا للحسد من أكفائه في البيت الأموي) فقد قلت إنه محل للحسد ولم أقل إن أحدا حسده ولم أشق عن قلب أحد فهو فعلا كان محلا للحسد كما أنك محل للحسد على دقة فهمك وحسن نقلك

ولا يعني ذلك أن أحدا حسدك

والمعلوم من العلماء أنهم لا يصدقون أقوال الأقران ببعضهم في بعض حتى لو كانوا من العلماء الأتقياء وذلك لشبهة احتمال كون هذه الأقوال ناشئة عن حسد , فإذا العلماء لا تصدق أقوالهم ببعض لشبهة طروء الحسد فكيف تصدق أقوال أبناء الخلفاء المترفين بعضهم في بعض

أما ملاحظتك الثالثة حين ذكرت أنه قام في دولته قياما أغاض أعداءه , ورأيت أنت أن العلماء على غير ذلك ولم تذكر نقلا واحدا يفيد أن البلاد فسدت في عهده ولم تذكر أن بلدا من البلاد انتقضت في عهده فأين ما نسبته للعلماء

فقد نقلت أنت عن الطبري مصداق ما أدعيه أنا وهو قول الطبري: (وكان من أعظم ما جنى على نفسه (الوليد) حتى أورثه ذلك هلاكه إفساده على نفسه بني عميه بني هشام وولد الوليد ابني عبد الملك بن مروان مع إفساده على نفسه اليمانية وهم عظم جند أهل الشام

فقد حكم لي الطبري ولم يحكم لك حين ذكر أن أعظم ماجنى عليه ليس ما تدعيه أنت من الفسق والكفر والزندقة بل إفساده بني عميه الوليد وهشام ولا يخفى أن بني هشام كانوا مرشحين قبل وفاة أبيهم لولاية العهد أما بني الوليد فقد اختلفوا

فكان يزيد بن الوليد طامعا بالخلافة أما أخوه العباس وكان من نساك بني أميه فكان ضد هذا العمل

وأنا أسأل الطبري أيهما أعظم الزندقة أم إفساد بني عمية؟ ولو ثبتت الزندقة عند الطبري لما قال إن أعظم ما جنى على الوليد إفساده على نفسه بني عميةه بل يقول الزندقة والكفر

أما اليمانية فقد غضبو لغير الله حين قتل الوليد خالد بن عبد الله القسري وقتل الإمام رجلا له عليه تهمه لا يسوغ الخروج عليه لا سيما والقسري لم يقتل صبرا

أما قولك: كيف يقدر على إدارة الدولة من لم يستطع منع نفسه عن الخمر فأقول هل تبتت عندك توبة توني بلير و شيراك وبوش عن الخمر؟ فهاهم يشربون الخمر ويديرون دولهم لا تنافي بين شرب الخمر وإدارة الدولة بل إن عددا من خلفاء بني العباس كانوا يعاقرون الخمر وقد قتل المتوكل الخليفة السني وهو في مجلس شربه والله أعلم.

أما ما ذكرته في ملاحظتك أن تولية العهد لأهل الفسق سبب للانتقاض فأقول لك ليس سبب الانتقاض هو الفسق بل جرأة الناس على تناقل الإشاعات عن السلاطين دون تثبت

وقياسك على يزيد بن معاوية ينقضه قياسي على عثمان رضي الله عنه فهل ثار عليه الناس لأجل فسقه أم لأجل الجرأة على بث الشائعات عن السلاطين؟

إن الفسقة الذين تولو الحكم في كل بلاد العالم وصح لهم حكمهم أكثر بكثير من العدول الذين استقامت لهم الأمور فتبصر.

وما نقلته من نقول لا أود الوقوف عند كل واحد منها على حدة ولكنني سأجمل القول فيها فأقول

أن هذه النقول لا تشهد بزندقة الوليد بل بفسقه والفسق ليس موجبا للخروج على الحاكم ولما خرج أهل المدينة على يزيد بن معاوية بحجة فسقه خذلوا خذلانا عظيما

راجع مقدمة تاريخ الطبري لتعرف مكانة الكتاب من حيث صحة النقول

ألذهبي رحمه الله حجة في نقد أهل الحديث أما غيرهم فهو ينقل عن سواه من المؤرخين وقد يخفاك أن تاريخ خلفاء المسلمين ظل قرونا طويلة ألعوبة بأيدي الأدباء والإخباريين ومؤرخي الشيعة

ابن الأثير مختصر للطبري وزائد عليه فيما بعد نهاية تاريخ الطبري ويؤخذ عليه ما يؤخذ على الطبري وله تحقيقات في قصص الأنبياء لكنه لم يستمر على منهج التحقيق في كتابه

اليعقوبي والمسعودي شيعيان غير موثقان في النقل لاسيما عن بني أمية

ابن كثير كان دقيقا وقال قتل لفسقه وقيل لزندقته

ومعلوم أن مجرد الفسق ليس مدعاة للخروج فضلا عن القتل

أما الزندقة فقد ذكرها بصيغة التمريض

أما حديث رأس السبعين فالجواب عنه أن الوليد لم يكن ولد على رأس السبعين ويدل على ضعف هذا الحديث أن رأس السبعين كان عصر فتوح وخير بل هو أحسن عصور الإسلام من حيث اتساع رقعة بلاد الدين

أما حديث عمر بن الخطاب الذي أنكر الثقاة كونه عن عمر وحكي (من الحاكي؟ لا نعلم) أن البيهقي حسنه مرسلا فالدليل على بطلانه أن الوليد لم يكن أشد إفسادا لهذه الأمة من فرعون لقومه وهل ادعى الوليد الربوبية؟ وهل أمر بنقض الدين؟ ولو درسنا إسناد هذا الحديث لوجدنا طواما

أما حديث أبي عبيدة فكيف قطعت بأن هذا الرجل من بني أمية هو الوليد بن يزيد

أما ملاحظتك الثامنة فأنا يا أخي أنصحك من خلالها بنصيحة لعلها تنفعك وهي أن ترتب أفكارك وأنت تكتب وتراجع ما تكتب فقرة فقرة حتى لا تقع في تناقض يغري بك خصمك

ألم تذكر أنت أن اليمانية وقضاعة هم الذين سعوا إلى يزيد بن الوليد بعد قتل الخليفة خالدا القسري يحرضونه على الخروج على ابن عمه ألم تقل ذلك أنت؟

أليت اليمن وقضاعة هم معظم أهل الشام في ذلك الوقت

أليست اليمن وقضاعة من الشعب؟

فكيف تقول إن أبناء البيت الحاكم هم الذين قتلوه وحدهم

فكيف تنقل كل ذلك مستدلا به رافعا به جبينك ثم تقول إن قتل الوليد مثال على الصراع داخل البيت الحاكم

وهذا وأعتذر إن ندت عن القلم عبارة تسوءك فالله يعلم أنني أحبك في الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير